التاريخ: أيلول ٢٨, ٢٠١٦
المصدر: جريدة الحياة
موسكو تتبنى «الحرب الشاملة» لدعم دمشق
استعادت القوات النظامية السورية وحلفاؤها أحد أحياء حلب وقُتل مزيد من المدنيين بغارات روسية وسورية وسط أنباء عن تبني موسكو سياسة «الحرب الشاملة» لدعم دمشق في تحقيق انتصار حاسم قبل وصول رئيس أميركي جديد إلى البيت الأبيض. وطالبت «منظمة الصحة العالمية» بممرات آمنة لإجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة شرق حلب. وقتل ١٢ مدنياً في الساعات الـ٢٤ الأخيرة على أيدي حرس الحدود التركي شمال شرقي سورية.

وسيطرت القوات النظامية على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف العام 2012. وقال مصدر عسكري في دمشق إن الجيش النظامي «استعاد بالكامل حي الفرافرة الواقع شمال غربي قلعة حلب، استكمالاً للعملية العسكرية التي تم إعلانها (الخميس) والمتضمنة جانباً استطلاعياً وجوياً ومدفعياً برياً».

ووفق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، يشكل الحي إحدى حارات المدينة القديمة في حلب، لافتاً إلى أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على أبنية وشوارع ضيقة فقط. ويقع الحي في منطقة تماس مع مناطق سيطرة المعارضة، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة في المنطقة.

ويعد هذا التقدم الأول للجيش النظامي داخل مدينة حلب منذ إعلانه ليل الخميس بدء هجوم هدفه السيطرة على مناطق الفصائل التي يحاصرها منذ نحو شهرين.

وبعدما كانت وتيرة الضربات خفت منذ ساعات الصباح، تجددت الغارات عصراً على أحياء عدة في شرق حلب، حيث استهدفت غارة مبنى سكنياً في حي الشعار، موقعة عدداً من القتلى بينهم طفلة علقت بين ركام الطبقة الثانية. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن الطيران الحربي نفذ في شكل متزامن الغارات على أحياء عدة، بينها حي الشعار، حيث تسببت بانهيار طبقات مبنى سكني وتكدسها بعضها فوق بعض باستثناء الطابق الأرضي. وأشار إلى أن عائلة بأكملها كانت لا تزال تحت الأنقاض.

وحذرت منظمة الصحة العالمية الثلثاء، من أن المرافق الصحية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل». وقالت ناطقة باسم المنظمة في جنيف إنه «خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها أصيب أكثر من مئتي شخص بجروح ونقلوا إلى مرافق صحية تعاني نقصاً في طواقمها».

وطالبت المنظمة بفتح «طريق إنساني في شكل فوري لإجلاء المرضى والجرحى من القسم الشرقي من المدينة». واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الثلثاء على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا إن «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقياً على الإطلاق وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».

وقال ديبلوماسيون زاروا دمشق قبل أيام إن الفجوة بين موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى ضاقت وباتت القوات العسكرية التابعة للأطراف الثلاثة ماضية في سباق مع الزمن لتطبيق استراتيجية من أربع نقاط تضمن «تحصين» دمشق واستسلام حلب وتحقيق تقدم عسكري في مناطق أخرى وفرض تسويات مع «تطويع» الأمم المتحدة مع احتمال إجراء تغييرات سياسية قبل وصول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض بداية العام المقبل. وأضافوا أن دمشق نجحت في «فرض» ممثل جديد للأمم المتحدة هو علي الزعتري مساعد المبعوث الدولي إلى ليبيا ومنحته تأشيرة دخول (فيزا) خلال أيام قليلة وسيصل إلى دمشق في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) خلفاً ليعقوب الحلو. كما اعتمد ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي ستيفاني الخوري ممثلة له في دمشق بدلاً من خولة مطر.

على جبهة أخرى، قتل 12 مدنياً بينهم خمسة أطفال وامرأتان خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء إطلاق حرس الحدود الأتراك الرصاص عليهم أثناء محاولتهم العبور من ثلاث نقاط في سورية إلى تركيا، وفق ما ذكر «المرصد» الثلثاء.

وتنفي تركيا باستمرار فتح قواتها النار على المدنيين الذين يحاولون دخولها من سورية، وتؤكد أن أبوابها مشرّعة دائماً أمام السوريين الهاربين من المعارك.

الجيش السوري يتقدم بدعم روسي في حلب ... والمعارضة تسيطر على قرية في حماة

استعادت القوات النظامية السورية بدعم الطيران الروسي أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في حلب، فيما واصلت فصائل إسلامية معارضة التقدم في ريف حماة وسط البلاد.

وقال مصدر في الجيش النظامي السوري أمس: «استعاد الجيش بالكامل السيطرة على حي الفرافرة الواقع شمال غربي قلعة حلب بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين»، لافتاً إلى أن الجيش «يعمل على تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون».

ويعد هذا التقدم الأول للجيش داخل مدينة حلب منذ بدء الهجوم الخميس.

وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي منذ إعلان الجيش النظامي السوري الخميس بدء هجوم على هذه الأحياء التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً، بهدف استعادة السيطرة عليها.

وتنقسم مدينة حلب التي كانت العاصمة الاقتصادية للبلاد إلى أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأحياء غربية تخضع لسيطرة النظام.

وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية إن القوات الموالية للحكومة السورية حشدت أمس لشن هجوم بري في حلب بعدما نفذت هجوماً على أربع جبهات هو الأكبر منذ بدء حملة لاستعادة المدينة بالكامل الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد منفصل، قال قائد فصيل عراقي مسلح يقاتل دعماً للحكومة لـ «رويترز» إن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم «قوات النمر» بدأت التحرك في مدرعات ودبابات من أجل الهجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة.

وهاجمت القوات الموالية للحكومة في الوقت ذاته مناطق في محيط مخيم حندرات الواقع إلى الشمال من حلب قرب منطقة مستشفى الكندي الواقعة في منطقة الراشدين بوسط المدينة وكذلك «منطقة 1070 شقة» جنوب غربي حلب.

واستعادت القوات الحكومية السيطرة على حندرات من قبضة مقاتلي المعارضة لفترة وجيزة السبت قبل أن تفقدها مرة أخرى في هجوم مضاد بعد ساعات.

وقال المسؤول الكبير في المعارضة إن الهجمات المتزامنة تم صدها لكن القوات الموالية للحكومة ما زالت تحشد في منطقتين أخريين قرب منطقة الشيخ سعيد الجنوبية.

وأضاف نقلاً عن تقارير وردت إليه من مقاتلين تابعين له، أن القوات الحكومية تسعى للتوغل بعمق عبر أي منطقة تستطيع فتحها مضيفاً أنه لوحظت كذلك كثافة استخدام طائرات مروحية والبراميل المتفجرة اليوم.

وبدأ الجيش السوري الخميس حملة كبيرة لاستعادة شرق حلب بمساعدة فصائل شيعية مدعومة من إيران ودعم القوات الجوية الروسية.

من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قصف الطيران الحربي والمروحي بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في البلدة، كما تعرضت مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي، لقصف من قوات النظام، في حين سقطت عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية، على مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف حلب الشمالي».

وزاد أنه «دارت اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في أطراف قرية تلالين بريف حلب الشمالي، ترافق مع قصف طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي على تمركزات للتنظيم في القرية، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في عدة محاور بحلب القديمة في مدينة حلب، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة، كما سقطت عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الفيض بمدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية».

وكان «المرصد» قال إن «طائرات مروحية قصفت مناطق في أحياء بعيدين والهلك والإنذارات ومنطقة دوار الجندول بمدينة حلب وسط أنباء عن سقوط جرحى، بينما نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل الإثنين- الثلثاء، عدة غارات على مناطق في حيي الصاخور والسكري ودوار قاضي عسكر بمدينة حلب، فيما ألقى الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس، عدة براميل متفجرة على مناطق في حي الصاخور بمدينة حلب»، لافتاً إلى أنه «ارتفع إلى 26 على الأقل عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد جراء الضربات الجوية (أول من) أمس من الطائرات الحربية والمروحية على أحياء حلب الشرقية، بينهم 6 أطفال ومواطنتان و9 مجهولو الهوية استشهدوا جميعاً في الضربات الجوية على السكري وكرم حومد وقاضي عسكر وبستان القصر والهلك ومناطق أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب». وقال: «لا يزال عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود مفقودين، في حين نفذت طائرات حربية غارة على مناطق في حيي مساكن الفردوس وقارلق بمدينة حلب».

في الوسط، قال «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام وتنظيم جند الأقصى من جهة أخرى، في محور قرية رأس العين بريف حماة الشمالي الشرقي، وسط تقدم للأخير وسيطرته على القرية، فيما تواصل الفصائل محاولات توسيع نطاق سيطرتها».

وأشار نشطاء معارضون إلى سيطرة فصائل إسلامية على قرية القاهرة في ريف حماة ضمن استمرار تقدمها في وسط البلاد.