التاريخ: أيار ٢٠, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
أوباما: خيار الأسد أن يقود الانتقال أو يخرج من الطريق
مع دولة فلسطينية على حدود 1967

واشنطن - هشام ملحم / العواصم الاخرى - الوكالات


أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستدعم الحركات الاصلاحية السلمية العربية بما في ذلك عمليات "الانتقال الى الديموقراطية "، قائلا: ان "استراتيجيات القمع والتضليل لن تنجح بعد الان". وأشاد بشجاعة الشعب السوري الذي يطالب الان بالانتقال الى الديموقراطية، وشدد انتقاداته للرئيس السوري بشار الاسد ووضعه امام امتحان صعب اذ قال: "امام الرئيس الاسد الان خيار: اما ان يقود هذه العملية الانتقالية واما ان يخرج من الطريق".


 وربط في اول خطاب مفصل يلقيه عن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي، ربط بين مستقبل انتفاضات الربيع العربي وضرورة حل الصراع العربي - الاسرائيلي معتبراً انه "وقت تنفض شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا اعباء الماضي، ان الدفع في اتجاه تحقيق سلام دائم ينهي النزاع ويحل جميع المطالب هو أمر ملح أكثر من اي وقت مضى".
وفي اشارة لافتة، أوضح ان "الحدود بين اسرائيل وفلسطين يجب ان تكون مبنية على خطوط 1967 مع تبادل (للاراضي) يتفق عليه بين الطرفين، بحيث يتم التوصل الى حدود آمنة ومعترف بها للدولتين": وينبغي ان يتمتع الشعب الفلسطيني بحقه في حكم نفسه وان يحقق تطلعاته في دولة متكاملة وذات سيادة".


وغداة فرض عقوبات اقتصادية على شخص الاسد، طالب اوباما السلطات السورية بقوة بـ"التوقف عن اطلاق النار على المتظاهرين وان تسمح بالتظاهر السلمي، والافراج عن المعتقلين السياسيين، والامتناع عن الاعتقالات غير العادلة، والسماح للمراقبين من منظمات حقوق الانسان بالوصول الى مدن مثل درعا، وبدء حوار جدي للدفع في اتجاه الانتقال الديموقراطي… والا فان الرئيس الاسد ونظامه سيبقيان معرضين للتحديات من الداخل والعزلة من الخارج".
واسترعى الانتباه ان البيت الابيض دعا شخصيات سورية معارضة تقيم في الولايات المتحدة مثل الباحث والناشط في مجال حقوق الانسان رضوان زيادة والمدون عمار عبدالحميد للاستماع الى الخطاب الذي القاه اوباما في وزارة الخارجية .


 ولاحظ اوباما، في اشارة ضمنية الى انه لا يتوقع تحولا جذريا في مواقف الرئيس الاسد، "ان سوريا مشت حتى الآن وراء حليفها الايراني، وسعت الى الحصول على مساعدات من طهران في مجال تكتيكات القمع، وهذا يعكس خبث النظام الايراني الذي يقول انه يقف الى جانب حقوق المتظاهرين في الخارج، وقت يقمع شعبه في الداخل". وفي هذا السياق ذكر بان التظاهرات السلمية الاولى كانت في شوارع طهران، حين ارتكبت الحكومة الفظاعات في حق النساء والرجال وزجت الناس في السجون".


الصراع العربي – الاسرائيلي
وتطرق اوباما الى جهود حكومته خلال السنتين ونصف السنة الاخيرة بالتعاون مع حلفائها لحل النزاع العربي – الاسرائيلي، واعترف بان التوقعات لتحقيق السلام لم تتحقق، مشيرا الى ان الاستيطان الاسرائيلي مستمر في الاراضي الفلسطينية، وانسحاب الفلسطينيين من المفاوضات. وبعدما ذكر ان البعض يدعي الان ان التغييرات التي تعصف بالمنطقة وانعدام اليقين فيها تعني انه ليس ممكنا احراز تقدم لحل النزاع، قال: "انا اخالف هذا الرأي". وانتقد جهود الفلسطينيين "لنزع الشرعية" عن اسرائيل مؤكداً انها لن تنجح، وحذر من ان اجراءات "لعزل اسرائيل في الامم المتحدة في ايلول لن توجد دولة فلسطينية مستقلة"، كما قال ان الزعماء الفلسطينيين لن يحققوا السلام "اذا اصرت حماس على السير على طريق الارهاب والرفض"


وأكد صلابة الصداقة الاميركية - الاسرائيلية المبنية على التاريخ والقيم المشتركة، والتزامه دعم امن اسرائيل، "ولكن بسبب صداقتنا، من المهم لنا ان نقول الحقيقة: الوضع القائم لا يمكن الحفاظ عليه، ويجب على اسرائيل ايضا ان تتحرك بشكل شجاع لتحقيق السلام الدائم". ولفت اسرائيل الى ان عدد الفلسطينيين الذين يعيشون غرب نهر الاردن يتزايد، وان التقنيات الحديثة سوف تزيد صعوبة الدفاع عن اسرائيل، وان المجتمع الدولي قد تعب من هذا النزاع ، "ان حلم دولة يهودية ديموقراطية لا يمكن ان يتحقق في ظل احتلال دائم" للاراضي الفلسطينية. وتناول اتفاق المصالحة بين حركة "حماس" وحركة "فتح" فقال انه "يثير اسئلة شرعية وعميقة بالنسبة الى اسرائيل، اي كيف يمكن التفاوض مع طرف لا يقبل ولا يعترف بحقك في الوجود" ورأ ى انه في الاسابيع والاشهر المقبلة" يجب على الزعماء الفلسطينيين ان يوفروا الجواب الصحيح عن هذا السؤال".


 وسعى الى وضع الولايات المتحدة الى جانب حركات التغيير الديموقراطي في العالم العربي " بطريقة تعزز قيمنا وتقوي أمننا". وقال انه بينما خدمت الولايات المتحدة "مصالحها الجوهرية" خلال العقود الماضية بما في ذلك مكافحة الارهاب ووقف انتشار الاسلحة النووية، الا ان الوقت قد حان الان للانتقال الى ما وراء ذلك، "يجب علينا ان نعترف بان الاستراتيجية المبنية فقط على السعي الضيق الى خدمة هذه المصالح لن تملأ معدة فارغة او تسمح لشخص بان يعبر عن رأيه"… والاهم من ذلك فان الاخفاق في الاعتراف بتطلعات الناس العاديين سوف يعزز الشكوك المتقيحة منذ سنوات في ان الولايات المتحدة تعمل على خدمة مصالحها على حسابهم".


وفي معرض انتقاداته القوية للممارسات القمعية للانظمة الحاكمة في ليبيا وسوريا وايران، وجه اوباما انتقادات اخرى الى بعض حلفاء واشنطن وخصوصا في اليمن وليبيا قائلا: "واذا ارادت اميركا ان تتمتع بالصدقية، فعلينا ان نعترف بان اصدقاءنا في المنطقة لم يردوا على مطالب التغيير بطريقة تنسجم مع المبادئ التي اعلنتها اليوم. وهذا صحيح في اليمن، حيث يجب على الرئيس (علي عبدالله) صالح ان ينفذ تعهداته بنقل السلطة، وهذا صحيح ايضا اليوم بالنسبة الى البحرين".
وبعدما اشار الى ان ايران تحاول استغلال الوضع في البحرين، قال ان حكومته اوضحت علنا وفي الاتصالات الخاصة ان "الاعتقالات الجماعية والقوة القاسية تتناقض مع الحقوق الدولية للمواطنين البحرينيين، كما انها لن تلغي الدعوات الشرعية الى لاصلاح".
 وكشف عن خطط اقتصادية اميركية واوروبية لتوفير الدعم الاقتصادي لتونس ومصر تشمل اعفاء مصر من ايفاء مليار دولار من قروضها المستحقة لاميركا وتقديم ضمانات لقروض بقيمة مليار آخر.


الفلسطينيون
وفي أول تعليق على خطاب أوباما، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحب بجهود اوباما لمعاودة المحادثات مع اسرائيل.
واضاف ان عباس سيجري قريباً محادثات عاجلة مع مسؤولين فلسطينيين وعرب للبحث في الخطوات التالية.
أما الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية "حماس" سامي أبو زهري، فوصف الخطاب بأنه فارغ المضمون. وقال: "شعوب المنطقة ليست في حاجة إلى دروس أوباما عن
الديموقراطية وهو الأولى بهذه الدروس في ظل دعمه المطلق للجرائم الإسرائيلية وإعلانه في الخطاب رفضه مجرد التنديد بالاحتلال الإسرائيلي".


نتنياهو
ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة الانسحاب الى الحدود التي كانت قائمة قبل احتلال اسرائيل الاراضي الفلسطينية خلال حرب عام 1967. ودعا في بيان صادر عن مكتبه بعد الخطاب واشنطن الى تأكيد التزامها "الضمانات" التي قدمها الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2004 الى اسرائيل في هذا الصدد. وقال انه "من الامور الاخرى، هذه الالتزامات التي تتعلق بعدم اضطرار اسرائيل الى الانسحاب الى حدود 1967 والتي لا يمكن الدفاع عنها وستترك تجمعات سكانية اسرائيلية (مستوطنات) في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وراء هذه الحدود".
واعرب عن "تقديره لالتزام اوباما السلام" مع التأكيد ان "قابلية الدولة الفلسطينية للحياة
لا ينبغي ان تحصل على حساب اسرائيل". وكرر ان " الوجود العسكري الاسرائيلي على طول حدود غور الاردن لا بد منه لامن اسرائيل".


استيطان جديد
وفيما كان اوباما يلقي خطابه، صادقت لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية على بناء 1550 مسكناً في مستوطنتين بالقدس الشرقية.
وأقرت اللجنة مخططي البناء بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية التي أصدرت توجيهات بالبحث في المخططين. ولفت عضو اللجنة يائير غباي إلى توقيت المصادقة على التوسع الاستيطاني قائلاً للموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إن "اللجنة لم تجتمع قط في ساعة متقدمة كهذه وان الحديث يدور على تصريح ذي طبيعة سياسية وغايته نثر الضباب حول قضية القدس من أجل ألا يفكر أحد في العالم في أن حكومة إسرائيل تعتزم البحث في تقسيم القدس". ويقضي المخططان ببناء 930 مسكناً في مستوطنة هار حوما و620 مسكناً في مستوطنة بسغات زئيف.