الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
اليمن
الكويت ودولة الإمارات نقَلَتا سفارتيهما من صنعاء إلى عدن وطهران: التحرك نحو تقسيم اليمن لا يخدم أي طرف في المنطقة
الحراك الجنوبي أبلغ هادي رفضه إعلان عدن عاصمة موقّتة لليمن
صنعاء - أبو بكر عبدالله
حسم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجدل في شأن بقائه حبيس القصر الرئاسي في محافظة عدن الجنوبية ومواجهته عراقيل في مشروعه اعلانها عاصمة موقتة بعد فراره من قيود الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء، وظهر أمس خارج القصر ليؤدي صلاة الجمعة في رفقة مسؤولين محليين، بينما استقبل فيه محافظي مأرب والجوف الغنيتين بالنفط في ما يعبر عن تأييد محافظتين شماليتين أوليين رسمياً لشرعية هادي ومناهضتهما لانقلاب الحوثيين.

وانضمت دولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت إلى السعودية وقطر باعلانهما أمس عزمهما على نقل مقري سفارتيهما إلى عدن، وأفاد ديبلوماسيون أن أعضاء البعثتين سيصلون قريباً إلى عدن لمعاودة نشاطاتهم الديبلوماسية. وتحدث مسؤولون في وزارة النقل اليمنية عن انحسار حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي في مقابل تزايدها بوتيرة عالية في مطار عدن.

وكانت العاصمة اليمنية ومحافظات عدة مسرحاً لتظاهرات كبيرة حشد لها الحوثيون أمس عشرات الآلاف من انصارهم "تأييداً للإعلان الدستوري ودفاعاً عن مكتسبات الثورة" في مقابل تظاهرات نظمتها القوى السياسية المؤيدة لشرعية الرئيس.

وفي طهران، دعا مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان "الاطراف الذين يسعون الى اثارة حرب داخلية في اليمن انطلاقاً من عدن الى عدم ارتكاب خطأ استراتيجي". وحذر من ان "التحرك نحو تقسيم اليمن لا يخدم أي طرف في المنطقة". ورأى ان "شعب اليمن وقادته لن يسمحوا بأن يتحول هذا البلد المتحد الى صومال أو ليبيا أخرى". وأكد ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الوحدة الوطنية في اليمن وتطبيق اتفاق السلم والشركة المكمل لمبادرة مجلس التعاون ويمن موحد".

الحراك الجنوبي أبلغ هادي رفضه إعلان عدن عاصمة موقّتة لليمن

قالت دوائر سياسية يمنية لـ"النهار" إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يمارس مهماته الرئاسية من محافظة عدن الجنوبية بدعم إقليمي ودولي كبير، يعاني مشاكل في اعلان عدن عاصمة موقتة لمواجهة الحوثيين المسيطرين على العاصمة، بعدما أبلغ أكثر قادة فصائل الحراك الجنوبي هادي والوسطاء الدوليين، رفضهم نقل "الصراع الحاصل مع الحوثيين إلى الجنوب".

وأفادت مصادر سياسية أن خلافات عاصفة نشبت بين الرئيس هادي وقادة فصائل الحراك الجنوبي بعد اعلان سفارات السعودية وقطر والإمارات معاودة نشاطها الديبلوماسي في محافظة عدن ودعوة هادي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر الى نقل مفاوضات الحل السياسي إلى عدن، مشيرة إلى أن هؤلاء حذروا الرئيس وبن عمر من تداعيات محتملة مع قوى الحراك الجنوبي وسط مخاوف من انتقال نشاط "القاعدة" إلى هذه المحافظة بذريعة مواجهة الحوثيين.

وإذ تمكن المبعوث الأممي من لملمة القوى السياسية إلى طاولة مفاوضات الحل السياسي في جلسة عقدت بصنعاء، انقسمت القوى السياسية حيال قضية نقل المفاوضات إلى محافظة أخرى غير خاضعة لنفوذ الحوثيين، فأعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف الوطني بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية رفضها نقل المفاوضات، بينما أيدته جماعة "الاخوان المسلمين" والتنظيم الناصري وأحزاب أخرى.

حرب التظاهرات
ونقل قطبا الأزمة تفاعلات الصراع السياسي إلى الشارع فشهدت العاصمة وبعض المحافظات تظاهرات مؤيدة للحوثيين وأخرى مؤيدة لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في ما بدا عرضاً للقوة بين الحوثيين وجماعة "الاخوان المسلمين" وسائر القوى السياسية المؤيدة لشرعية الرئيس هادي والمناهضة لـ"انقلاب الحوثيين".

وحشدت جماعة "الاخوان" والقوى السياسية المناهضة للحوثيين والمؤيدة للشرعية عشرات الآلاف من انصارها في تظاهرات كبيرة شهدتها محافظتا تعز والحديدة وإب، تعبيراً عن رفضها "انقلاب الحوثيين" وتأييدها شرعية الرئيس هادي.

ووسط اجراءات امنية مشددة اتخذها هؤلاء في احياء العاصمة صنعاء ومنافذها، حشد الحوثيون عشرات الآلاف من انصارهم في صنعاء ومحافظات صعدة وحجة والحديدة وعمران وإب وذمار، ونظموا تظاهرات جابت شوارع المدن استجابة لدعوة زعيم "جماعة أنصار الله" عبد الملك الحوثي الذي دعا إلى تظاهرات تأييدا للإعلان الدستوري ورفضا للوصاية الخارجية والمؤامرة على الثورة ومكتسباتها.

توتر في الجنوب
وجنوباً، تمكنت قوات الجيش اليمني من فك حصار فرضه مسلحون من انصار الحراك الجنوبي على موقع القطاع الغربي في مدينة ردفان بمحافظة لحج، كما تمكنت من تأمين الطريق بين مدينتي الملاح والحبيلين بعدما فرض مسلحو الحراك حصاراً على الموقع الذي يتهمونه بالولاء لهادي بغرض السيطرة عليه. وقتل أربعة جنود وأصيب آخرون في مكمن نصبه مسلحو "القاعدة" لدورية عسكرية في منطقة الحوطة بمحافظة لحج الجنوبية.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة