الأربعاء ٢٥ - ٦ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
هل من رابط بين القرار الاتهامي وإعلان أوباما الحرب على "حزب الله"؟

خليل فليحان  

 

فوجئ المسؤولون بالهجوم العنيف الذي شنّه الرئيس الاميركي باراك اوباما على "حزب الله" وإعلانه الحرب عليه عندما قال: "سنتصدى لتنظيمات مثل حزب الله الذي يمارس الاغتيال السياسي ويسعى الى فرض ارادته عبر الصواريخ والسيارات المفخخة". ولفتوا الى انه للمرة الاولى يوجه اوباما مثل هذا الكلام الاتهامي للحزب الذي لا ترتبطه اي علاقة بواشنطن، بل على العكس تناصبه العداء وتعتبره تنظيما ارهابيا ومدرجا في اللائحة السوداء للتنظيمات المحظورة في الولايات المتحدة. ومعلوم ان الاجهزة الامنية تتعقب كل من يمده بالمال من اللبنانيين الميسورين الذين يعيشون في تلك الدولة او يقومون باي نشاط دعائي له، فتعتقله وتحاكمه، ثم تبعده الى الخارج. وليس خافيا ايضا ان اميركا هي ضد بقاء السلاح بيد الحزب وتشدد على ضرورة حصر امتلاكه بالقوات العسكرية الشرعية، وانها كانت من صانعي القرار 1701 الذي يدعو في احدى فقراته الى منع اي تنظيم سياسي من حيازة السلاح ايا يكن الدافع. وقبل هذا القرار كان القرار 1559 الذي رفضه الحزب ولم تعترض عليه حكومة الوحدة الوطنية التي اسقطها، وهي التي كرست في بيانها الوزاري المعادلة السياسية الجيش والشعب والمقاومة. وتفهمت واشنطن كما الامين العام للامم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام ان سلاح الحزب موجه ضد اسرائيل ونياتها العدوانية للبنان وهذه وظيفته. واخذت بموقف حكومة سعد الحريري اعتماد الحوار الوطني مادة اساسية ووحيدة للطاولة التي يترأسها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والتي اوقفت جلساتها التي كانت تناقش الاستراتيجية الدفاعية برفض رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الاستمرار في عضويتها.


ونفى اكثر من مسؤول التقى معاون وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان ان يكون قد اثار او على الاقل لمح الى موقف اوباما من الحزب الذي ركز عليه في خطابه الثاني في اقل من 78 ساعة وبالتالي لا يمكن اعتباره مطمئنا، بل على العكس انه يدعو الى التنبه وربما الى الاستنفار واتخاذ المزيد من الاجراءات والاحتياطات الوقائية لقادة الحزب لجهة سكنهم وتنقلاتهم وخصوصا انهم يقطنون في احياء سكنية مكتظة وليس في باكستان، كما كان يفعل بن لادن وقتله جنود اميركيون.


وحاول بعضهم التقليل من اهمية موقف اوباما بالقول إنه سياسي واعلامي ولا مخطط لترجمته عمليا لان لا شبه بين مسؤولي الحزب وبن لادن، واي عملية تشن ضد واحد منهم يمكن ان تشعل مواجهة من المعروف كيف تبدأ لكن لا احد يستطيع ان يتكهن نتائجها قبل حصولها. وذهب فريق آخر الى ان الرئيس الاميركي استغل منبر لجنة العلاقات العامة الاميركية – الاسرائيلية (إيباك) ليهدي الاسرائيليين موقفا ليس من الضروري ان يكون قابلا للتنفيذ، وهذا ليس بجديد على الاميركيين لأنه يرضي فريقا من اللبنانيين ويغيظ آخرين.
وشددوا على ان من الحكمة اخذ تهديدات اوباما على محمل الجد، وعلى القيادات اللبنانية غير المتفقة مع قيادة الحزب ان تتجاوز خلافاتها وان تقف الى جانبه دفاعا عنه وعن دوره الوطني الذي يمكن ان يطرأ في اي وقت لدى وقوع الحوادث، وليس ما يغيظ في حال اتخاذ خطوات استباقية للوقوف ضد اي خطوة اميركية يمكن ان يقدم عليها سيد البيت الابيض.
واقترحوا ان تستنفر الديبلوماسية اللبنانية للاستفسار عن ابعاد هذا الموقف، وخصوصاً اذا تبين ثبوت صحته من اجل وقف مفاعيله وحفاظا على السلم الاهلي وعلى المصالح الاميركية في لبنان، لان الحزب له اليد الطولى ليس فقط محليا بل في دول خارجية ايضا. ولم يستبعدوا ان يكون هناك رابط بين اعلان الحرب ضد الحزب والقرار الاتهامي المنتظر صدوره عن المدعي العام للمحكمة الدولية.
    



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة