التاريخ: أيلول ٢٢, ٢٠١٤
المصدر: جريدة الحياة
السيسي يستبق زيارته نيويورك بفتح الباب لمشاركة أنصار «الإخوان» و"الدولة الإسلامية" يدعو لمهاجمة الجنود وقطع رؤوسهم
انفجار أمام وزارة الخارجية يقتل ضابطين
وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يلقي أمامها كلمة الأربعاء المقبل. واستبق الزيارة بتصريحات فتحت الباب لمشاركة أنصار «الإخوان المسلمين» في العملية السياسية «بشرط نبذ العنف». كما أطلق القضاء سراح ناشطة بارزة حكمت بالسجن بموجب قانون التظاهر المثير للجدل.

وقال السيسي في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» إن الباب مفتوح لغير المتورطين في العنف في مصر للمشاركة في الحياة السياسية. وأضاف رداً على سؤال عن الموقف من أعضاء جماعة «الإخوان» وأنصارها: «لكل شخص لم يمارس العنف، مصر متسامحة جداً، والفرصة سانحة للمشاركة في الحياة السياسية». وأضاف أن الجماعة «جاءتها الفرصة لحكم مصر. لكن المصريين خرجوا في تظاهرات حاشدة ضد محمد مرسي للمطالبة برحيله... واختارت الجماعة المواجهة».

وأكد أن مصر «مستعدة لإعطاء كل الدعم المطلوب في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. لكنه استبعد إرسال قوات مصرية إلى العراق، قائلاً ان «القوات العراقية قوية بما يكفي لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة... ووجود قوات خارجية ليس مهماً». ودعا إلى «استراتيجية شاملة لمعالجة جذور التطرف في المنطقة».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن رئيس وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة عمرو أبو العطا أن كلمة السيسي «ستعبر عن مصر خلال المئة يوم الماضية، ودول العالم تنتظر الاستماع إلى كلمات الدول المحورية، ومن بينها مصر، فضلاً عن المناسبة التي توفرها الاجتماعات لعقد عدد كبير من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة من مختلف دول العالم».

وأوضح أن السيسي سيعرض في كلمته التي تستمر 15 دقيقة «التطورات التي حدثت في مصر أخيراً والمناخ الاقتصادي فيها، واحترامها حقوق الإنسان والتحول الديموقراطي، وضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تعاون دولي مشترك ومتكامل لمواجهته في كل مكان، وليس فقط في سورية والعراق، وأن الإرهاب ليس مقصورا على تنظيم داعش، وأنه قد يطول الدول التي تظن أنها بمنأى عنه». وأشار إلى أن الكلمة «ستتطرق إلى تطور دور مصر إقليمياً، ونجاحها في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، فضلاً عن جهودها في شأن الوضع في ليبيا».

وأوضح أن السيسي سيجري على هامش مشاركته في الجمعية العامة «محادثات مع عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في الاجتماعات، ومن بينهم رؤساء فرنسا والبرازيل وجنوب أفريقيا ورؤساء وزراء اليابان وإيطاليا وإثيوبيا وبريطانيا وملك الأردن وملك المغرب». كما سيلتقي «رجال أعمال ومسؤولي كبرى الشركات الأميركية وقيادات الرأي ومراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، لعرض فرص الاستثمار في مصر».

ولفت إلى أن الرئيس التقى أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما يجري اليوم لقاءات معظمها في مقر إقامته في نيويورك مع رجال أعمال أميركيين، ويلقي غداً كلمة باسم المجموعة العربية أمام قمة المناخ، ويجري عدداً من اللقاءات الثنائية يومي الثلثاء والأربعاء في مقر الأمم المتحدة، على أن يغادر نيويورك الخميس المقبل.

وقال لـ «الحياة» وزير الخارجية السابق محمد العرابي إن كلمة السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «ستتناول دور مصر في مكافحة الإرهاب والمسار الديموقراطي في البلاد والمساعي الخاصة بتنمية الاقتصاد المصري وحقوق الإنسان». وتوقع حدوث لقاء ولو بصورة عابرة بين السيسي ونظيره الأميركي باراك أوباما.

وقال إن «الجميع يتطلع إلى مواجهة السيسي لسلسلة الأكاذيب الممنهجة التي تتردد أصداؤها عن ثورة 30 حزيران (يونيو)»، في إشارة إلى التظاهرات التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي. وأشار إلى أن «كلمة الرئيس ستكون بمثابة إضاءات للعالم كي يرى ما تشهده مصر من تطور على المستويات كافة». وأعرب عن ثقته في أن «الرئيس سيوجه رسائل عدة إلى القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وأبرزها أن التغييرات التي طرأت على مصر لا تسمح بفرض أي قرارات على الإرادة المصرية».


انفجار أمام وزارة الخارجية يقتل ضابطين

قُتِلَ أمس ضابطا شرطة وجُرح 7 مجندين بانفجار عبوة بدائية الصنع زرعها مجهولون إلى جوار مبنى وزارة الخارجية المصرية على كورنيش النيل في قلب العاصمة، فيما قُتل 6 جنود وجُرح سابع إثر سقوط مروحية عسكرية في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة).

ووقع الانفجار أمام الباب الخلفي لوزارة الخارجية، ولم يخلف خسائر في البنايات على رغم ضيق الشارع الذي يتوسطه جسر وتنتشر فيه محال بيع الملابس، على عكس تفجيرات تبنتها جماعة «أنصار بيت المقدس» مثل استهدف مديريتي أمن القاهرة والدقهلية ومنشآت عسكرية.

وأكدت مصادر أمنية أن القنبلة «تم زرعها أعلى شجرة تجاور مبنى الخارجية»، في طريقة تذكر بتفجيرات بعبوات بدائية حصلت العام الماضي، وظهر أن وراءها مجموعات من الشباب أو خلايا عنقودية.

لكن الانفجار كشف قصوراً أمنياً، لا سيما أن المنطقة تنتشر فيها قوات الجيش والشرطة لتأمين الخارجية ومبنى التلفزيون الرسمي «ماسبيرو» المجاور، ما يعني أن زارع القنبلة تمكن من تخطي إجراءات أمنية مكثفة. وأوضح مسؤول أمني لـ «الحياة» أن سقوط الضحايا «نتيجة حشو القنبلة بمسامير وشرائح معدنية اخترقت أجساد القتلى والجرحى، بفعل التفجير الذي جرى من بعد».

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «عبوة ناسفة انفجرت صباح (أمس) الأحد في شارع 26 يوليو قرب تقاطعه مع شارع الكورنيش، ما أسفر عن استشهاد المقدم خالد سعفان من قوة مديرية أمن القاهرة والمقدم محمد محمود أبو سريع من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل في مديرية أمن القاهرة متأثرين بإصابتيهما». وأضاف أن «الانفجار أسفر عن جرح عدد من رجال الشرطة المعينين في تلك المنطقة» لم يحدد عددهم، لكن مصادر طبية قالت إن عدد الجرحى وصل إلى 7.

وفور وقوع الانفجار وصل فريق من النيابة العامة عاين المكان واستمع إلى شهود من الأهالي المتواجدين في المكان، قبل أن ينتقل إلى مستشفى الشرطة في حي العجوزة (جنوب القاهرة) للاستماع إلى روايات المصابين.

وعكف خبراء الأدلة الجنائية على رفع آثار الاعتداء وإعداد التقرير الفني الخاص ببيان دلالة تلك الآثار، فيما كلف النائب العام جهات البحث وأجهزة الأمن بسرعة إجراء التحريات عن الواقعة، والتوصل إلى مرتكبيها وتقديمهم إلى النيابة العامة لاستجوابهم والتحقيق معه، كما كلّف مصلحة الطب الشرعي بسرعة الكشف على جثث القتلى «لتحديد أسباب الوفاة».

وسارع أركان الدولة إلى إدانة الاعتداء. وقال مفتي البلاد شوقي علام إن «التفجير الإرهابي الغادر أدى إلى إزهاق للأرواح وسفك للدماء وترويع للآمنين وتشويه لصورة المجتمع وإضرار بالمصالح العامة للبلاد، وهم (المنفذون) بذلك مفسدون في الأرض مستحقون لخزي الله في الدنيا والآخرة». وأضاف أن «الإسلام بريء من هؤلاء الإرهابيين». وطالب قوات الأمن بـ «الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه الاعتداء على أمن الوطن والمواطنين»، داعياً المصريين جميعاً إلى «التصدي للإرهاب ونبذه».

ونعت المؤسسة العسكرية ضحايا «الحادث الإرهابي الخسيس»، قبل أن يعلن الناطق باسم الجيش في بيان «مقتل سبعة من العناصر الإرهابية والقبض على 91 آخرين خلال حملات أمنية موسعة استهدفت محافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية». وأوضح البيان أن قوات الجيش والشرطة «نفذت عدداً من المداهمات الناجحة ضد البؤر الإرهابية في محافظات شمال سيناء والإسماعيلية والدقهلية، ما أسفر عن مقتل سبعة من العناصر الإرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات». وأعلن «ضبط 91 فرداً من العناصر الإرهابية والإجرامية... وتدمير 9 عربات و65 دراجة بخارية كانت تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، كما تم ضبط كميات من الأسلحة وإبطال مفعول سبع عبوات ناسفة».

إلى ذلك، تسبب سقوط طائرة عسكرية أمس في قرية كوم اوشيم التابعة لمحافظة الفيوم (جنوب القاهرة) في مقتل 6 عسكريين وجرح سابع. وعزا بيان عسكري الحادث إلى «عطل فني». وأوضح أنه «أثناء تنفيذ إحدى المهام التدريبية حدث عطل فني في طائرة نقل عسكرية، ما أدى إلى سقوطها»، مشيراً إلى أن وزير الدفاع صدقي صبحي «أمر بتشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث».

"الدولة الإسلامية" يدعو لمهاجمة الجنود المصريين وقطع رؤوسهم

حضّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المقاتلين في شبه جزيرة سيناء المصرية "على مهاجمة الجنود المصريين وقطع رؤوسهم"، في خطوة من شأنها أن تزيد القلق من الصلات التي تربط بين الجماعات المتشددة.

وقال الناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني في بيان بث على الإنترنت "نثني على إخواننا في سيناء الأبية... امضوا على هذا المنهج فهذا هو الطريق السديد. شردوا بهم من خلفهم أينما تثقفون. فخخوا لهم الطرقات وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم. اقطعوا منهم الروؤس".

وأضاف "لا تجعلوهم يأمنون واصطادوهم حيث ما يكونون. حولوا دنياهم إلى رعب وجحيم. فجروا بيوتهم".