Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : داعش والبعث.. من أكل الآخر؟! - محمد ابو رمان
الخميس ٢٥ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٨, ٢٠١٤
المصدر: موقع كل الاردن
داعش والبعث.. من أكل الآخر؟! - محمد ابو رمان
ثمة خيط غير معروف تماماً لدى المراقبين والمتابعين بشأن طبيعة العلاقة بين تنظيم 'الدولة الإسلامية' (الخلافة حالياً) وحزب البعث العراقي أو حتى ضباط الجيش العراقي السابق. ويتمثّل هذا الخيط في التساؤل عمّن احتوى أو وظّف الآخر؟ هل هو التنظيم الذي استطاع استقطاب هذه الخبرات وتوظيفها في خلاياه، أم العكس؛ أي إنّ هذا التيار هو الذي ركب على ظهر التنظيم واستطاع الوصول إلى القيادة وتوظيفه لتحقيق مآربه؟!

يقدّم أردنيون عملوا مع التنظيم خلال مرحلة أبو مصعب الزرقاوي قراءة جديرة بالاهتمام؛ مع عدم التأكد من مدى دقتها، إلا أنّها تمثّل زاوية من زوايا التحليل. وقد قام أحدهم بتقديم هذه الرواية مستخدماً اسماً مستعاراً هو 'أبو أحمد الأردني'، ويكشف فيها عن حجم تغلغل البعثيين وضباط الجيش العراقي السابقين في تنظيم 'الدولة'، وبروز شخصيات مهمة وأساسية، أصبحت تمثّل الحلقة الأولى في القيادة خلال الفترة الأخيرة، من مثل بكر حجّي (قُتل في سورية في الصراع بين الفصائل الإسلامية)، وحازم البيلاوي (قتل عشية عملية الموصل الكبيرة على يد القوات العراقية).

في هذه الرواية، وغيرها من روايات شبيهة، تأكيد على أنّ الزرقاوي كان حريصاً خلال قيادته للقاعدة على إبعاد الشخصيات التي عملت بصورة رئيسة وفاعلة مع النظام السابق وأجهزته، عن المواقع القيادية، أو حتى الحلقات الصلبة في التنظيم. لكن بعد مقتله، تولّى القيادة أبو حمزة المهاجر الذي لم يحظَ بقبول عراقي كالزرقاوي، فجاء أبو عمر البغدادي معه في القيادة. ولأنّهما عانيا من ظروف أمنية قاهرة وصعبة، لم تكن قدرتهما على الإدارة كالزرقاوي، فحدثت فجوات في المواقع القيادية ملأتها الخبرات العسكرية العراقية السابقة، وهي التي بدأت بتدعيم حضورها عبر 'عرقنة التنظيم' إلى أنّ أصبح ذلك هو الطابع الغالب عليه!

اختيار أبي بكر البغدادي (بعد مقتل الزعيمين السابقين)، جاء مفاجئاً لعدد كبير من أتباع التنظيم؛ الذين لا يعرفونه، وفي مرحلة كان التنظيم يتعرّض فيها لظروف أمنية قاسية، ويعيش حالة من التفكك والمطاردة والانكشاف أمام الجميع، بعدما انفضّت الحاضنة السنية عنه وانقلبت عليه. وبدأت الحلقة الصلبة الرئيسة في صناعة القرار والسيطرة على التنظيم تدخل تحت قبضة هذه القيادات العراقية العسكرية السابقة، بينما أصبح العنصر الخارجي (الذي كان أساسياً في مرحلة الزرقاوي) ثانوياً أو مكمّلاً في الحالة الراهنة للتنظيم.

يفسّر أصحاب هذه الرواية سبب إقبال ضباط الجيش العراقي السابق وبعض أعضاء حزب البعث على تنظيم 'الدولة الإسلامية' دون سواه، إلى الظروف القهرية الاضطرارية التي مرّوا بها بعد حلّ الجيش العراقي، واستهدافهم من النظام السياسي الجديد، سواء القلق على حياتهم ومصيرهم، أو فقدان أي وسيلة للحياة الكريمة، في الوقت الذي كان فيه تنظيم الزرقاوي يمثّل حالة صاعدة راديكالية تتقاطع مع مخاوفهم وموقفهم من العملية السياسية من جهة، ويمثّل حاضنة بديلة لهم عن النظام السابق من جهةٍ أخرى!

عند نقطة التقاطع (هذه) حدث الالتقاء ما بين المنهج المتشدد المتوسع في التكفير وفتاوى التترس (تحليل قتل المدنيين لدواعٍ عسكرية) الذي خطّه الاتجاه الأيديولوجي الصلب للزرقاوي من جهة، وبين خبرة هذه القيادات والشخصيات في النظام السابق، ذي الطابع الأمني الدموي والعسكري، باستسهال القتل وإراقة الدماء والتعذيب من جهة أخرى.

ذلك، وفقاً لأصحاب هذا الرأي، ما قد يفسّر استخدام تنظيم 'الدولة' لأساليب في القتل والتعذيب في التحقيقات والتعامل مع الخصوم شبيهة بالأنظمة البوليسية العربية، سواء في سورية أو في العراق.

بالطبع، تبقى هذه رواية تحتاج التأكد من صحّتها، لكنها مقرونة بشهادات لشخصيات كانت فاعلة في مرحلة الزرقاوي في 'القاعدة'.

(الغد)


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة