الجزائر- عاطف قدادرة وجه قياديون بارزون في حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم، اتهامات للقائد السابق لجهاز الاستخبارات الجزائري محمد مدين (توفيق)، بتحريض مجاهدين لقيادة مبادرة تدعو لإطاحة عمار سعداني الأمين العام للحزب من منصبه. وأبدى المكتب السياسي للحزب استنكاره «كل تدخل خفي أو ظاهر من خارج قواعد الحزب النضالية».
وسارع المكتب السياسي لـ «الجبهة»، إلى إصدار بيان شديد اللهجة بهذا المعنى، بعد مبادرة مجاهدين بارزين في العمل الثوري الجزائري، يطلبون فيها تنحية سعداني من قيادة الحزب الحاكم.
ورأى المكتب السياسي في بيان، أنه «كلما اقتربت مواعيد الاستحقاقات الوطنية والمحلية، تطالعنا بعض الأطراف عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بمواقف وتصريحات من طرف أبواق لا تمت بصلة لحزب جبهة التحرير وقيمه ومبادئه ومناضليه، وكذلك بعض الأطراف التي لم تألف النضال إلا في مواقع المسؤولية في الحزب أو مؤسسات الدولة».
ويقصد الحزب بكلمة «أبواق» القائد السابق للاستخبارات الفريق «توفيق»، كما أبلغ «الحياة» قيادي بارز في «الجبهة»، اذ يعتقد سعداني وفريقه أن كل ما يجرى من «مؤامرات» حالياً، يقف وراءها «توفيق». ومعلوم أن بين الفريق «توفيق» وعمار سعداني حسابات كبيرة، نظراً الى دور الأخير في حملة أطاحت بالجنرال الذي كان الأوسع نفوذاً في منظومة الحكم.
وأكد المكتب السياسي أن حزب «الجبهة» هو «ملك لمناضليه» الذين «سيقفون بالمرصاد ضد أي محاولة تهدف إلى زعزعة وحدة صفوفه، وبالتالي زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد».
وأشار بيان المكتب السياسي الى أن المناضلين «هم وحدهم أصحاب السيادة في أي قرار يهم حزبهم طبقاً للقانون الأساسي والنظام الداخلي»، وجدد «ثقته المطلقة» بعمار سعداني. وذكر حسين خلدون، المكلف الإعلام بـ «الجبهة» أن المطالبة الأخيرة بإبعاد سعداني، «انطلقت من أجندة واضحة تستبق الانتخابات الاشتراعية في 2017»، مضيفاً أن «التشكيك في قيادة الحزب هو تشكيك في قرارات المؤتمر العاشر». وعزا خلدون الدعوة إلى «محاولة زعزعة استقرار الحزب الذي يعمل على تجديد هياكله»، مبدياً استغرابه لتلاقي أشخاص متناقضين حول التشكيك في مصداقية قيادة «الجبهة»، واعتبر أن «القضية مرتبة مسبقاً».
|