الأربعاء ٨ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٥, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
العراق
أكثر من ساعة صفر لمعركة تحرير الموصل
الجيش العراقي يعلن تقدمه في «البغدادي»
بغداد – مشرق عباس  
بين الدعاية الإعلامية وبين التخطيط الفعلي لتحرير مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ أكثر من ثمانية شهور، تعددت ساعات الصفر، وتضاربت التوقعات، وبدا التضارب مبرراً لدى بعض الأوساط السياسية العراقية والأميركية، التي ترى ضرورة «إرباك» التنظيم قبل الهجوم عليه.

وعلى رغم أن المعلومات المتوافرة عن الاستعدادات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة لتحرير الموصل تبدو غير منسجمة مع تصريحات مسؤولين عسكريين أميركيين حددوا موعداً لبدء العملية مع حلول أيار (مايو)، ما استدعى انتقادات وجهها وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، فإن ما يمكن تأكيده من خلال مسؤولين عسكريين عراقيين، هو تعامل الولايات المتحدة مع الموصل بشكل منفصل عن بقية المدن التي تقع ضمن سيطرة التنظيم، أبرزها تكريت والأنبار.

وعلى رغم أن المنسق الأميركي للتحالف الجنرال جون آلن، أعلن في تشرين الأول (أكتوبر) أن بدء عملية الموصل يحتاج إلى نحو عام، كشف مسؤول في القيادة الوسطى للجيش الأميركي الأسبوع الماضي، عن رغبة بلاده في شن القوات العراقية هذه العملية في نيسان (أبريل) أو أيار.

وعلل المسؤول هذا المدى الزمني باستباق حلول شهر رمضان في حزيران (يونيو)، وبدء فصل الصيف شديد الحرارة في العراق، معتبراً أنه بعد ذلك «ستكون هناك صعوبة في شن الهجوم».

ولاقت هذه التصريحات انتقادات وزير الدفاع العراقي، الذي قال في مؤتمر صحافي الأحد إن «المسؤول العسكري من المفترض ألا يكشف عن موعد الهجوم»، معتبراً الأمر «من أسرار» العسكريين.

وجزم أن «معركة الموصل وأي معركة أخرى تبدأ عندما تكتمل المستلزمات ومتطلبات المعركة، واختيار الوقت هذا يعود الى القادة (العراقيين)».

ويبدو أن نمط تفكير وزير الدفاع الذي يتحفظ عن ذكر التوقيت منفصل بدوره عن تصريحات سبق وأدلى بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، قال فيها إن تحرير مدينة تكريت سيتم خلال اقل من شهر واحد. كما أن الأسبوعين الأخيرين شهدا تأكيد مسؤولين في «الحشد الشعبي» الذي يضم فصائل شيعية مسلحة حول تحديد ساعة صفر لتحرير مدينة تكريت.

ويطرح مسؤولون عراقيون وإعلاميون نظرية لتلك الإعلانات تهدف إلى «الحرب النفسية» و «حض المدنيين على مغادرة المدن».

ولا يمكن الجزم بعجز تنظيم «داعش» عن تحديد طبيعة التحضيرات العسكرية التي تجري لمواجهته خصوصاً في الموصل، حيث لا تزال الاستعدادات لتشكيل قوة عسكرية من أهالي الموصل أنفسهم في بداياتها حسب مطلعين، ما ينفيه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي الذي نشر في حسابه على «فايسبوك»، صورة لتخرج فوج من قوة تحرير الموصل، وعلق بالقول إن الاستعدادات في طريقها إلى الاكتمال.

وخلال الأسابيع الماضية شن تنظيم «داعش» سلسلة من العمليات في الأنبار وصلاح الدين وكركوك، لإرباك الجبهات التي تتشكل لقتاله وفتح المعركة على مناطق جديدة، ما يشغل، وفق المعنيين، المزيد من القوات العسكرية في بؤر صراع على بلدات غير أساسية.

ويتفق رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي مع الآراء التي تعتقد أن معركة الموصل تحتاج إلى وقت أطول. ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه، أن الأمر «بحاجة إلى وقت أكثر (...) ربما قبل نهاية السنة»، و «الجيش بحاجة إلى تدريب أكثر ومعدات وأسلحة ليستطيع أن يقوم بذلك».

ثمة صراع أولويات حين يتعلق الأمر بنوع المدن التي يجب أن تكون هدف الهجوم الأول.

فمدينة مثل الفلوجة التي احتلها تنظيم «داعش» قبل ستة شهور من احتلال الموصل، تبدو خارج أولويات الحرب الدولية على التنظيم، على رغم أنها تقع على حدود بغداد، فيما يوسع التنظيم نفوذه في محافظة الأنبار، انطلاقاً من الفلوجة والقائم على الحدود السورية.

ويعود تضارب الأولويات إلى قوة التنسيق الذي تقوم به قيادات التحالف الدولي مع إقليم كردستان ومحافظ نينوى أثيل النجيفي، مقارنة بأجواء من الشكوك ما زالت تسود العلاقة مع القوة الشيعية الرئيسية الموجودة على الأرض اليوم، وهي «الحشد الشعبي».

وتصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة اتهامات قيادات رئيسة في «الحشد الشعبي» مثل قيس الخزعلي وهادي العامري، للولايات المتحدة بإلقاء مساعدات عسكرية الى «داعش»، وكللت بحديث مشابه أدلى به المرشد الإيراني علي خامنئي.

ووفق مصادر عسكرية عراقية رفيعة، فإن تحرير الموصل قد لا يكون مفيداً على المستوى الاستراتيجي من دون تحرير الأنبار التي تشكل مدخلاً أساسياً لنشاط التنظيمات المتطرفة منذ سنوات وترتبط بمجال جغرافي مفتوح مع مناطق نفوذ التنظيم في سورية.

لكن حرب الموصل تبدو «نموذجية» لدى القيادات الأميركية بسبب التعقيدات المصاحبة لتعامل التحالف الدولي مع «الحشد الشعبي» مقارنة بتعاملها مع «البيشمركة الكردية»، وربما كان ذلك مبرراً لإعلان واشنطن توقيتات متسرعة لمعركة الموصل، قبل التراجع عنها على لسان وزير الدفاع آشتون كارتر، الذي قال للصحافيين من الكويت قبل يومين إنه لن يُعلن توقيتات معركة الموصل حتى لو كان يملكها.

على الأرض، ما زال الجدل حول اشتراك قوات أميركية برية محدودة في المعركة ضد «داعش» مستمراً، وتكرر بغداد رفضها التدخل البري، ومن المرجح أن وجود مثل هذه القوة برفقة قوات البيشمركة سيكون متاحاً في معركة الموصل مقارنة بالأنبار أو تكريت.

وفي بغداد استهدف تفجير مزدوج الاطراف الجنوبية الشرقية للعاصمة وأوقع 22 قتيلاً على الاقل، اضافة الى 43 جريحا.

الجيش العراقي يعلن تقدمه في «البغدادي»

 أعلن الجيش العراقي تقدمه في المعارك الدائرة في ناحية «البغدادي» غرب الأنبار على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد أربعة أيام من القتال بين الطرفين، فيما احتجز التنظيم عائلات من الناحية، كما قُتل وأصيب عدد من الأشخاص بقصف للجيش على ناحية «الكرمة» التابعة للفلوجة.

إلى ذلك أعلنت قوات «البيشمركة» الكردية سيطرتها على طريق يستخدمه تنظيم «داعش» للوصول إلى قضاء سنجار غرب الموصل في نينوى، فيما أخلى التنظيم قاعدة عسكرية في ناحية «القيارة» جنوب الموصل.

وقال شعلان النمراوي أحد شيوخ الأنبار في اتصال مع «الحياة» أمس إن القوات الأمنية حققت تقدماً في المعارك الجارية ضد تنظيم «داعش» في ناحية البغدادي، وتمكنت من السيطرة على القسم الأكبر من الناحية. وأضاف أن التنظيم احتجز عشرات العائلات من الناحية بعد انسحابه من المناطق التي كان يسيطر عليها، فيما وقعت عائلات أخرى في يد التنظيم أثناء نزوحها من الناحية إلى قضاء حديثة.

وأشار إلى أن هناك أزمة إنسانية كبيرة في الناحية بسبب نقص المواد الغذائية والمياه نتيجة صعوبة إيصالها إلى مركز الناحية إثر المعارك الدائرة ضد «داعش» الذي «يقوم بعمليات تفخيخ واقتناص» على الطرق الرئيسية للناحية.

وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس أن قوات من قيادة عمليات الجزيرة والبادية وفرقة المشاة السابعة وبإشراف ميداني من قبل قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق وبإسناد من أبناء العشائر والحشد الشعبي «تمكنت من تطهير» غالبية مناطق ناحية البغدادي وإيصال المؤن وفك الحصار عن الحي السكني التابع للناحية.

وأعلنت وزارة الداخلية عن تمكن قيادة قوات الشرطة الاتحادية من تطهير محطة تعبئة المياه في البغدادي، وقتلت «15 انتحارياً من داعش»، كما تم تحرير 150 عائلة محاصرة و 750 فرداً وإعادة فتح المياه إلى الأهالي من قبل فوج مغاوير اللواء الآلي الثاني.

وأفاد مصدر من داخل الفلوجة غرب الرمادي، بأن عدداً من الأشخاص قتلوا وأصيبوا بسبب قصف للجيش على ناحية الكرمة التابعة للفلوجة، مشيراً إلى أن بينهم طلاباً في المرحلة الابتدائية سقطت إحدى القذائف على مدرستهم.

وفي صلاح الدين شمال بغداد، أفاد مصدر أمني بأن عبوة ناسفة انفجرت في قرية الإخضير التابعة لناحية آمرلي مستهدفة عناصر من الحشد الشعبي أثناء تدريبهم الصباحي ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة ستة آخرين بجروح.

كذلك أفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس مستهدفة عجلة مدنية لكنها تقل خمسة من عناصر الشرطة في قرية البو عامر في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة بجروح متفاوتة. وأضاف أن عبوة ناسفة انفجرت صباحاً قرب مطعم شعبي في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد وأوقعت قتيلاً واحداً وسبعة جرحى.

وفي الموصل شمال بغداد، قال الفريق جمال محمد في قوات البيشمركة إن الهجمات التي شنتها قواته بالتعاون مع تشكيلات حماية الشعب الكردي في محورّي «خانه سور» و «تربيك» قرب الحدود السورية انتهت بسيطرة قوات البشمركة على مجموعة من قرى المنطقة.

وأضاف في بيان أنه تمت السيطرة على الطريق الإستراتيجي الذي كان يسلكه مسلحو تنظيم «الدولة» لنقل الذخيرة والمقاتلين من قواعده في سورية إلى بلدة سنجار التي تدور فيها المعارك بين الجانبين منذ نحو ثلاثة أشهر.

وقال رشاد خضر مسؤول تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في مخمور إن عناصر «داعش» انسحبوا من قاعدة القيارة القريبة من مخمور بعد تكبدهم «خسائر جسيمة» إثر غارات طائرات التحالف على مواقعهم هناك.

إلى ذلك، رحّب السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز بنفي رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي الأنباء التي تفيد بقيام طائرات أميركية بدعم عناصر «داعش» بالأسلحة، واعتبر إن «هذه المزاعم تخدم داعش».

وعقد وزير الدفاع خالد العبيدي مع السفير جونز اجتماعاً بحث في تطورات الأوضاع الأمنية، ونقل بيان للوزارة إن الاجتماع «ناقش العملية الناجحة التي تقوم بها القوات العراقية في البغدادي بمساندة الحشد الشعبي وأبناء العشائر وبإسناد جوي من قبل طائرات التحالف الدولي».

ونقل البيان عن السفير الأميركي قوله إن «ما صرح به وزير الدفاع وقبله رئيس الوزراء حيدر العبادي في شأن أنباء قيام طائرات اميركية بدعم داعش تفنّد كل الإشاعات بهذا الخصوص»، وأضاف إن «هذه الإشاعات ليس لها أساس من الصحة وهي خطيرة كونها تخدم الأشخاص الذين يساندون داعش».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة