التاريخ: شباط ٧, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
البابا يصلي للهدوء في مصر وبان متخوف على السلام في المنطقة
إسبانيا تقترح انتخابات رئاسية في حزيران وأردوغان يواصل ضغطه

في تعليقه الأول على الانتفاضة الشعبية في مصر، قال البابا بينيديكتوس الـ16 إنه يصلي ليجد هذا البلد السلام والاستقرار، وتخوف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون من أن تنعكس الأحداث في مصر سلباً على عملية السلام في المنطقة. وفي حين كسرت حكومة إسبانيا الحذر الأوروبي حيال الدعوة إلى رحيل مبكر للرئيس المصري حسني مبارك، باقتراح انتخابات رئاسية في حزيران بدل أيلول، جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الدعوة إلى "انتقال ديموقراطي" للسلطة "في أسرع وقت ممكن".
وكان مبارك استقبل أمس عمر الزواوي، مستشار سلطان عُمان قابوس بن سعيد، وعرض معه في تطورات الأوضاع في المنطقة.

اتصالات أوباما
وفي أبو ظبي أفادت وكالة أنباء الإمارات "وام" ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بحث في الأوضاع في مصر في اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي شدد على أهمية ان تكون المرحلة الانتقالية في هذا البلد "سلسة ومنظمة من خلال المؤسسات الوطنية مع أخذ المتطلبات الدستورية للمرحلة المقبلة في الاعتبار"، ووجوب "بذل كل جهد ممكن لدعم الاستقرار في مصر لما لذلك من أهمية بالغة وتأثير إيجابي على استقرار المنطقة".


 كما رفض محمد بن زايد "كل محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر العربية من  أطراف خارجيين"، مؤكداً أن "مستقبل مصر يجب أن يقرره المصريون بعيداً من أي تدخل خارجي".


وكان أوباما اتصل برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء السبت، وأفاد ناطق حكومي في لندن انهما شددا على ان "استجابة الحكومة المصرية لتطلعات الشعب المصري من طريق الإصلاحات وليس القمع، أمر حيوي". وإذ أقرا بأنه "يعود الى الشعب المصري تحديد قيادة بلده"، "قالا بوضوح إن عملية انتقالية منظمة الى حكومة ذات قاعدة واسعة، في تغيير حقيقي وواضح، يجب ان تبدأ الآن". ورحب كاميرون بـ"ضبط النفس الذي تحلى به الجيش في ضمان أمن الاحتجاجات الأخيرة".


واسترعى الانتباه ان نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني أشاد بمبارك باعتباره "رجلاً صالحاً. إنه صديق صالح وحليف للولايات المتحدة ونحتاج الى ان تذكر ذلك"، ولكن "في النهاية أيا يكن ما سيأتي في الفترة المقبلة فإن الشعب المصري".

مؤتمر ميونيخ
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر الـ47 للسياسة الامنية في ميونيخ، نقلت صحيفة "لوس أنجلس تايمس" عن بان أن "الحكومة المصرية ركيزة أساسية في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مصر تضطلع بدور إستراتيجي مهم في عملية السلام في الشرق الأوسط، والرئيس مبارك أحد اللاعبين الأساسيين الذي يساهم في عملية التسوية. لهذا السبب إننا قلقون، ونود ان نرى العملية الانتقالية تتم بشكل سلمي ومنظم من دون آثار سلبية على السلام والاستقرار في المنطقة برمتها".


وأمل وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في المؤتمر نفسه في "تسوية الوضع في مصر والمنطقة سلمياً. وقال: "إذا عملنا بذكاء، سنتمكن من ارساء قيم حقوق الانسان والحقوق المدنية"، محذراً من مخاطر "استغلال متطرفين هذه الفرصة لفرض حلولهم الراديكالية".

انتخابات مبكرة؟


واعتبرت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" ان مصر "يمكنها ايجاد حل يلبي التطلعات المشروعة للمواطنين من طريق قيام السلطات بمبادرة واجراء الانتخابات (الرئاسية) في حزيران بدل ايلول". وأقرت بأن "مصر بلد أكبر وأكثر تعقيداً، مما يجعل التوصل الى حل (فيها) أكثر صعوبة منه في تونس". وأملت "ألا تتخذ هذه النزاعات طابعاً ايرانياً" في اشارة الى قمع تحركات المعارضة الايرانية عام 2009، "على رغم انه يصعب التكهن بهذا الأمر".


 وكان الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكييز انتقد التخبط الاوروبي، وشدد على انه "يجب ان نقول ماذا نريد بوضوح، نريد ان تقوم مصر بالإصلاحات الضرورية، وتضع في الدرجة الاولى الدفاع عن حقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمرأة، وتباشر عملاً يعزز الطبقات المتوسطة وتبدأ على الفور عمليتها الانتقالية الديموقراطية". وذكَر بأن "اوروبا هي إحدى اكبر الجهات في مجال تمويل العالم العربي ومساعدته، لكننا نعمل كلاً على حدة".


وأسف لأن "أوروبا لا تعرف كيف تتواصل، لا تعرف تسويق نفسها، لا تعرف كيف تشرح ما تقوم به"، في حين "أننا أمام أكبر الاحداث التاريخية منذ سقوط جدار برلين عام 1989". وحذر من "انحراف اصولي كما حصل في بعض الدول في الماضي، في ايران".
ولفت إلى انه يتحدث العربية لأنه "درس في مصر وعمل في جمعية الأخت ايمانويل في مدن الصفيح بالقاهرة".


وصرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "نريد مواصلة الضغوط لتتم العملية الانتقالية بشكل منظم وواضح".
ودعا الى "تغيير حقيقي وواضح وشامل يجمع الشعب المصري" مع "جدول زمني محدد لتنظيم انتخابات" و"حكومة أوسع تشمل شخصيات لا تنتمي الى النخبة التي تحكم البلاد منذ سنوات".
غير أنه شدد على ان المجتمع الدولي لا يستطيع وضع "خريطة طريق" لمصر، فهي "دولة ذات سيادة، ولا يعود إلينا القول متى يجب ان يرحل الرئيس او ان ينضم هذا الشخص أو ذاك الى الحكومة المصرية".

مواقف
أما البابا بينيديكتوس الـ16 فأكد أنه يتابع "باهتمام الوضع الحساس" في مصر ويصلي ليجد هذا البلد السلام والهدوء، و"أطلب من الله ان يعود السلام والتعايش السلمي الى هذه الارض المباركة بفضل التزام ثابت من اجل الخير المشترك".
وفي تصريحه الثالث خلال الأيام الاخيرة على خلفية الأزمة المصرية، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول إنه "يجب القيام بانتقال ديموقراطي في أسرع وقت، وإذا تحقق ذلك، فإنني اعتقد ان الشعب سيقبل بكل تأكيد هذه النتيجة". وأشار إلى دعمه التظاهرات المناهضة للنظام في مصر.


وأعرب رئيس لجنة شؤون الدولية في المجلس الفيديرالي الروسي ميخائيل مارجيلوف عن  ثقته فبقدرة القاهرة على حل مشاكلها "من دون أي تدخل من الخارج"، مشيراً إلى ان الولايات المتحدة لا تملك حلاً جاهزاً لهذه المشكلة, وهي تفهم ذلك جيداً".
وفي القاهرة أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إرجاء عقد القمة العربية-اللاتينية التي كانت مقررة في 16 شباط في البيرو "بسبب الأحداث الجارية في مصر".
(وص ف، رويترز، ي ب أ، أش أ، أب)