الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٢٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
التحالف يضرب مناطق خطف المسيحيين و«داعش» على تخوم دمشق
شنّت مقاتلات التحالف الدولي - العربي غارات على مناطق يعتقد انها قريبة من مكان خطف المسيحيين في شمال شرقي سورية، في وقت أفيد بأن عدد المخطوفين بلغ 220 شخصاً، في وقت اقترب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى تخوم العاصمة السورية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شنّ أول من امس غارات جوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال شرقي سورية، وإن الغارات استهدفت مناطق قرب بلدة تل تمر حيث هاجم المتشددون عددًا من القرى المسيحية في مطلع الأسبوع.

وكان «المرصد» اشار الى ان عدد المسيحيين الأشوريين الذين اختطفهم «داعش» من قرى في محافظة الحسكة في شمال شرقي سورية بلغ 220 شخصاً على الأقل، في وقت واصلت العائلات المسيحية التي تسكن المنطقة نزوحها نحو مدينتي الحسكة والقامشلي. وقال «المرصد»: «ارتفع الى ما لا يقل عن 220 عدد المواطنين الأشوريين الذين اختطفهم تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأيام الثلاثة الماضية من 11 قرية» في الحسكة.

واحتجز تنظيم «الدولة الإسلامية» بداية تسعين مسيحياً اشورياً اثر هجوم شنه الإثنين على قريتَي تل شاميرام وتل هرمز الواقعتين في محيط بلدة تل تمر شمال غربي مدينة الحسكة. وتمكّن التنظيم من اختطاف هؤلاء اثر معارك عنيفة خاضها مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية مع هجومه على القريتين، والذي استكمله بهجوم على قرى اخرى قريبة ما سمح له بالتقدم واختطاف المزيد من المسيحيين الأشوريين.

ووفق «المرصد» قتل في هذه المواجهات 12 عنصراً في «وحدات حماية الشعب» الكردية وعنصران امنيان كرديان آخران وثلاثة عناصر بينهم امرأة ينتمون الى مجموعة مسيحية مسلحة تقوم بحراسة القرى في المنطقة.

وأفاد «المرصد» بأن التنظيم بات يسيطر حالياً على عشر قرى مسيحية في منطقة تل تمر، مشيراً الى ان «مفاوضات تجري عبر وسطاء من عشائر عربية وإحدى الشخصيات الآشورية للإفراج عن المختطفين».

وتسبب هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» على هذه القرى بحركة نزوح كبيرة لسكان المنطقة باتجاه مدينة الحسكة ومدينة القامشلي الشمالية الحدودية مع تركيا. وقال جان طولو المسؤول في «مؤسسة اشور للإغاثة والتنمية» ومقرها القامشلي في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «استقبلنا حتى الآن نحو 200 عائلة وزعت على منازل لتسكن فيها موقتاً بعدما هربت من بطش» تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف ان «النازحين وصلوا الى هنا في حالة نفسية منهارة، ولم يجلبوا معهم اي اغراض اذ انهم تركوا كل شيء في منازلهم في قراهم وهربوا»، مشددًا على ان «العائلات النازحة تصل الى المدينة في شكل مستمر منذ ثلاثة ايام».

ودانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عمليات الخطف. وقال مجلس الأمن الدولي في بيان ان «مثل هذه الجرائم تدل على وحشية تنظيم الدولة الإسلامية (...) المسؤول عن آلاف الجرائم والانتهاكات ضد اشخاص من كل الديانات والإتنيات والقوميات ومن دون اكتراث بأي من القيم الإنسانية». وطلب اعضاء المجلس «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المخطوفين من قبل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من الأفراد والمجموعات الأخرى والكيانات المرتبطة بالقاعدة»، مؤكدين ضرورة «محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الأعمال المقيتة».

وكانت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان ذكرت ان الولايات المتحدة «تدين بشدة» الهجمات على القرى المسيحية في شمال شرقي سورية وخطف المدنيين. وأضافت ان تنظيم «الدولة الإسلامية» خطف خلال الأيام الماضية ايضاً «مئة عراقي سني من العشائر بينهم اطفال بالقرب من مدينة تكريت» في العراق. وشددت ميهان على ان «الأسرة الدولية موحدة وعازمة على وضع حد لفساد الدولة الإسلامية في العراق والشام. ستواصل الولايات المتحدة شن المعركة حتى دحر» التنظيم.

وكان أبلحد كورية وهو مسيحي آشوري ويشغل منصب نائب رئيس هيئة الدفاع التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سورية دعا التحالف الى شن غارات على «داعش»، لافتاً إلى أن عدد المسيحيين الذين اختطفتهم الدولة الإسلامية بين 350 و400.

وتحدث كورية لـ «رويترز» عبر سكايب من المنطقة وحضّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على قصف مواقع «الدولة الإسلامية» في مناطق قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة حيث هاجم التنظيم المتشدد 16 قرية للآشوريين هذا الأسبوع. وقال كورية وهو أيضاً مسؤول في «حزب الاتحاد السرياني»: «ندعو إلى قصف مواقع الإرهابيين هناك وتقديم أسلحة نوعية». وأضاف: «رسالتنا للتحالف هي الوفاء بوعوده. اليوم هو ثالث يوم في هذا الهجوم... لم نشهد طائرة واحدة للتحالف تقصف المنطقة».

في شمال البلاد، وجهت «الجبهة الشامية» التي تضم كبرى الفصائل المسلحة في حلب إنذاراً إلى «حركة حزم». وطالبتها الالتزام بـ «قرارات القيادة» باعتبارها تابعة لـ «الجبهة الشامية» والاستجابة لدعوات التصالح مع «جبهة النصرة». وأضافت: «إننا بالمقابل ندعو جبهة النصرة بضبط النفس، وعدم التسرع في الاقتتال مع حركة حزم، وندعو الطرفين بما تم الاتفاق عليه مع الجبهة الشامية».

وكانت حركة «حزم» خطفت كلاً من «أبي عيسى الطبقة» الذي هو «أمير جبهة النصرة في البادية»، والأخوين «أبي الجراح» و «أبي مالك» التابعين لـ «النصرة» وآخرين، رداً على تصعيد «النصرة» مساء الأربعاء.

الى ذلك، قال «المرصد» ان «الطيران الحربي شن ست غارات على أماكن في منطقة الملاح وأماكن في منطقة قبر إنكليزي قرب مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي ومناطق على اطراف بلدة حيان في ريف حلب الشمالي وعلى مناطق في قرية احرص في ريف حلب الشمالي ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين» لافتاً الى ان الطيران المروحي ألقى «ستة براميل متفجرة على مناطق في محيط قريتَي باشكوي وحندرات في ريف حلب الشمالي ومنطقة الإنذارات في حي الحيدرية شمال شرقي حلب» إضافة إلى إلقاء المروحيات «مظلات على بلدتَي نبل والزهراء المحاصرتَين من قبل الكتائب المقاتلة وجبهة النصرة في ريف حلب الشمالي».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة