عمّان - يو بي آي - اعتصم العشرات من المحامين الأردنيين في قصر العدل في عمّان ظهر امس، تنديداً بتصريحات نقيبهم مازن أرشيدات التي اعتبرت مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أدلى بها خلال مشاركته ببرنامج تلفزيوني على احدى القنوات الفضائية المحلية الأسبوع الماضي. وطالب المعتصمون الذين ينتمون الى التيار الاسلامي في نقابة المحامين، النقيب أرشيدات بالاستقالة حيث ندد المحامي حاتم أرشيدات بتصريحات النقيب، وطالب في كلمة خلال الاعتصام بـ «تحويل النقيب الى المجلس التأديبي لتتم محاسبته على تصريحاته المسيئة». وشهد الاعتصام مناوشات كلامية بين محامين من التيار الاسلامي وآخرين ينتمون الى التيار القومي الذي ينتمي اليه النقيب. وكان النقيب أرشيدات قال في التصريحات التي أثارت الجدل، لدى اجابته عن سؤال حول الصفات التي ينبغي توفرها في القاضي، ان الصفات المطلوب توافرها في القضاة «غير موجودة حتى في النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)». ووزع المحامون خلال الاعتصام، مذكرة طالبوا فيها النقيب بالاستقالة واصفين تصريحاته بأنها «شائنة».
وقالوا في المذكرة: «انطلاقاً من حرصنا على صورة نقابة المحامين، وتأكيداً على أهمية صيانة صورة النقابة ومضمونها، فاننا نناشد الأحرار من أعضاء نقابتنا دعم جهودنا الساعية لاقالة رئيس مجلس النقابة، وتحويله الى مجلس تأديبي وذلك لانتهاكه قيم شعبنا، والاشارة غير اللائقة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)». وأضافوا، «مثل هذا السلوك غير اللائق، لا يقبل من تلميذ، فكيف اذا صدر من نقيب المحامين وممثلهم. فهذا مصدر حرج لكل محام، وعيب لا يمكن التخلص منه الا باتخاذ موقف حاسم تجاهه. فمثل هذه الأخطاء المخزية، والتي تعبر عن عدم اهتمام وعدم عناية وتدن في الثقافة لا يمكن تجاوز آثارها الضارة الا بالحسم والحزم».
واستنكرت دائرة الافتاء في الأردن تصريحات النقيب أرشيدات وطالبته بـ«التوبة» عن الاساءة التي وجهها الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وكان النقيب أكد في بيان صحافي على أنه لن يعتذر لأنه لم يخطئ، ورأى أن سبب الحملة عليه هو تصفية حسابات من خصومه داخل النقابة، واتهم جهات لم يسمها بشن حملة شخصية عليه لتشويه صورته، مستغلين تصريحاته التي أدلى بها وذلك لأغراض انتخابية، مؤكداً أنه سيواصل عمله. ويتعرض نقيب المحامين في الأردن لانتقادات شديدة بسبب موقفه المؤيد للنظام في سورية، ووصفه الأحداث الجارية فيها بأنها «مؤامرة ضد سورية».
|