التاريخ: آذار ٢٣, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الحوثيون وهادي أعلنوا التعبئة والتجنيد استعداداً للحرب
وقلق خليجي من "انزلاق اليمن في نفق مظلم"
العواصم الاخرى - الوكالات صنعاء - أبو بكر عبدالله 
غداة تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التصدي للنفوذ الايراني في اليمن واعلان السلطات المحلية الموالية في المحافظات الجنوبية التعبئة والتجنيد لصد هجمات محتملة للحوثيين، أعلن الحوثيون التعبئة العامة لمواجهة "القاعدة" والتكفيريين، فيما باشر الجانبان اجراءات لفتح باب التجنيد في المحافظات.
 
ساد التوتر أمس محافظات لحج والضالع وتعز في الجنوب ومحافظة مأرب في الشمال بعد ساعات من اصدار اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين قرارا حمل الرقم 4 باعلان حال التعبئة العامة للتصدي لـ "القاعدة وداعش" وتكليف اللجنة الامنية العليا مباشرة هذه الاجراءات، بالتزامن مع تعهد الرئيس اليمني التصدي لانقلاب الحوثيين "ورفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران بصعدة بدلا من العلم الإيراني".

وسيطرت اللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس هادي على أكثر المواقع العسكرية في محافظة الضالع غداة خطوات مماثلة في محافظة لحج تخللتها عمليات سلب ونهب لمستودعات الجيش بعد اشتباكات بين مسلحي اللجان الشعبية وقوات اللواء 33 مدرع وقوات الأمن الخاص في الكثير من مواقع تمركز هذه القوات المتهمة بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح وخصوصاً موقعي القشاع والبئر وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وساد التوتر أمس محافظة تعز بعد اتهامات وجهتها جماعة "الاخوان المسلمين" إلى فرع قوات الامن الخاص بنشر وحدات عسكرية ودوريات في مطار تعز الدولي ومطارها العسكري، إلى ارسالها قوات إلى ميناء المخاء على البحر الأحمر، فيما أعلن "الاخوان" مقتل مدني وإصابة أربعة في مواجهات بين محتجين من الجماعة وجنود الامن الخاص لدى محاولتهم تفريق هؤلاء الذين احتشدوا أمام مقرها للمطالبة بعودة التعزيزات التي وصلت اخيراً من صنعاء.

وفي محافظة مأرب قُتل نحو 40 مسلحا من الحوثيين ورجال القبائل الموالين لـ"الإخوان" في مواجهات تجددت في المناطق الحدودية بين محافظتي مأرب والبيضاء، وقال وجهاء إنها تسببت كذلك بخسائر كبيرة في العتاد المتوسط والثقيل.
 
توتر في عدن
وفي محافظة عدن حيث يقيم الرئيس هادي، تصدت المضادات الأرضية التابعة للقصر الرئاسي بمحافظة عدن الجنوبية لطائرة حربية يعتقد أنها تابعة لسلاح الجو اليمني خرقت جدار الصوت بعد تحليقها فوق القصر الرئاسي، فيما تحدثت دوائر سياسية في عدن عن وصول مروحيات عسكرية ومنصات صواريخ مضادة للطيران إلى مطار عدن الدولي لمواجهة أي محاولات لشن غارات على القصر الرئاسي. وكان الرئيس هادي دعا القوى السياسية وجماعة الحوثيين إلى حل سياسي يجنب اليمن ويلات الحرب الأهلية، مشترطا سحب الحوثيين مسلحيهم من العاصمة والمؤسسات الحكومية في العاصمة صنعاء والمحافظات واعادة الاسلحة التي نهبها الحوثيون من معسكرات الجيش وتنفيذ قرارات مجلس الامن والغاء الاجراءات والقرارات المتخذة منذ اقتحام الحوثيين العاصمة في أيلول 2014. ودعا القوى السياسية إلى المشاركة في حوار الرياض، كما دعا قوات الجيش "الى التمسك بالشرعية الدستورية وتنفيذ تعليمات القيادة الشرعية والتمسك بالثوابت الوطنية".
 
تشاور خليجي
وفي الرياض، استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز بالرياض السبت ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس مجلس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت الشيخ محمد الخالد الصباح.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "و ا س" ان "اللقاء جاء في إطار تبادل الآراء بين الأشقاء لما فيه خير شعوبهم، إلى مجمل الأحداث في المنطقة".

وقالت ان ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بحث مع كل من ولي عهد البحرين وولي عهد ابو ظبي ورئيس وزراء قطر ووزير الداخلية الكويتي في مستجدات الأحداث في المنطقة وعلى وجه الخصوص في الجمهورية اليمنية. وأضافت ان "المجتمعين اعربوا عن قلق دولهم من تطورات الأحداث وخطورة تداعياتها، وحذروا من انزلاق اليمن في نفق مظلم سيترتب عليه عواقب وخيمة ليس على اليمن فحسب بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين". وأكد المجتمعون مواقف القادة الداعمة للشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وللشعب اليمني الشقيق واستعدادهم لبذل كل الجهود لدعم أمن اليمن واستقراره، حيث أن أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ".
 
مصر
وفي القاهرة، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "أمن منطقة الخليج هو خط أحمر بالنسبة الى مصر".
وأوضحت أن "مصر تتابع بإهتمام وقلق بالغين التطورات الخطيرة التي تشهدها الأمة العربية في الفترة الحالية والتحديات الجسام التي باتت تمزق أوصال تلك الأمة وتهدد بقاء الدول العربية ذاتها وتمس بشكل مباشر الأمن القومي العربي، في ظل أوضاع سياسية وأمنية تتسم بالسيولة واستشراء مخاطر ظاهرة الإرهاب".

وقالت "إن مصر، انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية تجاه أمتها العربية وإدراكا منها لخطورة التحديات غير المسبوقة التي تهدد الأمن القومي العربي، وبصفة خاصة أمن منطقة الخليج، تجدد التأكيد أنها لا يمكن أن تقبل أو تسمح بالمساس بهما انطلاقا من ارتباطهما العضوي بالأمن القومي المصري واعتبار أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر بالنسبة الى مصر".
 
واشنطن تجلي قواتها
وفي واشنطن، كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة أجلت سائر جنودها ومنهم نحو 100 رجل من قوات العمليات الخاصة من اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.