قبل امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمس استقالة وزير الداخلية الشيخ جابر خالد الصباح التي قدمها الشهر الماضي بعد وفاة معتقل لدى الشرطة يشتبه في انه تعرض للتعذيب. وأبلغ وزير شؤون مجلس الوزراء روضان الروضان الصحافيين ان "رئيس مجلس الوزراء احاط المجلس علما بقبول سمو امير البلاد استقالة وزير الداخلية الشيخ جابر خالد الصباح". وان "مجلس الوزراء احيط علما... بتعيين الشيخ احمد حمود الجابر الصباح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية" خلفاً للشيخ جابر.
والوزير الجديد من ابرز مستشاري الامير وكان وزيرا للداخلية بين 1991 و1992، تولى وزارة الدفاع في 1994. وكان الشيخ جابر، وهو عضو بارز في الاسرة الحاكمة، قدّم استقالته في 13 كانون الثاني بعد ما اقرت وزارته بوجود شبهات جنائية وراء وفاة المواطن محمد المطيري (35 سنة) بينما كان موقوفاً لدى الشرطة.
واعلنت وفاة المطيري المتهم بالاتجار بالكحول، لدى نقله من مركز الشرطة الى المستشفى في مدينة الاحمدي جنوب العاصمة الكويت، وذلك فجر 11 كانون الثاني. واعلنت وزارة الداخلية الكويتية ان تحقيقاتها افضت الى ضلوع ستة شرطيين في وفاة المطيري، وان هؤلاء سلموا الى السلطات القضائية. وبعد استقالة الشيخ جابر، طلب منه مجلس الوزراء البقاء في منصبه ومتابعة التحقيق في القضية.
وكان مفترضاً ان يمثل الوزير غداً الثلثاء امام مجلس الامة لاستجوابه في شأن وفاة المطيري، لكن التحقيق في القضية تأجل بعدما قررت الحكومة ومؤيدوها في مجلس الامة تأخير جلسة الاستجواب ستة اسابيع، وهي خطوة اثارت استياء المعارضة.
ورحب نواب عدة بقبول استقالة الشيخ جابر ودعوا الى اصلاحات شاملة وجذرية في الوزارة. وقال النائب المستقل سعدون الحماد للصحافيين: "نحن نتطلع الى اصلاحات جذرية في وزارة الداخلية بعد تعيين الشيخ احمد". لكن النائب المعارض جمعان الحربش دعا الى استقالة الحكومة لحل الازمة السياسية. وقال للصحافيين ان "قبول استقالة الوزير كانت مستحقة، لكن حل الازمة السياسية في البلاد يتطلب استقالة الحكومة وتغيير النهج".
شباب كويتيون في غضون ذلك، اطلق شباب كويتيون دعوة لتنظيم تظاهرة كبيرة امام مبنى مجلس الامة الثلثاء احتجاجا على "الممارسات غير الديموقراطية" للحكومة وللمطالبة باقالتها. والشباب الذين يشكلون مجموعة اطلقوا عليها اسم "السياج الخامس"، قالوا انهم يستخدمون شبكة التدوين والتواصل "تويتر" للسماح للناس باستخدام هواتفهم الجوالة واجهزة الكومبيوتر لبث رسائل قصيرة تدعو الى التجمع باعداد كبيرة.
وقالت مجموعة الشباب في بيان "نحن في السياج الخامس ندعو الشعب الكويتي الى التجمع امام البرلمان... يوم الثلثاء الساعة 11,00... لتأكيد حقنا الشرعي في عقد الجلسات واعلان رفضنا لاستمرار هذه الحكومة وممارستها غير الديموقراطية". وشددت المجموعة على ان خطوتها غير مرتبطة باي احداث خارجية، في اشارة واضحة الى التظاهرات المناوئة للنظام في مصر. (و ص ف، رويترز)
|