الثلثاء ١٥ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيلول ٢٣, ٢٠١٤
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
أكراد ومعارضون سوريون يُوقفون تقدّم "داعش" نحو كوباني
أنقرة اتخذت "التدابير الضرورية لمواجهة تدفّق اللاجئين"
خاض أكراد سوريون معارك قوية دفاعا عن مدينة كوباني المعروفة أيضاَ بعين العرب، من تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية" (داعش)، فيما هرع شبان أكراد من تركيا المجاورة لنجدتهم، مما يبرز الضغوط التي تتعرض لها انقرة لمواجهة متشددي التنظيم.
 
نجح مقاتلون اكراد في اعاقة الهجوم الذي شنه جهاديو "الدولة الاسلامية" للسيطرة على مدينة عين العرب، ثالث تجمع للاكراد في سوريا، حيث تدور معارك طاحنة.

وصرح مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: "تباطأت حدة الهجوم على الجبهة الشرقية لان المقاتلين الاكراد كثفوا هجومهم على مركبات التنظيم منذ حركة نزوح المدنيين... لقد عرقلوا تقدم الجهاديين وتم استيعاب الهجوم"، مشيرا الى ان الاكراد "يقاتلون بشراسة" ضد التنظيم المتطرف.
وقال الناشط والصحافي السوري الكردي مصطفى عبدي من كوباني عبر الهاتف إن "الجهاديين تقدموا في الجهة الشرقية ثم تراجعوا".

ويتمركز أفراد التنظيم المتطرف على مسافة عشرة كيلومترات من كوباني من الجهتين الشرقية والغربية، وعلى مسافة نحو 20 كيلومترا من الجهة الجنوبية.
وانضم سوريون غير أكراد الى القتال الى جانب الاكراد ضد التنظيم في المناطق المحيطة بكوباني.

وأوضح عبد الرحمن ان المقاتلين الذي انضموا الى الاكراد "هم من مقاتلي المعارضة الذين طردهم التنظيم من محافظة الرقة"، معقله في شمال البلاد.

وقتل 21 جهادياً على الاقل أمس خلال المعارك الدائرة ، فارتفع الى 60 عدد القتلى منذ نشوب المعارك الثلثاء الماضي، كما أسفرت المعارك عن مقتل 30 كردياً.
ودعا معارضون سوريون وناشطون اكراد المجتمع الدولي الى انقاذ كوباني بشن غارات جوية على التنظيم، كما فعلت واشنطن في العراق.

وقال عبدي: "ان الارهاب موجود في كوباني والعالم يبقى مكتوفا". وتساءل: "ماذا يفعل الائتلاف ضد الارهاب؟"

وفي تركيا التي تبذل جهودا مضنية لوقف تدفق أكثر من 130 ألف لاجئ سوري كردي منذ الجمعة الماضي، استخدمت قوى الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين أكراد ممن يتهمون حكومة انقرة بالانحياز الى "الدولة الاسلامية" ضد الأكراد.

وتجمع مئات من الشبان الأكراد على الجانب التركي من الحدود استجابة لدعوات من الزعماء الأكراد للانضمام الى القتال لصد المهاجمين.

وروى سكان فروا من كوباني أن المتشددين يعدمون الناس من كل الاعمار في القرى التي استولوا عليها. وتحاول قوى الأمن التركية منع الاكراد من عبور الحدود لنجدة اخوانهم. وفي معبر مورست ببنار الحدودي، تولى طابور من قوات شرطة مكافحة الشغب حراسة السياج الحدودي ذي الاسلاك الشائكة.

وقال الناشط الكردي الملثم شيروان وعمره 28 سنة، وهو يحمل علم "حزب العمال الكردستاني": "نريد جميعنا ان نعبر الحدود. حاولنا ذلك امس إلا انهم هاجمونا وسنعاود المحاولة اليوم".

أما عصمت، وهو شاب محلي عمره 19 سنة، يكسب قوته من جمع الشليك (الفريز)، فقال إن المحتجين توافدوا من شتى المدن في كل ارجاء جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية. وأضاف: "ليسوا من هنا. انهم من سرناك ووان وماردين ونصيبين". وأكد أن بضع مئات من أكراد تركيا عبروا الحدود فعلاً للانضمام الى القتال. وأورد مقيمون آخرون ارقاما أعلى.

ويساور القلق حكومة أنقرة بسبب تقدم متشددي "الدولة الاسلامية" صوب الحدود الجنوبية لتركيا، إلا ان رد تركيا كان بطيئاً في الاستجابة لنداءات تطالبها بالانضمام الى ائتلاف لدحر "داعش"، إذ تشعر جزئياً بقلق في شأن العلاقات بين أكراد سوريا و"حزب العمال الكردستاني" في تركيا الذي يشن منذ بضعة عقود حملة مسلحة للحصول على حكم ذاتي للأكراد.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن أكثر من 130 الف كردي سوري فروا الى تركيا منذ الجمعة، موضحا "أننا اتخذنا كل التدابير الضرورية اذا استمر تدفق النازحين. ليس هذا ما نتمناه طبعا، لكننا اخذنا احتياطاتنا"، آملا في ان يتمكن اللاجئون من العودة الى منازلهم بعد عودة السلام.

وأكدت المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين هذا الرقم، قائلة إن النازحين لجأوا الى مدن عدة في جنوب شرق تركيا مرورا بتسعة مراكز حدودية.

وفي أنقرة، أفاد مسؤول تركي في هيئة ادارة الازمات والكوارث الطبيعية ان "ثلاث نقاط عبور" كانت مفتوحة أمس امام اللاجئين على الحدود التركية - السورية.

غارات
وعلى جبهات أخرى، أعلن المرصد مقتل 42 شخصاً على الاقل، بينهم 16 طفلا الاحد، في غارات جوية شنها طيران النظام السوري في ريف محافظة ادلب. وقال إن الغارات أوقعت 19 قتيلا، بينهم ستة اطفال قرب مدينة سراقب، و23 قتيلاً، بينهم عشرة أطفال في بلدة احسم بجبل الزاوية.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة