الأربعاء ٢٥ - ٦ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
رافاران لـ"النهار": العقوبات للأسد تعني أن لا إفلات
الاحتمالات إيجابية حيال قرار دولي يدين سوريا

ريتا صفير

بعد زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان ومساعد وزير الخارجية الايراني محمد رضا شيباني لبيروت، وصل رئيس الحكومة الفرنسية السابق جان بيار رافاران. وتزامنت زيارة المسؤول الفرنسي مع فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على سوريا، طالت رئيسها بشار الاسد هذه المرة.

شقان انطوت عليهما زيارة رافاران: الاول ثقافي تناول الملف الفرنكوفوني ولا سيما انه الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي في المنظمة الفرنكوفونية الدولية، والثاني سياسي شمل مروحة لقاءات عقدها مع المسؤولين السياسيين وتخللها نقل رسالة دعم من ساركوزي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتوجيه دعوة الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لزيارة فرنسا بداية تموز، كجزء من التقليد المتبع.


وفي "جردة" للقاءاته السياسية التي تناولت رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شطح سلسلة رسائل سعى الموفد الفرنسي الى ايصالها، وبلورها في لقاء صحافي في قصر الصنوبر. في مقدمها دعم السلطات اللبنانية في الفترة التي تمر بها، مع الاخذ في الاعتبار الوضع الاقليمي، ودعم الجهود على مستوى تشكيل الحكومة، "وهي مسألة نتمنى تحقيقها بعمق، وخصوصا انها تسمح بتعزيز التعاون المشترك وتطويره" كما قال رافاران. ولاحظ ان السلطات اللبنانية "تسعى الى تثبيت سيادة لبنان وووحدته واستقراره في منطقة ليست مستقرة جدا، وهي مبادرة تتخللها مشاورات في محاولة لحماية النموذج اللبناني الذي يقوم على التعايش والميثاق الوطني".
وقال ان مشاوراته مع المسؤولين ومن ضمنهم سليمان تناولت "التفكير في كيفية تحقيق التوازن في الوضع اللبناني ولا سيما بالنسبة الى الميثاق، بما يسمح بأن يكون للبنان الحكومة التي ينتظرها. فيما تضمن اجتماعه مع ميقاتي درس "الاحتمالات الممكنة"، وهو اجتماع تخلله نقل موقف فرنسا "باعتبارها الصديق الوفي والصادق، من استقرار لبنان واستقلاله الى مجموعة سيناريوات ممكنة في هذا المجال".


وسألته "النهار" عن تزامن زيارته للبنان مع مجموعة عقوبات فرضها الاتحاد الاوروبي على الرئيس السوري بشار الاسد، والرسائل التي تسعى المجموعة الاوروبية الى ايصالها عبر هذا التدبير، فأجاب: "القرارات كانت متوقعة وهي تلي قرارات اميركية في هذا المجال. وفي شكل عام، من الواضح ان الرسالة التي تسعى اوروبا الى ايصالها مفادها انها لا تريد ان تترك فرصة للافلات من العقاب في كل المسائل وفي كل الدول حيث تبرز تصرفات موضع نزاع. انها رسالة تتناول مسؤوليات الحكام في هذا الشأن".


وعن الجهود التي تبذلها المجموعة الغربية ولا سيما فرنسا وبريطانيا لاستصدار قرار دولي يدين سوريا في مجلس الامن وتفاؤل وزير الخارجية الفرنسية بامكان ان تؤدي الى نتيجة، قال: "ثمة محادثات تجري في هذا الشأن. انا هنا اولا للاهتمام بالملف الفرنكوفوني، وثمة سلطات فرنسية مسؤولة عن الموضوع، ولكن ما يمكن ان  اقوله في هذا الشأن انه انطلاقا من الاجتماع الاخير الذي حضرته، الاسبوع الماضي، بدت الاحتمالات ايجابية".
وفي الاطار عينه، آثر عدم التعليق على سؤال عما اذا كانت اللحظة مناسبة لخروج الاسد من السلطة في ظل الاحداث الجارية في المنطقة.
وهل طرح افكارا فرنسية بهدف الخروج من الازمة الحالية، اجاب:" نحن نستمع، وللسفير الفرنسي اتصالات بالافرقاء اللبنانيين. نحن هنا لنواكب ونسمع لا للتأثير او الحض على قرارات يتحملها المسؤولون اللبنانيون."


وعن موقفه مما نقلته الصحف عن اقتراح فرنسي لاعادة تكليف شخصية محايدة في رئاسة الحكومة، قال:" لا تملك فرنسا استراتيجية حول الحكومة اللبنانية (...) لدينا خبراتنا الخاصة في هذا المجال، عبر حكومات تكنوقراط ووحدة وطنية ولكننا لا نسعى في اي حال الى لعب دور ليس من اختصاصنا".
وهل هو متخوف على الاستقرار في لبنان انطلاقا مما عكسته تصريحاته الصباحية اجاب: "لدينا وزراء عدة يرغبون في زيارة البلاد، كما ان لدينا مشاريع كبيرة مشتركة في مجالات عدة. وشريك كفرنسا يرغب في رؤية التوازن الحكومي محققا كي نتمكن من العمل معا. نأمل بشدة تشكيل حكومة كما ان النمو تباطأ، ونحن نعلم انه في ظل الصعوبات السياسية، فان المسائل الاجتماعية مهمة ايضا (...). نتمنى الخروج بسرعة من هذا الوضع."
وسئل هل يخشى تأثير الاستقرار على القوة الدولية، فأكد ان " الامور ليست مترابطة في شكل مباشر." وهل تؤيد فرنسا حكومة من الاكثرية الجديدة او وحدة وطنية، اكتفى بالقول " نحترم سيادة لبنان ونحارب من اجلها وندعم مبادرات اصدقائنا اللبنانيين."


وآثر المسؤول الفرنسي عدم التعليق على المعلومات التي نشرتها الـ"فيغارو" حول تسليم السلطات الفرنسية المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار مستندات تتعلق بتورط سوريين في اغتيال الحريري. وختم متمنيا ان يحترم لبنان التزاماته الدولية.
وكان رافاران جال صباحا على المسؤولين، آملا "أن يتيح تشكيل حكومة في أسرع وقت، الفرصة لاستئناف التعاون بين الوزارات المختصة في البلدين، ونحن واثقون بأن لبنان سيحدد بنفسه خطواته المستقبلية، كما أننا ندعم كل المبادرات القائمة حالياً في هذا الاتجاه". وعن إمكان وجود مبادرة فرنسية - أوروبية لدفع التشكيل قال: "الحكومة اللبنانية سيدة نفسها، نحترم سيادة لبنان ونتمسك بوحدته وبالعيش المشترك بين أبنائه، ونعتقد أن لبنان يشكل راهناً نموذجاً للتمازج بين الاختلافات الثقافية والحاجة الى الوحدة والقيم المشتركة التي نتعلق بها".
وأضاف: "من الواضح أن هناك عوامل كبيرة لعدم الاستقرار في المنطقة، ولكن من المهم جدا أن نتمكن من التجمع حول لبنان، لكي يكون ذاك القطب للنمو والاستقرار الذي تحتاج اليه المنطقة".
واقام ممثل رئيس الجمهورية في الفرنكوفونية خليل كرم عشاء على شرف رافاران في "لا تابل فين" في جونيه، كما التقى اعضاء تجمع "الحركة الشعبية" في فندق "اكواريوم" في جونيه.
 



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة