التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تشييع قتلى في حمص وسقبا وإطلاق أنور البني
الأسد أبلغ واشنطن استعداده لمعاودة المفاوضات مع اسرائيل

شيعت مدينتا حمص وسقبا أمس قتلى سقطوا السبت برصاص قوى الامن السورية، مع تكرار السلطات السورية اتهامها "مجموعات ارهابية" بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد. وأوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الرئيس السوري بشار الاسد أبلغ واشنطن استعداده لمعاودة المفاوضات مع اسرائيل فور توقف الاحتجاجات في بلاده.

أفاد شاهد عيان من مدينة سقبا في ريف دمشق، ان اكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تشييع جنازة شخص قتل السبت في المدينة، واطلقوا هتافات تدعو الى اسقاط النظام، من غير ان تتدخل قوى الامن.
كما شيعت حمص خمسة قتلى سقطوا السبت برصاص قوات الامن لدى مشاركتهم في تشييع 13 شخصاً قتلوا الجمعة.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اعتقال العشرات صباح اليوم (الاحد) في قرية خربة غزالة (ريف درعا) حيث فرض منع التجول".
وبث الموقع الالكتروني للفيديو "يوتيوب" شريطا لتظاهرة شارك فيها المئات قال انها سارت في مدينة حمص، واطلق خلالها المشاركون  هتافات مثل "الله أكبر يا بلادي كفي" (اي استمري)  الى شعارات مناهضة للنظام.
   
إطلاق البني
من جهة أخرى، أعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وعن حرية التعبير المحامي خليل معتوق، ان السلطات السورية أفرجت عن الناشط أنور البني (51 سنة) بعدما أنهى مدة الحكم الصادر في حقه بتهمة نشر أنباء كاذبة. وهو كان اعتقل في ايار 2006 مع تسعة معارضين آخرين بعد توقيع اعلان "بيروت - دمشق، دمشق - بيروت" الذي دعا الى اصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا. وحكمت محكمة الجنايات في دمشق عليه في 24 نيسان 2007 بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية مقدارها مئة الف ليرة سورية بتهمة "نشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامة".


"مجموعات إرهابية"
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن مصدر في وزارة الداخلية ان شرطيا قتل "مساء امس (السبت) بعد تعرضه لاطلاق نار من عصابة ارهابية مسلحة في سقبا". وقالت ان "عدد شهداء قوى الامن الداخلي وصل الى 32 شهيداً منذ بداية الاحداث التي تمر بها سوريا في الوقت الذي وصل عدد الجرحى منهم الى 547".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن حصيلة القتلى وصلت الى 1003 قتلى هم 863 مدنياً و140 من رجال الامن والجيش، منذ بداية حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منتصف آذار.
ونسبت صحيفة "تشرين" السورية الى مصدر في وزارة الداخلية "أن خمسة من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح ليلة أمس الأول (الجمعة) في محافظة إدلب من جراء اعتداء مسلح عليهم من مجموعة إرهابية مسلحة".


وأوردت روايات عدة عن اقدام  "مجموعات تخريبية مسلحة" على التعبير عن "مفهومها للحرية الذي ترفعه شعاراً" في مدينتي أريحا في الغرب والبوكمال في الشرق "فأقدمت على تدمير وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة". وأرفقت بالخبر اربع صور بينت احتراق سيارة للشرطة وآثار حريق وتخريب لأبنية وكتبت تحتها "مفهوم الحرية... التخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة".


واعتبرت صحيفة "البعث"  ان "كذبة الحرية التي رفعها المخربون لم تسلم منها الممتلكات العامة والخاصة والقوى الأمنية".
ورأت صحيفة "تشرين" ان "الطريق إلى الهدوء ليس طويلاً لأن شعب سوريا يعرف أن حياته لن تمر عبر الطائفية الخادمة لمنطق الاحتلال والمبررة لعدوانه".
أما صحيفة "الوطن" الخاصة، فخلصت الى ان "الأزمة السورية انتهت وانكشف الموعودون بالمال والسلطة ... ووقعت الخلايا النائمة السياسية والإعلامية والأمنية في فخ جهلها بحقيقة الشعب السوري الواحد والموحد".


استعداد للمفاوضات
وفي تل ابيب، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الرئيس الأسد بعث في الأسابيع الأخيرة برسائل إلى الإدارة الأميركية أبدى فيها استعداده لمعاودة محادثات السلام مع إسرائيل.
 ونسبت الى مصادر أميركية إن الأسد قال في هذه الرسائل إن 98 في المئة من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق عليها. وأضاف أنه سيقترح معاودة المحادثات بعد أن تهدأ الأوضاع في سوريا.


وأشارت الى ان نقاشاً يدور بين المسؤولين في الإدارة الأميركية حول صدق رسائل الأسد، وأن توجهات الأسد الى الأميركيين لينت مواقفهم من الأحداث في سوريا.
ولاحظت  أنه "بينما قررت الولايات المتحدة قصف معاقل (الزعيم الليبي العقيد معمر) القذافي في ليبيا، فرضت عقوبات رمزية فقط على سوريا". وقالت أن الأميركيين يعرفون أن في حوزة سوريا سلاحاً كيميائياً وأن التخوف الكبير بالنسبة الى الأميركيين في حال سقوط النظام السوري وقيام نظام آخر جديد "أقل مسؤولية" هو من ان يستخدم السلاح الكيميائي أو يسلمه الى "حزب الله" أو الى جماعات "إرهابية" أخرى. ولهذا السبب ينظر إلى الأسد على أنه "أفضل الشرور".
وأكدت إن سوريا كانت أحد المواضيع التي تناولها الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على انفراد الجمعة الماضي. ورفض الجانبان الإفصاح عن مضمون المحادثات في هذا  الشأن.
 
منظمة المؤتمر الاسلامي 
■ في جدة (السعودية)، اعربت منظمة المؤتمر الاسلامي  في بيان "عن عميق قلقها لتفاقم العنف في سوريا" الذي ادى الى سقوط العديد من الضحايا من المدنيين والعسكريين، محذرة من ان "تواصل العنف واستعمال القوة سيتسبب بالانفلات الأمني وخروج الأمور عن السيطرة ويعرض أمن واستقرار البلاد للمزيد من المخاطر".
 وإذ دعت "قوى الأمن لضبط النفس والامتناع عن استهداف المدنيين الأبرياء"، اكدت المنظمة "ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد واستقرارها من خلال الحوار والإصلاحات التي وعدت بها القيادة السورية لضمان الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب السوري في الديموقراطية والحكم الرشيد".
و ص ف، رويترز، ي ب أ