التاريخ: نيسان ٢١, ٢٠١٧
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
استكمال اتفاق الإجلاء من "البلدات الأربع" ينتظر إفراج النظام السوري عن معتقلين
 توقف أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بعضهم منذ 24 ساعة، في منطقتين قريبتين من مدينة حلب في شمال سوريا في انتظار إكمال طريقهم الى وجهاتهم النهائية بعد إجلائهم من بلدات محاصرة. 

تجدّد الاربعاء تنفيذ المرحلة الاولى من عملية اجلاء آلاف الاشخاص من بلدات سورية محاصرة هي اساساً الفوعة وكفريا اللتين تسكنهما غالبية شيعية وتحاصرهما الفصائل الاسلامية في ادلب بشمال غرب البلاد، ومضايا والزبداني ومناطق أخرى تحاصرها قوات النظام قرب دمشق.

وتوقفت عملية الاجلاء أربعة ايام إثر تفجير استهدف السبت القافلة الاولى التي خرجت من الفوعة وكفريا، بعد وصولها الى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، مما تسبب بمقتل 126 شخصا، بينهم 68 طفلا.

وأجلي الاربعاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل موالين لقوات النظام من الفوعة وكفريا، فيما خرج 300 شخص، غالبيتهم من مقاتلي الفصائل المعارضة، من الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف دمشق.

وبعد أكثر من 24 ساعة من وصولها الى منطقة الراشدين، لا يزال 45 اوتوبيساً تنقل أهالي الفوعة وكفريا تنتظر لإكمال طريقها الى مدينة حلب، فيما ينتظر 11 أوتوبيساً من ريف دمشق منذ نحو 15 ساعة في منطقة الراموسة قرب حلب ايضا والتي تسيطر عليها قوات النظام لتتوجه الى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة.

وفي منطقة الراشدين، يتجمع أهالي الفوعة وكفريا في ساحة فرضت عليها الفصائل المعارضة طوقاً أمنياً مشدداً، كما نقل مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" في المكان. ولا يسمح مقاتلو الفصائل المعارضة لأي سيارة بدخول منطقة التجمع، باستثناء سيارة وحيدة للهلال الاحمر العربي السوري توزع المواد الغذائية. ونقل المراسل مشاهدته لاحاديث جانبية نادرة بين مقاتلي الفصائل المعارضة والمقاتلين الموالين للنظام ممن تم اجلاؤهم، وحولهم يلعب الاطفال بين الاوتوبيسات المتوقفة.

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان "تحرك القافلتين مرهون بعملية الإفراج عن معتقلين في سجون قوات النظام"، مضيفاً ان "القافلتين لن تتحركا إلا بعد الافراج عن 750 معتقلاً ومعتقلة في سجون النظام ووصولهم الى مناطق سيطرة المعارضة".

وانتقدت الامم المتحدة في وقت سابق هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية "تهجيراً قسرياً". وتتهم المعارضة الحكومة السورية بالسعي الى إحداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.

وتفيد الامم المتحدة أن 600 ألف شخص على الاقل يعيشون في مناطق تحاصرها بغالبيتها قوات النظام وأربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها.