صنعاء – أبو بكر عبدالله
خيم التوتر أمس على العاصمة اليمنية بعدما انتشر الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في الشوارع قبيل الموعد المقرر لتوقيعه مبادرة خليجية تضمنت اتفاقاً على نقل السلطة وتنحيه عن الحكم خلال 30 يوما، وسط تجاذبات انتهت ليلا بتوقيع ممثلي حزب المؤتمر الحاكم وحلفائه المبادرة في حضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، الذي غادر صنعاء ليلا من دون توقيع علي صالح بعدما اشترط الاخير حضور زعماء المعارضة الى القصر الجمهوري للتوقيع. وبعد التوقيع، انتقد الرئيس اليمني لجوء المعارضة الى التوقيع في الغرف المغلقة، مشيرا الى انه ابلغ السفير الاميركي جيرالد فيرستين قبوله بالتوقيع في القصر الجمهوري وطلب منه اقناع المعارضة بذلك. واضاف: "ان جاءت المعارضة الى القصر الجمهوري سنوقع لانها ستكون شريكة في الحكومة. نحن واقفون على اقدامنا، اذا اتوا فأهلاً وسهلا، وان لم يأتوا سنواجههم بكل الوسائل الممكنة في كل مكان وان ارادوها حرباً اهلية فسيكونون مسؤولين عن الدماء التي سفكت والتي ستسفك".
واكد زعماء في المعارضة فشل مهمة الزياني في اقناع الرئيس بتوقيع المبادرة، بعدما حوصر ساعات في مبنى السفارة الاماراتية، نتيجة احتشاد مئات المؤيدين للنظام حول المبنى بينما كان هو داخله ومعه عدد من السفراء الاوروبيين والخليجيين. وألغيت مراسم توقيع الرئيس علي صالح للمبادرة مرتين بعد اعلان الحزب الحاكم عدم الاعتراف بتوقيع "الغرف المغلقة"، والثانية بعد دعوته الى توقيع المبادرة في القصر الجمهوري، وهي الخطوة التي تعثرت نتيجة انتشار المئات من مؤيدي النظام في العاصمة، في اطار احتجاجات نظمها هؤلاء لارغام الرئيس على عدم التوقيع ولمنع فريق الوساطة الخليجي والاوروبي من مغادرة مقراتهم بالتزامن مع انتشار المئات في محيط القصر الرئاسي ومجلس الوزراء ومقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الحاكم. وجاء ذلك بعدما كان زعماء في المعارضة اكدوا قبولهم باعادة التوقيع، شرط ان يتم ذلك في مقر السفارة الاماراتية، وخصوصا بعد تحفظ البعض عن الذهاب الى القصر الجمهوري لاسباب امنية. تعليق المبادرة وبعد ساعات من مغادرة الزياني صنعاء، جاء في بيان صدر في الرياض في ختام اجتماع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي: "قرر المجلس ان يعلق العمل بالمبادرة لعدم توافر الظروف الملائمة لها".
|