التاريخ: شباط ٧, ٢٠١١
وجود قوي للمرأة في ميدان التحرير

القاهرة - ا ف ب -منقبات او محجبات او سافرات يرتدين الجينز والتي شيرت، كذبت المرأة المصرية الفكرة السائدة عنها في الغرب بتواجدها القوي في ميدان التحرير وسط القاهرة.
الروائية سحر الموجي، تقول «احضر الى هنا منذ الجمعة 28» يناير الماضي وهي تلوح بعلم مصر وسط الالاف من المتظاهرين الذين توافدوا السبت، على هذا الميدان للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك.


ورغم الصدامات الدامية التي جرت الاربعاء، بين المتظاهرين المتحصنين في الميدان وبين انصار مبارك الذين حاولوا اقتحامه لمهاجمتهم والتي سقط خلالها 11 قتيلا على الاقل، تؤكد سحر الموجي ان الخوف من العنف لم يمنعها من الانضام الى المحتجين.


وتضيف: «كنت خائفة. لكن كان من المستحيل ان ابقى في المنزل» خلال المسيرات «المليونية» ليوم «جمعة الرحيل». وتابعت بفخر، «نحن نشارك في اعظم ثورة في تاريخ مصر».
من جانبها، تقول مروة (25 عاما) الحاصلة على بكالوريوس علوم في الاحياء، «من الضروري ان تشارك المرأة في هذا الحدث العظيم الى جانب الرجل».


وحملت هذه الشابة المحجبة التي ترتدي البنطلون الجينز والعاطلة عن العمل، لافتة مكتوب عليها بالانكليزية «الشعب يريد رحيل الرئيس».
وتؤكد «دور المرأة لا يقل عن دور الرجل. فنحن نعاني من المشاكل نفسها»، مضيفة «لا نريد مبارك. نريد تغيير النظام. لقد طالبنا دائما بالغاء حالة الطوارئ» السائدة في البلاد منذ 30 عاما والتي تحظر التظاهر من دون تصريح وتتيح للسلطات اعتقال اي شخص من دون محاكمة.
العديد من العائلات يتجمع بكل افرادها لقضاء اليوم في الميدان.


والجمعة وقفت مجموعة من النساء المحجبات رددن هتفات معادية لمبارك وغير بعيد عنها مجموعة اخرى مختلطة من الشباب والشابات تردد الاغاني الوطنية والتراثية.
ايناس ام لثلاثة ابناء تقول، «يجب ان تشارك كل فئات المجتمع من رجال ونساء» في التظاهرات.
وتقول الارملة انها تترك ابناءها مع والدتها لتشارك في التظاهرات. وهي تمضي الليل في فندق رخيص قريب من الميدان وفي الصباح تعود الى المنزل لتطهو لابنائها قبل ان تقفل راجعة الى الميدان قبل بدء سريان حظر التجول.


ولم تسجل حالة تحرش واحدة في المكان رغم ازدحامه بعشرات الالاف من الجنسين، رغم ان ظاهرة التحرش الجنسي مصدر معاناة كبرى للنساء اللواتي يتعرضن له، سواء كن محجبات او غير محجبات وتحول الى آفة اجتماعية خطيرة تناولها اخيراً وبجرأة شديدة فيلم «678».
وتؤكد مروة «التحرش الجنسي ظاهرة متفشية في شدة، كثيرا ما عانيت انا نفسي منها. لكنها غير موجودة هنا على الاطلاق»، مضيفة «اشعر هنا بانني وسط اخوتي».
وصباح امس، قامت مجموعة من نحو مئة امرأة بمسيرة في الميدان وهن يهتفن «لماذا تقتلون ابناءنا... لماذا تقتلون شبابنا» في الوقت الذي كان العديد من المحتجين قد بدأوا يصحون من النوم.