نزح نحو خمسة آلاف مسيحي اشوري من مناطق سكنهم في محافظة الحسكة السورية بعدما اختطف تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) العشرات من ابناء هذه العائلات اثر هجوم استهدف قراهم في عملية غير مسبوقة وصفتها واشنطن بأنها "وحشية". وفيما يقترب النزاع السوري من دخول سنته الخامسة، التقى اربعة برلمانيين فرنسيين الرئيس السوري بشار الاسد في اطار "مهمة شخصية" في سوريا على رغم قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. 

 

وقال مدير "شبكة حقوق الانسان الاشورية" التي تتخذ اسوج مقراً لها اسامة ادوارد ان "نحو 800 عائلة غادرت الحسكة منذ الاثنين، فيما غادرت ايضا نحو 150 عائلة القامشلي، في عملية نزوح تشمل نحو خمسة آلاف شخص".

وأفاد ان مسلحي "داعش" اقتحموا منازل قريتي تل شاميرام وتل هرمز في محيط بلدة تل تمر، قرابة الساعة الرابعة من فجر الاثنين، ثم تقدموا نحو العشرات من القرى المجاورة لهاتين القريتين الاشوريتين. واضاف: "زوجتي تتحدر من تل شاميرام وعندما اتصلت لكي تتحدث مع زوجة عمها اجابها شخص قائلا: هنا منزل الدولة الاسلامية".

وأوضح ان المقاتلين الجهاديين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من سوريا والعراق يسعون الى فرض سيطرتهم على بلدة تل تمر القريبة من جسر بني فوق نهر خابور يسمح لهم بالتوجه الى الحدود العراقية انطلاقا من محافظة حلب.

وتسود مخاوف من أن عدد أبناء المسيحيين الأشوريين في سوريا الذين خطفوا على أيدي مسلحي "داعش" أكثر مما كان يعتقد أول الأمر. ونسبت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الى مصادر أشورية أن عدد المخطوفين قد يبلغ 200 مدني، معظمهم من النساء، والأطفال وكبار السن.

وقال المجلس السرياني الوطني السوري إن عدد المخطوفين زهاء 150.

وصرح المسؤول في "وحدات حماية الشعب" الكردية ناصر حاج محمود عبر الهاتف من مدينة القامشلي إن القرى الاشورية كانت مسالمة ولا علاقة لها بالمعارك، وإن بعض المسيحيين يحاربون تحت مظلة "وحدات حماية الشعب" في محافظة الحسكة ولكن ليس في تلك المنطقة.

واشار الى أن "وحدات حماية الشعب" قطعت طريقا رئيسيا يربط تل حميس بالهول وهي بلدة تقع على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود العراقية. و"هذا هو الشريان الرئيسي لداعش". وشدد على أن "وحدات حماية الشعب" سيطرت على أكثر من مئة قرية من "الدولة الإسلامية" في المنطقة.

واتهم مطران السريان الكاثوليك جاك بهنان هندو عبر اذاعة الفاتيكان، تركيا بمنع المسيحيين في منطقة الحسكة من الهرب عبر حدودها، مع انها تسمح في المقابل للجهاديين بعبورها. وقال: "في الشمال تسمح تركيا بمرور الشاحنات وقوات داعش والنفط المسروق من سوريا والقمح والقطن، كل ذلك يمكن ان يمر عبر الحدود ولكن لا يمكن أي شخص (مسيحي) العبور".

ورأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي أن استهداف التنظيم المتطرف "لاقلية دينية يشكل دليلا اضافيا على معاملته الوحشية وغير الانسانية لكل الذين يخالفون اهدافه الانقسامية ومعتقداته السامة". وقالت ان التنظيم "يواصل ممارسة شروره على ابرياء من كل المعتقدات وغالبية ضحاياه كانت من المسلمين".

وفي باريس، صرح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية الكسندر جيورجيني: "ندعو الى الافراج فورا عن الاشخاص المخطوفين ونعبر عن تضامننا التام مع الطوائف المسيحية التي يجب ان تعيش بسلام في سوريا تحترم حقوق الجميع".

 

في غضون ذلك، اطلقت السلطات السورية المعارض السوري البارز لؤي حسين المحتجز منذ ثلاثة اشهر، وذلك بعد صدور امر من المحكمة الجنائية في دمشق بالافراج عنه بكفالة.

وقال حسين الذي يرأس حزب "تيار بناء الدولة" في اتصال هاتفي: "غادرت السجن وانا حاليا في طريقي الى المنزل... سأبقى في دمشق، اذا أردت ان تحارب من اجل بلدك فعليك ان تبقى على أرض بلدك".

واعتقل حسين في تشرين الثاني 2014 على الحدود السورية - اللبنانية ووجهت اليه تهمة "اضعاف الشعور القومي"، مع العلم انها المرة الثانية يعتقل منذ نشوب النزاع السوري قبل نحو اربع سنوات.

 

وفي نيويورك (علي بردى) ، كشف ديبلوماسيون غربيون أن الولايات المتحدة أعدت مشروع قرار في مجلس الأمن للتنديد باستخدام غاز الكلورين في الحرب الدائرة في سوريا. وقال أحدهم إن المشاورات لا تزال جارية مع الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في المجلس: بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.

وأوضح ديبلوماسي غربي أن روسيا "بدت مستعدة لإصدار بيان رئاسي في شأن حظر استخدام غاز الكلورين باعتباره سلاحاً محرماً". وأضاف أن "استخدام البراميل المتفجرة ينتهك القانون الدولي الإنساني لأن هذه الأسلحة لا يمكن التمييز فيها بين أهداف عسكرية ومناطق مدنية آهلة".

ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن اليوم الى إحاطة عن التزام الأطراف تنفيذ القرار 2139.