التاريخ: آب ٢, ٢٠١٦
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إسقاط مروحية روسية في إدلب والمعارضة تتقدم بجنوب حلب
أعلن الكرملين مقتل خمسة عسكريين روس نتيجة إسقاط مروحية نقل عسكرية روسية من طراز "مي - 8" كانت تقوم بمهمة إنسانية، في ريف إدلب أمس.

صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "بحسب ما عرفناه من المعلومات التي قدمتها وزارة الدفاع الروسي، قُتل جميع أولئك الذين كانوا على متن المروحية. لقد سقطوا كأبطال، لأنهم حاولوا اقتياد المروحية (لتفادي سقوطها على منطقة مأهولة) من أجل الحدّ من من الخسائر على الأرض".

وفي وقت سابق أقرّت وزارة الدفاع الروسية بإسقاط مروحية نقل روسية من طراز "مي - 8" كان على متنها خمسة عسكريين روس في ريف إدلب. وأوضحت أن المروحية أسقطت بمضادات أرضية في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب. وأوردت صفحات تابعة للمعارضة السورية في مواقع التواصل الاجتماعي صورا لحطام المروحية وجثث قيل إنها لعسكريين روس.
وقالت مصادر في المعارضة إن المروحية سقطت قرب تل سلطان، فيما قال مركز إدلب الإعلامي إنها تحطمت في ريف إدلب الشرقي.

ويذكر أنها المروحية الثالثة تقر وزارة الدفاع الروسية بفقدانها في سوريا، علماً بأن الأولى استهدفت بصاروخ "تاو" في تشرين الثاني 2015 خلال عملية إنقاذ في مكان تحطم القاذفة "سو - 24" في ريف اللاذقية الشمالي. وتحطمت المروحية الثانية وهي من طراز "مي - 28 إن" في ريف حمص في 12 نيسان الماضي. ونفت وزارة الدفاع استهداف المروحية من الأرض، وعزت تحطمها الى اصطدامها ليلاً بالتضاريس في منطقة غير مأهولة.

وقتل طاقم روسي مؤلف من رجلين في تحطم مروحية حربية في ريف تدمر. وفي البداية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن المروحية كانت تابعة لسلاح الجو السوري.

ودعا مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، الدول التي لها تأثير على الجماعات المسلحة إلى الضغط عليها للكف عن جرائمها الجماعية. ونقلت عنه وكالة "تاس": "الجهاديون ردوا على العملية الإنسانية التي تقوم بها سوريا وروسيا، بجرائم جماعية"، مشيراً إلى أن الوضع في حلب "مقلق" و"دراماتيكي".

وأوضح أن "إرهابيي جبهة النصرة (التي غيرت اسمها أخيراً إلى "فتح الشام")، بالتعاون مع داعش وأحرار الشام، كثفوا هجماتهم بالمدفعية وقذائف الهاون، مستهدفين الأحياء السكنية وكذلك الممرات الإنسانية والنقاط المخصصة لتقديم المساعدات الإنسانية".

وأضاف أن "هذه التنظيمات الدموية تستهدف الممرات الإنسانية بالسيارات الملغمة والسيارات التي يقودها انتحاريون. الإرهابيون نشروا الجماعات الدموية لاستهداف السكان المدنيين في مدينة حلب". وشدد على أنه لا يمكن تبرير هذه الجرائم.

"داعش"
على صعيد آخر، دعا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعضاءه لشن هجمات في روسيا في شريط فيديو بثه موقع "يوتيوب" مدته تسع دقائق.
وجاء صوت لأحد أعضاء التنظيم معلقاً على لقطات لتدريبات يقوم بها رجال في الصحراء: "اسمع يا بوتين سوف نأتيكم إلى روسيا ونقتلكم في دياركم... يا إخواننا انفروا إلى الجهاد في سبيل الله وقاتلوهم واقتلوهم".
ولم يتسن التحقق من صحة الشريط، لكن رابط الفيديو نشر في حساب بموقع "تيليغرام" للرسائل يستخدمه "داعش".

ورداً على هذا التهديد، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية بأن تهديدات "داعش" لروسيا لن تستطيع أن تؤثر على موقف موسكو من مكافحة الإرهاب الدولي. وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحيط بمحتوى الشريط المصور، مشيراً إلى أنه يجب عدم المبالغة في أهمية هذه التهديديات، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم على الدوام "تكتيك التخويف" عندما تتعرض للضغوط.

وأكد في الوقت عينه أن السلطات الروسية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن البلاد وأن موضوع ضبط الأمن يتصدر دوماً اجتماعات الرئيس بوتين مع قادة الأجهزة الأمنية.

المعارضة تواصل هجوم حلب
وفي التطورات الميدانية في حلب، شن مقاتلو المعارضة السورية هجوماً كبيراً على المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام في جنوب غرب حلب في محاولة لإعادة فتح طرق إمدادات بعدما شدد الجيش السوري وحلفاؤه الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة الأسبوع الماضي.

ويسعى مقاتلو المعارضة إلى اختراق شريط من الأراضي التي تهيمن عليها القوات الحكومية على أمل إعادة ربط قطاعهم المحاصر في شرق حلب بمناطق خاضعة للمعارضة في غرب سوريا.
وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم "جبهة فتح الشام" ("النصرة" سابقاً) و"أحرار الشام" إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع للجيش في الساعات الأولى من الهجوم الذي بدأ مساء الأحد.

واعترف الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية بأن المعارضة شنت هجوماً، لكنه قال إنه صد الهجوم من قاعدة مدفعية تابعة للقوات الجوية.

ولا يزال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار منذ أن قطع الجيش ومقاتلون حلفاء تدعمهم إيران الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة مطلع تموز.

والأسبوع الماضي سيطر الجيش على مناطق مهمة عند الطرف الشمالي لحلب حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي شمالاً الى الحدود التركية.

ووصف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له هجوم المعارضة بأنه الأكبر منذ أشهر عدة. وقال إن مقاتلات موالية للحكومة قصفت بلدة خان طومان الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في ريف حلب الجنوبي، بينما قصفت المعارضة مناطق في قبضة الحكومة في وسط حلب خلال الليل.