الأربعاء ٨ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٥, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
اليمن
الحوثيون يعتبرون هادي الذي سحب استقالته رسمياً وبدّل قوات حماية مقرّه في عدن "فاقداً للشرعية ومطلوباً للعدالة"
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
قياسا بترتيبات أمنية وسياسية شرع فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لنقل العاصمة إلى محافظة عدن واتساع نطاق الجبهة السياسية والشعبية المناهضة لــ"الانقلاب"، خطا الحوثيون خطوة نحو خيار العنف المسلح وأعلنوا أمس وضع هادي على قائمة المطلوبين للعدالة في ما اعتبرته دوائر سياسية "إعلان حرب" من الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومؤسسات الدولة بالقوة المسلحة منذ أيلول من العام الماضي.
 
وصفت اللجنة الثورية العليا التي تمارس مهمات رئيس الجمهورية الانتقالي بموجب الاعلان الدستوري للحوثيين في بيان لقاءات الرئيس هادي في القصر الجمهوري بعدن مع مسؤولي المحافظات واللجان الأمنية وقادة الجيش في المحافظات غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين بأنها "مشبوهة"، مشيرة إلى أن الرئيس "هادي الفاقد للشرعية بتصرفاته الطائشة والمتخبطة قد أضر بالشعب اليمني وأمنه واستقراره واقتصاده وحياته".

وقدمت اللجنة الحوثية ملف اتهام الى النيابة العامة اتهمت فيه هادي بالخيانة. وقال قادة في الجماعة لـ"النهار" ان النائب العام احال الدعوى على النيابة المختصة للتصرف وفق القانون.
وحذرت اللجنة التي يرأسها نجل شقيقة زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي "كل من يتعامل معه بصفة رئيس دولة وينفذ أوامره من موظفي الدولة ومسؤوليها وبعثاتها الديبلوماسية كافة بالخضوع للمساءلة القانونية". ودعت "الدول الشقيقة والصديقة إلى احترام خيارات الشعب اليمني وقراراته وعدم التعامل مع المدعو عبد ربه منصور هادي، باعتباره لم يعد ذا صفة في أي موقع رسمي بل هو مخلّ بالمسؤولية ومطلوب للعدالة".

وجاء ذلك فيما اتسع نطاق الجبهة السياسية والشعبية المعارضة لــ" انقلاب الحوثيين"، بعد قرار أكثر ممثلي الاحزاب المشاركة في المشاورات الأممية للحل السياسي، التوجه إلى عدن للتشاور مع الرئيس هادي الذي حظي بدعم إقليمي ودولي عبرت عنه دول مجلس التعاون الخليجي وعواصم غربية رحبت بعودته الى تسلم مهماته الرئاسية من محافظة عدن.

وغداة ابلاغ مجلس النواب رسميا سحب الاستقالة، استبدل هادي أمس القوات المكلفة حماية القصر الرئاسي في عدن بحراسة جديدة من مقاتلي اللجان الشعبية الجنوبية والقوات الخاصة، فيما أصدرت اللجنة الأمنية العليا في المحافظة قرارات بتعيينات جديدة في المراكز الشرطية والمخابراتية بمحافظة عدن، في خطوة عزتها إلى "الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد".

وإذ انتقد قادة سياسيون موالون لجماعة الحوثيين قرار الرئيس هادي ترحيل كتيبتين من قوات الحرس الجمهوري من القصر الرئاسي في عدن "بذريعة أنهم شماليون موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح" ، نفت مصادر في الرئاسة اليمنية حصول انقلاب من اللجان الشعبية ضد الرئيس هادي، وقالت إن الاجراءات التي شرعت فيها السلطات كانت امنية اعتيادية كما نفت وجود جنود شماليين.

تهديدات الحوثيين
وأشاع تهديد الحوثيين بمحاكمة رئيس الوزراء المستقيل والوزراء الذين رفضوا الانصياع لقرار اللجنة الثورية التابعة للحوثيين تكليفهم تصريف الأعمال الى حين تشكيل مؤسسات الدولة، ردود فعل غاضبة لدى الأوساط السياسية التي طالبت الحوثيين برفع اجراءات الاقامة الجبرية المفروضة على رئيس الحكومة المستقيل خالد محفوظ بحاح وعدد من وزرائها.

ورأى بحاح لدى لقائه في منزله بصنعاء وفداً من الأحزاب السياسية أن "الحكومة المستقيلة تستحق المحاكمة اذا انصاعت لتنفيذ توجيهات قيادة غير شرعية"، مشيرا إلى أن الحكومة المستقيلة لو نفذت توجيهات الحوثيين ستخالف الدستور والقسم الذي أقسم عليه أعضاء الحكومة المستقيلة أمام رئيس الجمهورية ومجلس النواب.

وتجاهل الحوثيون المطالب المحلية والدولية برفع اجراءات الاقامة الجبرية عن مسؤولي الحكومة وفرضوا أمس اجراءات في المنافذ الجوية والبرية والبحرية لمنع سفرهم إلى المحافظات أو إلى خارج اليمن. وشملت إجراءات المنع نواب الوزراء والمحافظين المقيمين في العاصمة.
 
خطوات مناهضة
في غضون ذلك، دعا تكتل سياسي ثوري أطلق على نفسه "القوى الثورية والوطنية" الى "ثورة في كل مؤسسات الدولة لتحريرها من الميليشيات وإستعادة شرعية الدولة"، كما دعا "موظفي ونقابات المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية للبدء بالتحرك السلمي لطرد الميليشيات وعودة تلك المؤسسات لممارسة مهماتها الطبيعية".
وشدد في بيان على "ضرورة إخلاء كل المرافق الحكومية من المسلحين الحوثيين واعادة الأوضاع فيها إلى ما قبل ايلول ألماضي يوم اجتاح المسلحون الحوثيون العاصمة صنعاء".
 
اغتيال وخطف
امنياً، اغتال مسلحان من جماعة "أنصار الشريعة" الذراع اليمنية التابعة لتنظيم "القاعدة" نائب مدير أمن محافظة لحج العقيد يوسف الشعيبي بعدما اعترضا طريقه في الشارع العام وسط مدينة الحوطة في المحافظة اذ أطلقوا عليه رصاصات عدة من مسدس مجهز بكاتم للصوت فاردوه ولاذوا بالفرار. وأعلن الجهاز الاعلامي للجماعة مسؤولية هذه الجماعة عن العملية.
وأعلنت السلطات اليمنية خطف مسلحين مجهولين مواطنة فرنسية تعمل في شركة "توتال" الفرنسية للنفط مع مترجمتها اليمنية من وسط صنعاء، مشيرة إلى أن الخاطفين اقتادوا الفرنسية ومترجمتها إلى جهة مجهولة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة