صنعاء – أبو بكر عبدالله مضى اليوم الأول لدخول "اتفاق السلام والشركة" الموقع بين الاطراف اليمنيين حيز التنفيذ في ظل هدوء ميداني انتجه التزام هؤلاء وقف اطلاق النار طوال ساعات النهار، فيما اضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة صنعاء في مراسم احتفالية نقلها التلفزيون اليمني وكذلك قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين مراسم الاحتفال في بث مباشر على الهواء. وأعلنت وزارة الصحة العامة انتشال زهاء 200 جثة من ضحايا المواجهات التي شهدتها صنعاء الاحد، بينما اهتزت المدينة ليلا بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من مبنى مجلس الشورى في حي الجراف حيث يتجمع آلاف الحوثيين في مخيمات الاعتصام.
لكن الحياة عادت تدريجا إلى شوارع العاصمة كما عاودت شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى مطار صنعاء الدولي، وشوهدت تجمعات وحواجز تفتيش للحوثيين في بعض المناطق.
وتسلمت قوات الجيش أكثر المرافق الحكومية التي استولى عليها الحوثيون في اشراف وزير الدفاع، ودعت قيادة الجيش قواتها إلى تحمل المسؤولية الوطنية في الحفاظ على الأمن والممتلكات والتصدي لأي عمليات تخريب.
وشن مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة" هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة اوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين بمحافظة صعدة. واستهدف الهجوم تجمعا للحوثيين في منطقة كتاف.
واتهمت قناة "سهيل" الفضائية التي يملكها القيادي في جماعة الإخوان الشيخ حميد الأحمر مسلحين حوثيين باقتحام مقرها.
هدوء حذر في صنعاء وانتشال 200 جثة لضحايا المواجهات
ساد هدوء حذر أمس أرجاء العاصمة اليمنية، في اليوم الأول لدخول اتفاق "السلم والشراكة الوطنية" الذي وقعه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وممثلين لزعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي والقوى السياسية حيز التنفيذ بوقف النار في العاصمة بعد موجة عنف وحرب شوارع أوقعت قتلى وجرحى وتسببت بعمليات نزوح للمدنيين. أعلنت وزارة الصحة العامة أن فرقها الميدانية انتشلت زهاء 200 جثة كانت ملقاة في بعض شوارع المناطق التي شهدت مواجهات. وشوهدت في بعض مناطق الأطراف تجمعات للمسلحين الحوثيين الذين نصبوا كذلك حواجز للتفتيش وسط انباء عن اقتحامهم منزل اللواء علي محسن الاحمر، فيما تعهدت جماعة "انصار الله" إنهاء التوتر ووصفت الاتفاق الموقع بأنه "إنجاز تاريخي" . وأملت أن يدخل الجميع في عقد جديد من الشركة السياسية والعمل المشترك في ظل التفاهم والإخاء والمصالحة الوطنية.
وعادت الحياة تدريجا إلى شوارع صنعاء وأحيائها، بعدما كانت سجلت موجة نزوح واسعة للسكان نتيجة تمدد القتال بين المسلحين الحوثيين من جهة ومسلحي "الاخوان المسلمين" والجماعات السلفية وكتائب الجيش غير النظامية لخاضعة لنفوذ اللواء علي محسن الأحمر في الكثير من الأحياء، من جهة أخرى.
واستمرت قوات الجيش اليمني في تسلم المرافق الحكومية التي كان استولى عليها المسلحون الحوثيون الأحد الماضي. واعلنت صنعاء أن قوات الشرطة العسكرية تولت عمليات تسليم هذه المرافق في اشراف وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد.
ودعت قيادة الجيش قواتها إلى تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية في الحفاظ على الأمن والتصدي لأي عبث أو تخريب، والمحافظة على الممتلكات العامة. وحذرت سفارة الامارات في صنعاء رعاياها من السفر إلى اليمن، ودعت الإماراتيين الموجودين فيها إلى الرحيل فورا نظراً الى توتر الأوضاع الأمنية في العاصمة، كما دعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر والتواصل مع سفارة بلادهم على مدار الساعة.
الرئيس هادي ورأس الرئيس اليمني أمس اجتماعا للحكومة، في غياب رئيسها المستقيل محمد سالم باسندوه، وقال "إن اتفاق السلم والشركة الوطنية يمثل إنجازا كبيرا جنب اليمن ويلات الحرب والتشظي... كما مثل مخرجا وطنيا مشرفا وملائماً"، مشيرا إلى ان "الدولة تلافت المزيد من التداعيات بالتوقيع على الوثيقة الوطنية".
وشدد على ان المخاطر والظرف الدقيق الذي يمر به اليمن تشمل الجميع. ودعا "الجميع إلى الحرص المطلق والعمل بكل ما يمكن من اجل الحفاظ على كل الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء"، مشيرا إلى وجود" من يتربص لاحداث البلبلة والنهب". وأبرز أهمية "الاستعداد الكامل واليقظة العالية من أجل الحفاظ على ممتلكات الدولة سواء في الوزارات أو المعسكرات"، وتوعد بـ"تحميل المسؤولية لكل من يقصر دون تقاعس او تسويف".
ولدى لقائه مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية قال هادي إن "الأوضاع بصورة عامة دقيقة وخطيرة"، معتبرا أن "اليمن بتوقيع الاتفاق الوطني تحاشى الوقوع في الواجهة والحرب حتى لا تشتعل نيرانها وتتوسع وتصير حربا أهلية شاملة". تأييد دولي وحظى اتفاق الحل السياسي بترحيب دولي، إذ أعرب سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية عن ترحيبهم بالاتفاق ودعوا إلى التنفيذ السريع والكامل لبنوده، كما اكدوا تأييدهم لدور الرئيس هادي كرئيس شرعي للدولة.
وحض السفراء جميع الأطراف على دعم جهود الرئيس هادي " في تنفيذ كل جوانب الاتفاق الذي التوصل إليه مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر كشاهد على التزام جماعة أنصار الله، وجميع الأحزاب السياسية بكل الشروط والأزمنة".
ونددوا باستخدام العنف وتهديد الخصوم السياسيين به لتحقيق أهداف سياسية، واكدوا دعهم للأجهزة الأمنية لحماية مؤسسات الدولة، كما شددوا على الوقف الفوري وغير المشروط للنار في صنعاء، والجوف، ومأرب، ومناطق الصراع الأخرى. السعودية في جدة، أعرب مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز عن الاسف العميق لما شهدته الجمهورية اليمنية من أحداث تهدد أمنها واستقرارها، ورحب في هذا السياق باتفاق "السلم والشركة الوطنية" الذي وقعه الأطراف السياسيون في الجمهورية اليمنية ليل الاحد.
وأمل أن" يمكن هذا الاتفاق اليمن الشقيق من تجاوز مايمر به من أزمة"، مذكرا بـ "ما عبر عنه البيان الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعه بنيويورك، وما أكد عليه من وقوفه مع اليمن الشقيق ودعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي لجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء".
|