أكدت تركيا أن العملية التي قام بها الجيش التركي لإنقاذ 38 جنديا تركيا يحرسون ضريح سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية الذي كان يحاصره متشددو تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) نفذت لمواجهة هجوم محتمل عليهم وإعادة الجنود الأتراك المحاصرين من سوريا.

 

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمة بأنقرة :"عملية ضريح سليمان شاه ليست انسحاباً... انه تحرك موقت كي لا نعرض ارواح الجنود للخطر". وأضاف ان "تركيا لم تتخل عن أي من حقوقها التي نصت عليها المعاهدات. ان جيبنا لا يزال موجوداً داخل الاراضي السورية... وعلمنا يرفرف على قرية آشمة" السورية.

وفي وقت سابق، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم قالين: "بهذه العملية قضت حكومتنا على تهديد بشن هجوم محتمل على الضريح وعلى الموقع العسكري وتعريض أرواح جنودنا للخطر". وأعلن ان الحكومة التركية تعمل عن كثب مع السلطات البريطانية لتتبع ثلاث تلميذات من لندن سافرن الى تركيا الاسبوع الماضي ويعتقد انهن في طريقهن الى سوريا. وأفاد أن تركيا رحلت ما مجموعه 1400 شخص يشتبه في أنهم كانوا يسعون للانضمام الى جماعات متطرفة.

ويقع ضريح سليمان شاه على ضفة نهر الفرات ويعتبر أرضاً تركية منذ توقيع معاهدة بين فرنسا التي كانت تحتل هذه الاراضي وتركيا عام 1921.

وفي مجلس النواب التركي، ندد نواب المعارضة بالعملية. وقال النائب عن حزب الشعب الجمهوري عارف حمزة جيبي: "لقد تخليتم عن ضريح سليمان شاه للدولة الاسلامية، لقد استسلمتم وانتم تعتبرون ذلك انتصاراً. لقد اصبتم هذه الامة بوصمة عار".

 

على صعيد آخر، تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، عن تقدم القوات الكردية السورية في مواجهة مقاتلي "داعش" في هجومين منفصلين بمحافظة الحسكة قرب الحدود السورية - العراقية الأحد لتضاعف الخسائر التي مني بها التنظيم في سوريا أخيراً.

وقال المسؤول الكردي ناصر حاج منصور إن "وحدات حماية الشعب" الكردية تقدمت حتى باتت على مسافة خمسة كيلومترات من بلدة تل حميس التي تبعد نحو 35 كيلومترا جنوب شرق مدينة القامشلي. وأضاف: "تم تحرير 23 مزرعة وقرية كبيرة وصغيرة".

وأوضح المرصد أن ما لا يقل عن 12 من مقاتلي "داعش" قتلوا في المعارك، مؤكداً تقدم "وحدات حماية الشعب". بيد ان منصور أشار الى سقوط 20 من مقاتلي "داعش".

وأورد المرصد أنه في التقدم الثاني في شمال شرق سوريا، سيطر المقاتلون الأكراد على قريتين من "داعش" على حدود العراق بمساعدة قصف عنيف من قوات البشمركة الكردية على الجانب الآخر من الحدود. وأدى القصف إلى سقوط ثمانية قتلى منهم خمسة أطفال.

وقال مصدر في الجانب العراقي من الحدود في منطقة سنجار إن قوات البشمركة في العراق قصفت مواقع "داعش" عبر الحدود في سوريا بالتنسيق مع "وحدات حماية الشعب".

ويتعرض التنظيم المتشدد لضغوط مكثفة في سوريا منذ إخراجه من مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا. وحققت قوات الحكومة السورية مكاسب ميدانية أيضاً في محافظتي الحسكة ودير الزور. ومنذ طرد التنظيم من كوباني تتولى القوات الكردية مدعومة بجماعات مسلحة سورية اخرى ملاحقة مقاتلي "داعش" حتى معقلهم في محافظة الرقة.

وأحصى المرصد سقوط ما لا يقل عن 1600 قتيل نتيجة غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع "داعش" في سوريا منذ خمسة أشهر. واوضح ان الغالبية الساحقة من القتلى من جهاديي "داعش" و"جبهة النصرة" فرع "القاعدة" في سوريا، اضافة الى 62 مدنيا.

 

وفي روما، أبدت المديرة العامة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ارثارين كوسين استعداداً، ابرز وكالات الامم المتحدة لدخول حلب "في اليوم نفسه" لاعلان هدنة فيها من اجل تقديم المساعدة للسكان.

وكان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا قال في 18 شباط إن وقف الاعمال العسكرية والغارات سيبدأ "في موعد يعلن في دمشق"، موضحاً انه سيتوجه "في أسرع ما يمكن" الى دمشق وحلب لمناقشة تفاصيل هذه الهدنة.

 

وفد برلماني فرنسي

وبثت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها، ان وفداً فرنسياً يضم نواباً وممثلين لجمعيات إنسانية يزور دمشق للمرة الأولى منذ بداية الأزمة قبل نحو أربع سنوات. ونقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية إن الوفد البرلماني لا يحمل أي رسالة رسمية وذهب من دون أي تنسيق مع الوزارة. ومن المقرر أن يصل بين مساء الاثنين (أمس) وصباح الثلثاء (اليوم)، وسيلتقي وزير الخارجية وليد المعلم وسط تكتم إعلامي شديد من الجانبين السوري والفرنسي من أجل عدم احباط الزيارة، خصوصاً في ظل الانتقادات التي صدرت في باريس لمبادرة الوفد.