التاريخ: حزيران ٢٤, ٢٠١٦
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"سوريا الديموقراطية" دخلت جنوب منبج ودو ميستورا يتوقع محادثات جديدة قريباً
دخلت "قوات سوريا الديموقراطية" أمس مدينة منبج، أحد أبرز معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة حلب بشمال البلاد، بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق عملية واسعة لطرد المتشددين الذين يحتلون المدينة منذ عام 2014.

وتعد منبج، إلى مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا، معاقل "داعش" في محافظة حلب. ولها تحديداً أهمية استراتيجية لانها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة والحدود التركية.

وأفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن "قوات سوريا الديموقراطية" دخلت المدينة من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الأبنية وفي الشوارع.

وتستهدف طائرات الائتلاف مواقع مقاتلي التنظيم وتحركاتهم داخل المدينة وفي محيطها لإعاقة قدرتهم على صد هجوم "قوات سوريا الديموقراطية" التي تقدمت إلى داخل المدينة بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش الواقعة عند أطرافها الجنوبية الغربية. كما تتلقى "قوات سوريا الديموقراطية" الدعم من مستشارين أميركيين وفرنسيين على الارض.
وقال مصدر قيادي فيها على جبهة منبج إن مقاتلي "الدولة الإسلامية" يحاولون "إعاقة تقدم قواتنا عبر زرع الألغام والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة".

وأشار عبد الرحمن إلى مقتل عنصرين من "قوات سوريا الديموقراطية" في لغم في أحد المنازل. وبذلك ارتفعت حصيلة خسائر هذه القوات التي تضم فصائل كردية وعربية منذ بدء الهجوم قبل ثلاثة أسابيع إلى 63، في مقابل 458 من "داعش"، بينهم قادة ميدانيون.

ومنذ بدء عمليتها في ريف حلب الشمالي، تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية" من السيطرة على أكثر من مئة قرية ومزرعة. ولا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في منبج، ولم يتمكن من الفرار سوى ثمانية آلاف.

وعلى جبهة أخرى، يتصدى "داعش" لمحاولات قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها التقدم مجدداً إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وتحدث "المرصد" عن إصابة ثلاثة جنود روس الثلثاء في استهداف سيارتهم بتفجير لغم زرعه "الدولة الإسلامية" شرق منطقة بئر أبو علاج الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة وحلب. كذلك قتل اللواء حسن سعدو رئيس أركان الفرقة العاشرة في الجيش السوري.

وفي مدينة حلب، قتل ستة أشخاص، بينهم طفلة، بقذائف أطلقتها الفصائل المعارضة على حيي الخالدية وشارع النيل في الجزء الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام.

إلى ذلك، أمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستافان دو ميستورا في كلمة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عبر الفيديو، في بدء جولة جديدة من محادثات السلام في تموز شرط تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية. وقال :"يمكننا إجراء محادثات سورية، وآمل (في أن يتم ذلك) ليس في شأن المبادئ بل التدابير الملموسة المؤدية الى العملية السياسية، هذا هو هدفنا". وأضاف :"المحادثات السياسية لا يمكن ان تستمر... ما دامت وتيرة المعارك تزداد ويتعرض المدنيون لمجاعة".