اعتمد امس مجلس المستشارين التونسي بالاجماع مشروع قانون يسمح للرئيس بالوكالة فؤاد المبزع بأن يحكم بواسطة مراسيم اشتراعية، وذلك برفع أيدي الاعضاء الـ96 الذين حضروا الجلسة.
وسبق للجمعية الوطنية ان أقرت المشروع بغالبية 771 صوتا في مقابل 16 حضروا الجلسة من أصل 214 نائبا.

وكان رئيس الوزراء محمد الغنوشي طلب من اعضاء المجلس عند عرضه المشروع في مستهل المناقشة صباح امس، الموافقة عليه "للسماح للحكومة بالعمل"، كما طلب من التونسيين الذين بدأ ينفد صبرهم منح حكومته بعض الوقت .
على صعيد آخر، أصيب شاب بجروح طفيفة في وسط تونس من شظايا رصاصة، بينما حاول العسكريون ضبط مئات الاشخاص بينهم معوقون كانوا متجمعين امام مكتب للمساعدة الاجتماعية في انتظار معونة تراوح قيمتها بين 30 و150 دينارا (بين 21 و106 دولارات).
والثلثاء دخل 400 الى 500 شخص مقر ولاية تونس للمطالبة بوظائف ومساعدات اجتماعية.
وقال الغنوشي امام اعضاء مجلس المستشارين: "نخضع لضغوط اجتماعية بسبب مطالب الشعب بتحسين اوضاعه. لكن علينا ان نأخذ في الاعتبار ان الدولة غير قادرة بعد على تلبية هذه المطالب في الوقت الراهن. لا نملك عصا سحرية"، متحدثا عن "انفجار اجتماعي".

كما أعلن تشريع الاحزاب السياسية المحظورة في ظل نظام بن علي "خلال ايام".ولم يسم هذه الاحزاب الا ان الحركة الاسلامية "النهضة" التي يتزعمها راشد الغنوشي والمؤتمر من اجل الجمهورية (اليساري) بزعامة منصف المرزوقي تقدما بملف لهذه الغاية. واوضح ان القانون الجديد يرمي الى "التحضير لانتخابات شفافة ونزيهة تشارك فيها كل الاحزاب".
وكانت السلطات الانتقالية التونسية اعلنت عن اجراء انتخابات خلال ستة اشهر لكن من دون تحديد اي موعد بعد وسط تزايد الاصوات التي تؤكد ان هذه المهلة غير واقعية.

والقانون الجديد يتيح للرئيس المبزع اصدار مراسيم اشتراعية تتعلق خصوصا بالعفو العام والنصوص الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وتنظيم الاحزاب السياسية وكذلك اصلاح القانون الانتخابي.
وفي الداخل التونسي، لا تزال الحكومة خاضعة لضغوط كبير، منذ قيامها قبل اسبوع بعملية تطهير لجهاز الدولة مع تعيين 24 واليا جديدا. لكن هذه التعيينات قوبلت باحتجاجات قوية اذ ان 19 من الاشخاص المعينين ينتمون الى التجمع الدستوري الديموقراطي (حزب بن علي) او هم قريبون منه.
 
الجيش التونسي
 في غضون ذلك، بدأ الجيش التونسي سحب دباباته وآلياته الثقيلة تدريجا من المواقع التي كانت متمركزة فيها في عدد من الشوارع في وسط العاصمة التونسية ، وإرجاعها إلى الثكن.
و ص ف، ي ب أ