التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
اليمنيون استبقوا الهدنة بتكثيف القتال
قبل ساعات من سريان الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي أعلنتها الأمم المتحدة لتطبَّق بدءاً من منتصف ليل أمس احتدمت المعارك على كل الجبهات بين ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها من جهة وبين مسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، في حين شن طيران التحالف غارات على تجمُّعات الحوثيين ومواقع عسكرية ومنازل موالين للجماعة ومقرّبين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأبدى الطرفان شكوكاً في إمكان صمود الهدنة، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية عز الدين الأصبحي أنه لا يتوقَّع التزام الحوثيين وحلفائهم بها. وقال: «هؤلاء يمارسون أعلى درجات المراوغة حتى مع المجتمع الدولي، وتحرُّكاتهم العسكرية المتواصلة على الأرض لا تنمُّ عن نيات حسنة، أو توجهات جدّية وصادقة لتثبيت هدنة إنسانية من أجل مساعدة المحتاجين والمتضرّرين من أبناء الشعب اليمني». واستدرك: «لا نريد هدنة من خمسة أيام أو عشرة، نظل نحتسب ساعاتها ودقائقها. نريد حلاًّ جذرياً للأزمة».

وقال زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي: «ليس لدينا أمل كبير بنجاح الهدنة، وتجربتنا مع الهدنة السابقة كانت مريرة». وهدّد في خطاب تلفزيوني بـ «خيارات استراتيجية كبرى» و «تعبئة عامة»، داعياً إلى «سدّ الفراغ في السلطة من دون انتظار الخارج».

إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة بأن قوات الحوثيين في تعز (جنوب غرب) استقدمت تعزيزات إلى المدينة، وشنّت هجوماً على مواقع للمقاومة في جبل جرة والضباب، كما واصلت قصف الأحياء السكنية شمال مدينة عدن وغربها واستحدثت جبهة جديدة شمال مدينة الضالع، بالتزامن مع اشتباكات ضارية مع مسلحي القبائل في محيط مدينة مأرب.

وأضافت المصادر أن مسلحي المقاومة صدّوا هجمات الحوثيين وكبّدوهم خسائر ضخمة في الأرواح والمعدّات، بخاصة في تعز ومأرب حيث تحاول الجماعة إخضاع المدينتين للتفرُّغ لبقية المناطق في الجنوب والشرق.

وأشارت مصادر المقاومة في تعز إلى اشتباكات عنيفة في أحياء الخمسين والأربعين والجمهوري وحول جبل جرة، في ظلّ تقدُّم المقاومة صوب جبل العروس الإستراتيجي في منطقة صبر.

واستهدف طيران التحالف منزل توفيق صالح نجل شقيق علي صالح في منطقة الأصبحي، وضرب تجمُّعاً للحوثيين في قاعة «زهرة المدائن» في حي الجراف شمال العاصمة. كما طاول القصف مخزناً للسلاح في جبل نقم وفي جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي، وسُمِع دويُّ انفجارات قرب مصنع الغزل ومعسكر الشرطة العسكرية، وقرب منزل قديم للرئيس السابق في منطقة شعوب.

وأكدت مصادر عسكرية وشهود أن غارات التحالف استهدفت مواقع في مديرية الرضمة في إب، وأخرى في مديرية الزاهر في محافظة البيضاء في مناطق «سودا غراب ومرداس ومدرسة الرويشان»، واستهدفت منزل الشيخ عبدالقوي صالح الحميقاني الموالي للحوثيين.

كما استهدفت الغارات مواقع في عدن ولحج، وطاولت الخطوط الأمامية للحوثيين غرب مدينة مأرب، وامتدت إلى عمران وذمار والجوف ومناطق في محافظتي حجة وصعدة، خصوصاً في ساقين والعند والمقاش.