الجمعه ٢٧ - ٦ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: تشرين الأول ٦, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
دمشق سعيدة بالفيتو والغرب حزين وتركيا مصممة على فرض عقوباتها الخاصة
موسكو تنفي أن تكون محامي الأسد

رحّب النظام السوري باستخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو"، الامر الذي حال دون تبني مجلس الامن مشروع قرار يدين القمع الدامي الذي يمارسه ضد التظاهرات المناهضة له، فيما نددت به الدول الغربية، واكدت تركيا انها ستفرض "مجموعتها الخاصة من العقوبات" على سوريا.

وصفت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان اسقاط مشروع القرار الغربي في مجلس الامن بالضربة الروسية الصينية بأنه "يوم تاريخي لان روسيا والصين كدولتين وقفتا الى جانب الشعوب وضد الظلم". وقالت: "اعتقد ان السوريين مرتاحون لرؤية ان هناك قوى اخرى في العالم تقف في وجه الهيمنة والتدخل العسكري في شؤون دول وشعوب".


وصرح ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية السورية بان بلاده "إذ تشد على أيدي الدول التي مارست الفيتو لمنع إستهدافها من منبر مجلس الأمن، تقدر مواقف الدول الممتنعة عن التصويت". وأضاف أن بلاده "ترى في ذلك رداً للإعتبار لمفهوم التصويت والفيتو في مجلس الأمن بعدما كان مجلس الأمن في نظر الشعوب مع تشريع إحتلال العراق وحماية العدوان الإسرائيلي المستمر على شعب فلسطين والبلاد العربية مصدراً للقلق والرعب من قرارات تعد في الغرف السود لتمكين الدول المهيمنة من التحكم بمستقبل الشعوب وقهر إرادتها".


تنديد غربي
وفي المقابل، نددت الدول الغربية التي كانت قدمت مشروع قرار يدعو الى اتخاذ "تدابير محددة الاهداف" في حق دمشق بالفيتو الروسي والصيني، وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا.
وقالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة السفيرة سوزان رايس بعد التصويت ان "الولايات المتحدة مستاءة بشدة من اخفاق المجلس تماما" في محاولة التعامل مع "تحد اخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الاقليمي". واضافت: "اليوم، يستطيع شعب سوريا الشجاع ان يرى من يدعم تطلعاته الى الحرية وحقوق الانسان العالمية داخل هذا المجلس ومن لا يقوم بذلك".

 

■ في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بأن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع اكبر عدد من الدول لزيادة الضغط على النظام السوري... ان عدد الدول المستعدة لتضييق الخناق على النظام يزداد وسيزداد. سنعمل معها".
واضافت ردا على الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع قرار يندد بقمع النظام السوري التظاهرات المناهضة له: "نعتقد بحزم ان التاريخ سيؤكد من كان على حق، ومن اتخذ الموقف غير الملائم خلال هذا التصويت".
وتوقفت نولاند، على غرار المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة السفيرة سوزان رايس، عند "خيبة الامل والغضب الكبيرين" من الموقفين الروسي والصيني، قائلة: "بعدما وقفت يوما تلو الآخر ضد الاهانات والرصاص والتعذيب والاعتقالات، تم التخلي في هذا التصويت عن المعارضة السورية الشجاعة والسلمية في شكل واسع".


وأصدر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بياناً جاء فيه ان "فرنسا بذلت مع شركائها كل الجهود كي تقترح في مجلس الامن نصاً قوياً ولكن يمكن ان يستجيب لمخاوف الجميع. البعض قرر استخدام الفيتو... انه يوم حزين للشعب السوري، انه يوم حزين لمجلس الامن".
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بأن استخدام روسيا والصين حقهما في النقض ضد مشروع قرار يدين دمشق يشكل "خطأ فادحا ومؤسفا".
واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلله ان فشل اصدار قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري "امر مؤسف جدا".


الموقف الروسي
لكن موسكو نفت ان تكون محامية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بينما تواجه انتقادات لاستخدامها "الفيتو" ضد مشروع قرار للغربيين، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "لسنا محامي الدفاع عن نظام الاسد... ولكن في الوقت عينه لا يمكننا ان نتجاهل ان المعارضة المتطرفة تستغل اكثر فاكثر استياء جزء من السكان ولا تخفي نياتها المتطرفة للانتقال الى تكتيك الارهاب المفتوح". وأشارت إلى أن من صاغ مشروع القرار رفض تضمينه دعوة إقترحتها روسيا إلى "ضرورة أن تتنصل المعارضة السورية من المتطرفين وعدم جواز التدخل العسكري الخارجي".
وكشف الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش ان موسكو ستستقبل مندوبين عن المعارضة السورية خلال تشرين الاول الجاري. وشدد على ان "الدعوات الى تحويل ما حصل في ليبيا بعد قرارات لمجلس الامن نموذجا للتحالف الغربي وحلف شمال الاطلسي... للتعامل مع الازمات امر غير مقبول تماما بالنسبة الى روسيا".


غليون
ورأى رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ان "الفيتو" الروسي – الصيني "سيشجع" اعمال العنف. وقال في باريس بعد فشل اصدار قرار في مجلس الامن ان "دعم بشار الاسد في مشروعه العسكري والفاشي لن يشجع الشعب السوري على البقاء في الثورة السلمية". ودعا غليون، الذي انتخب رئيسا للمجلس الوطني السوري في ختام مؤتمر انعقد في نهاية الاسبوع في اسطنبول، الى "تجنب هذا الانزلاق نحو العنف، يجب ان تتحرك المجموعة الدولية فعلاً بطريقة اخرى وان تدرك المخاطر والمجازفات في هذه الفترة من التاريخ". واضاف: "اعتقد ان المجموعة الدولية لم تتحمل بعد كل مسؤولياتها".


أردوغان
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فأكد ان تركيا ستفرض "مجموعتها الخاصة من العقوبات" على سوريا، على رغم فشل اصدار قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري. وقال: "كان يفترض ان تتلقى الحكومة السورية تحذيرا"، مشيرا الى القرب الجغرافي للاتراك "الذين يعيشون بالضبط الى جانب الشعب السوري". ونقلت عنه وكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية ان "الفشل في اصدار القرار لن يثنينا. سنفرض حتما مجموعة من العقوبات فورا". وشدد على ان "الناس في هذا البلد ليسوا مضطرين الى تحمل نظام مستبد بلا رحمة وبلا حياء ويقصف شعبه من البحر". وخلص الى ان الرئيس الاسد "يستعيد بكل بساطة إرث والده".
وبدأ الجيش التركي مناورات في محافظة هاتاي المحاذية لسوريا، التي لجأ اليها اكثر من سبعة آلاف سوري هربا من قمع التظاهرات المناهضة للحكومة منذ ستة اشهر، كما اعلنت رئاسة اركان القوات التركية.


ضرب إسرائيل!
ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال التقارير الإعلامية التي تحدثت عن ابلاغ الرئيس السوري وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان سوريا قد تضرب تل أبيب في حال حدوث أي تدخل عسكري أجنبي لإطاحة القيادة السورية. وقال ان وزير الخارجية التركي لم يعقد أي اجتماعات مع الرئيس الأسد اخيراً، كما لم تطرح مثل هذه المسألة في الاجتماعات السابقة بينهما.
ويشار إلى ان صحفاً إسرائيلية اوردت نقلا عن وكالة "فارس" الايرانية شبه الرسمية ان الأسد أوضح لأوغلو ان سوريا ستقصف تل أبيب عند بدء أي تدخل عسكري أجنبي لإطاحة القيادة السورية، قائلا ان بلاده نسقت موقفها العسكري مع طهران و"حزب الله" في هذا الصدد.


الأمن
في غضون ذلك، واصلت السلطات السورية عمليات الدهم بحثا عن ناشطين مؤيدين للديموقراطية في انحاء البلاد. ففي دوما بريف دمشق ، اعتقل 53 شخصا.
وافاد ناشطون إن معارك دارت في منطقة جبل الزاوية الوعرة في ادلب خلال عمليات دهم قام بها الجيش لبلدتي السرجة وشنان حيث تحدثت تقارير عن لجوء منشقين إليهما. وأضافوا أن قرويين اثنين على الأقل قتلا. وقال ناشط في محافظة ادلب:"تلك مناطق وعرة أو زراعية. لا يمكن النظام أن يسيطر عليها إلا إذا استعان بمزيد من القوات وعندئذ سيخاطر بحدوث مزيد من الانشقاقات".
واوردت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان جماعات ارهابية مسلحة قتلت احد رجال الامن في مكمن بإدلب، واصيب آخر اصابات طفيفة في هجوم بقنبلة على دورية في مدينة حماه.


زينب الحصني
وبث التلفزيون السوري مقابلة مع شابة قال انها زينب الحصني لينفي بذلك المعلومات عن عملية قتل وحشية لهذه السورية التي باتت احد رموز القمع الدامي الذي يمارسه النظام.
وفي ايلول الماضي، انتشرت قصة هذه الشابة في انحاء العالم، بعد اعلان منظمات دولية لحقوق الانسان العثور على جثتها مقطوعة الرأس ومقطعة الاوصال.
وقالت هذه الشابة التي قدمها التلفزيون على انها زينب: "هربت من البيت لان اخوتي كانوا يضربونني. ولا يعرف اهلي المكان الذي اختبئ فيه". وكانت ترتدي ثوبا اسود وتضع حجابا. وعرضت بطاقة هوية باسم زينب الحصني. واضافت: "لا يعرفون اني على قيد الحياة. عرفت بقصتي عبر التلفزيون حيث توالت الاخبار التى تقول ان الامن السوري اعتقلني واحرق جثتي وقطعها". وروت: "اخبرت من اقيم لديهم انني اريد اخبار الشرطة بالحقيقة لكنهم نصحوني بألاّ افعل واخافوني من ان الامن سيقوم بتعذيبي... واتيت اليوم الى قسم الشرطة لاقول الحقيقة". وختمت: "اكذب خبر مقتلي فانا حية ارزق بعكس ما قالت القنوات الكاذبة واخترت قول الحقيقة لأنني ساتزوج في المستقبل وسانجب اطفالا واريد ان اتمكن من تسجيلهم".


رفاه ناشد
ورفض القضاء السوري طلب الافراج بكفالة عن عالمة النفس السورية رفاه ناشد (66 سنة) التي اعتقلت في العاشر من آذار في دمشق رغم وضعها الصحي المتدهور.
وقالت عائلتها ان "رفاه ناشد مثلت الجمعة امام محكمة. القاضي رفض طلب الافراج عنها بكفالة".
وتدهور الوضع الصحي لناشد بعد اكثر من اسبوعين من اعتقالها، كما اكدت العائلة الاسبوع الماضي.
وكانت ناشد التي نجت من السرطان وتعاني مشاكل في القلب والضغط، تابعت علاجا في بيروت وباريس قبل اعتقالها.
واعتقلها في العاشر من آذار في مطار دمشق "عناصر من مخابرات القوات الجوية" فيما كانت تستعد للتوجه الى باريس لحضور ولادة ابنتها.
وتواجه ناشد اتهاماً بـ"التشجيع على التمرد والتشجيع على اطاحة الحكومة وعدم احترام النظام العام"، استنادا الى عائلتها، وتواجه عقوبة السجن سبع سنوات.
وفي دمشق، قالت بثينة شعبان: "اعلم انها مثلت امام محكمة. لا اعلم القرار الذي اتخذ في حقها. لديها محام وهي قضية قانونية. الامر يتم بموجب القانون".


عقوبات كندية
■ في أوتاوا، أعلنت حكومة كندا فرض عقوبات إضافية على سوريا تشمل إضافة أسماء الى لائحة العقوبات وحظر شراء أو نقل المنتجات النفطية أو القيام بأي استثمار جديد في قطاع النفط السوري.
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة