التاريخ: شباط ٧, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
تونس تجمد نشاطات حزب بن علي
خمسة قتلى في مواجهات بالكاف وقبلي

قرر وزير الداخلية في الحكومة التونسية الموقتة فرحات الراجحي تجميد نشاطات الحزب الحاكم سابقا التجمع الدستوري الديموقراطي في انتظار أمر قضائي بحل الحزب، بينما تجددت اعمال العنف في مدينتي الكاف وقبلي حيث اشتبكت الشرطة مع متظاهرين مما ادى الى مقتل شاب في قبلي واربعة في الكاف. 


وجاء في بيان بثه التلفزيون انه من اجل "الحفاظ على المصلحة العليا للامة وتفادي اي انتهاك للقانون، قرر وزير الداخلية وقف كل نشاطات التجمع الدستوري الديموقراطي وحظر اي تجمع او اجتماع يقوم به اعضاؤه واقفال كل المراكز العائدة الى هذا الحزب او تلك التي يديرها"، مشيرا الى ان الوزير اتخذ هذا القرار "في انتظار تقديم طلب رسمي الى القضاء لحل" الحزب.
من جهة اخرى نقلت وكالة الانباء التونسية عن مصدر في وزارة الداخلية ان شابا قتل ليل السبت - الاحد في مدينة قبلي بجنوب تونس بعدما اصابته قنبلة غاز مسيل للدموع في رأسه خلال صدامات مع قوى الامن. واشار الى سقوط خمسة جرحى آخرين.


وقالت الوكالة ان "مجموعة شبان" حاولت مهاجمة مركز للحرس الوطني عند المنفذ الشمالي للمدينة. واحراقه، وان تدخل قوى الامن اسفر عن مقتل شاب اصيب في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع. واضافت ان مجموعة شبان هاجمت مركزا اخر للحرس الوطني في المدينة قبل ان تتوجه الى مقر والي المنطقة. وقد انتشر الجيش بكثافة في المدينة التي شهدت "اعتصامات واحتجاجات" السبت امام مقر والي المدينة احتجاجا على تعيين الوالي الجديد.
 وفي الكاف، قال النقابي رؤوف هداوي في اتصال هاتفي: "الذعر يسود المدينة. المبنى (الذي يضم مقر) قوى الامن في المنطقة يشتعل". وتحدث عن "احراق العديد من سيارات الشرطة والنيران تهدد المنازل" المجاورة. واضاف ان "الجيش انتشر في كل انحاء المدينة وهو يسعى الى تسهيل اعمال الاغاثة".


ولاحقا، أعلن هداوي ونقابي اخر هو عبد اللطيف بوقيرا ان مجموعات من الشبان حاولت مهاجمة سجن الكاف لتحرير سجناء، لكن الجيش تمكن من صدها.
 وشهدت الكاف السبت مواجهات عنيفة بين رجال الشرطة ومتظاهرين طالبوا برحيل قائد الشرطة المحلية المتهم بالفساد، اسفرت عن سقوط اربعة قتلى ونحو 15 جريحا استنادا الى مصادر نقابية.
واوضح هداوي انه بعد هدوء ساد المدينة صباح أمس، تدهور الوضع مجددا فيها و"قامت مجموعات من الشبان بمهاجمة ونهب مقر الشرطة"، قبل ان تضرم النار في المبنى. واتهم الذين يقومون باعمال تخريب بأنهم "مدفوعون من التجمع الوطني الديموقراطي لزرع الفوضى".


واكدت وكالة الانباء التونسية احراق مبنى الشرطة وانتشار الجيش.. وقالت ان المتظاهرين استولوا على وثائق وتجهيزات في مقر الشرطة قبل ان يضرموا فيه النار.
وبعد ثلاثة اسابيع من اطاحة نظام بن علي، لا يزال الوضع متوترا في تونس. وتتواصل التظاهرات في انحاء البلاد مطالبة برحيل الموظفين الباقين منذ عهد بن علي ومحذرة من محاولات "مصادرة" الثورة.

سيدي بوزيد
في غضون ذلك، ساد هدوء مشوب بالحذر مدينة سيدي بوزيد التي شهدت الجمعة صدامات عنيفة، على خلفية مقتل شابين حرقا داخل زنزانة لأحد مراكز الشرطة وسط المدينة. وقد تعددت الروايات لملابسات الحادث، فيما وصف وزير الداخلية الجريمة بأنها "غامضة"، ولم يستبعد أن يكون أعوان لبن علي وحزبه وراءها.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ)