صرح وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي بأن وفد الحكومة اليمنية سيغادر محادثات السلام في الكويت الاثنين، غداة موافقته على اقتراح سلام من الأمم المتحدة يهدف الى إنهاء الحرب الأهلية في البلاد. وقال المخلافي إن وفد الحكومة وافق على المبادرة وسيغادر الكويت لكنه لن ينسحب من المحادثات. وأضاف أن الوفد سيعود في أي وقت ولو بعد الرحيل بساعة واحدة إذا وافق الطرف الآخر على توقيع الوثيقة التي قدمتها الأمم المتحدة.
وقدم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الاسبوع الماضي اقتراح اتفاق لحل النزاع مع الحوثيين. وتلبي النقاط الواردة في الاقتراح سلسلة مطالب حكومية، وخصوصاً الانسحاب من المدن وأبرزها صنعاء وتسليم الاسلحة الثقيلة، وهي بنود وردت في قرار مجلس الامن 2216 الصادر العام الماضي وظلت موضع تباين بين الطرفين منذ انطلاق المشاورات في 21 نيسان.
وأعربت الحكومة اليمنية عن موافقتها على الاقتراح اثر اجتماع عقده الرئيس عبد ربه منصور هادي وأركان حكومته في الرياض.
وأوضحت ان "مشروع الاتفاق... يقضي بالانسحاب من العاصمة ونطاقها الامني" ومدن اخرى، مشيرة الى ان هذا الانسحاب سيمهد "لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يوماً من توقيع هذا الاتفاق". الا ان الحوثيين قالوا في بيان وزعته وكالة "سبأ" التابعة لهم الاحد ان "ما تقدم به المبعوث يوم أمس (السبت) لا يعدو كونه مجرد أفكار مجزأة للحل في الجانب الأمني ومطروحة للنقاش شأنها شأن بقية المقترحات والأفكار الأخرى المطروحة على الطاولة". ورأوا ان "ما يتم تناوله من قبل قوى العدوان بخصوص اتفاقات ومشاريع حلول أحادية لا يعدو كونه فقاعات إعلامية"، مطالبين بأن يتناول أي اتفاق سلام أولاً التوصل الى اتفاق على تشكيل سلطة تنفيذية جديدة "تشمل هيئتي مؤسسة الرئاسة والحكومة". الا ان وفد الحوثيين رحب باقتراح المبعوث الاممي تمديد المحادثات أسبوعاً آخر. ويسيطر الحوثيون على صنعاء منذ أيلول 2014. وبدأ التحالف العربي الذي تقوده السعودية تدخله لمصلحة القوات الحكومية في نهاية آذار 2015.
وسجلت التطورات الأخيرة بعد سلسلة خطوات مرتبطة بالملف اليمني، أبرزها اعلان الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح الخميس، تشكيل "مجلس سياسي أعلى" يتولى "ادارة شؤون الدولة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وادارياً واجتماعياً وفي مجال الأمن".
واعتبرت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ان تشكيل الحوثيين هذا المجلس يضع "عراقيل في سبيل التوصل الى اتفاق سياسي"، داعية إياهم الى "الانخراط سريعاً بشكل فعال وايجابي في المشاورات".
مقتل 4 جنود سعوديين وكشفت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي أن أربعة أشخاص قتلوا وإن ثلاثة أصيبوا في السعودية عندما سقطت قذيفة أطلقت من داخل اليمن على مدينة سعودية قريبة من الحدود. وقال إن القذيفة سقطت على مدينة صامطة في منطقة جازان الحدودية في جنوب غرب المملكة. وكان سبعة جنود سعوديين وعشرات من المقاتلين الحوثيين قتلوا في اشتباكات عنيفة على الحدود مع اليمن الأحد.
وجاء في تقديرات الأمم المتحدة أن أكثر من 6200 شخص قتلوا في اليمن منذ نشوب الحرب في آذار من العام الماضي. وأعلنت السعودية أن عشرات من جنودها أو مدنييها قتلوا في الصراع. | 
