الأربعاء ٨ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
تقدّم للنظام السوري و"حزب الله" على الجبهة الجنوبية والمعارضة رفضت خطة دو ميستورا
ميار لـ"النهار": لسنا محامين عن الأسد لكنّ حلاً من دونه يفجّر سوريا ولبنان
رفضت القوى المعارضة في حلب مبادرة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في شكلها الحالي، بينما تتواصل العمليات العسكرية ويتقدم النظام مدعوماً من "حزب الله" جنوباً على حساب فصائل المعارضة المسلحة، والاكراد شمالا على حساب تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

وجاء في بيان صادر عن "هيئة قوى الثورة في حلب" التي تضم ممثلين لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" وللمجموعات المقاتلة والقوى السياسية المعارضة في محافظة حلب: "نعلن رفض اللقاء مع السيد ستيفان دو ميستورا الا على أرضية حل شامل للمأساة السورية يتضمن رحيل (الرئيس بشار) الاسد واركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم". وتألفت الهيئة السبت خلال اجتماع ضم ممثلين للائتلاف والحكومة السورية الموقتة والمجموعات المقاتلة والقوى السياسية والميدانية في حلب وبدأ في مدينة كيليس التركية الحدودية.
وغادر دو ميستورا دمشق بعد زيارة استغرقت 24 ساعة التقى خلالها وزير الخارجية وليد المعلم.

وأفاد مكتب المبعوث الاممي في جنيف ان دو ميستورا "يتابع مناقشاته مع الحكومة السورية حول تجميد القتال في حلب، وانه سيكلف بعثة مهمة في حلب من اجل تقويم الوضع على الارض والتأكد، لدى اعلان التجميد، من زيادة المساعدات الانسانية، والتحضير لتدابير يمكن اتخاذها في حال انتهاك" الهدنة.
 
مكاسب للاكراد
في غضون ذلك، سيطرت "وحدات حماية الشعب" الكردية تدعمها كتائب من المعارضة المسلحة على قرى عدة غرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) وصولا الى نهر الفرات عند الحدود السورية - التركية، عقب اشتباكات مع "داعش". وبذلك، تكون الوحدات الكردية "استعادت السيطرة على 296 قرية من أكثر من 350 كان استولى عليها التنظيم الجهادي في هجومه على عين العرب التي عاد وخسرها في 26 كانون الثاني.
وتستمر المعارك بين الطرفين على الجبهتين الجنوبية والشرقية (لجهة محافظة الرقة، معقل تنظيم "الدولة الاسلامية") في محيط كوباني.

اطلاق 19 أشورياً
على صعيد آخر، افرج "داعش" عن 19 مسيحياً أشورياً من الذين خطفهم مطلع الاسبوع في محافظة الحسكة. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن إن المفرج عنهم، وهم 17 رجلاً وامرأتان، "هم من أهالي قرية تل كوران في ريف تل تمر". واضاف ان الافراج جاء بناء على قرار من محكمة شرعية تابعة للتنظيم الجهادي، مشيراً الى ان عشرات المخطوفين الآخرين سيمثلون بدورهم أمام محاكم شرعية لتقرير مصيرهم. ولا يزال "داعش" يحتجز أكثر من 200 اشوري.
 
تقدم النظام جنوباً
وفي الجنوب، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان الجيش السوري "يواصل تقدمه في مثلث أرياف درعا والقنيطرة ودمشق ويحكم سيطرته على منطقة رجم الصيد في ريف دمشق الجنوبي الغربي".
واكد المرصد السوري استمرار تقدم قوات النظام في عملية عسكرية يقودها "حزب الله" اللبناني. وتحدث عن مقتل 26 رجلاً من قوات النظام و30 من مقاتلي المعارضة ومعهم "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" في المعارك التي دارت بين منتصف ليل الجمعة ومنتصف ليل السبت.

وفي ريف حلب الغربي، ارتفع إلى 80 عدد المقاتلين الذين سقطوا في يومين من المعارك بين حركة "حزم" (معارضة معتدلة تدعمها الولايات المتحدة) و"جبهة النصرة"، هم 50 مقاتلاً على الأقل من "حزم" والآخرون من "جبهة النصرة".
واثر هذه المعارك، أعلنت "حزم" حل نفسها وانضمامها الى "الجبهة الشامية" وهي تحالف لكتائب إسلامية في حلب للحيلولة دون إراقة مزيد من الدماء.


ميار لـ"النهار": لسنا محامين عن الأسد لكنّ حلاً من دونه يفجّر سوريا ولبنان

باريس - رلى معوض
هل كانت الزيارة الفردية "دون أي رسالة رسمية" لأربعة برلمانيين فرنسيين، لا ثقل سياسياً فعلياً لهم، ضرورية لسوريا في الوقت الحاضر، بعدما قطعت فرنسا علاقاتها الديبلوماسية معها منذ ربيع ٢٠١٢، وأعلنت ان التحالف الوطني السوري المعارض هو الممثل الوحيد للشعب السوري؟ هل هي مرتبطة بمكافحة الارهاب في فرنسا "التي تعيش حال خطر"، أو بمكافحة تنظيم داعش، أو هي فقط اعتراض على السياسة الخارجية الفرنسية وخصوصاً في الشرق الاوسط؟

لا تزال مبادرة الوفد البرلماني الفرنسي المؤلف من أربعة أعضاء في مجموعات الصداقة الفرنسية-السورية جاك ميار، جان - بيار فيال، وفرنسوا زوتشيتو من UMP والنائب الاشتراكي جيرار بابت منذ ايام  لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، تثير لغطاً في فرنسا وخصوصاً بعدما ندد بها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس الجمعية الوطنية ووزارة الخارجية والأمين العام للحزب الاشتراكي. والزيارة التي أراد من خلالها اعادة فتح حوار مع طرف اساسي في النزاع "لا حل من دونه"، كما قال رئيس دائرة الأمة والجمهورية النائب ميار لـ"النهار"، اعتبرها إيجابية وضرورية، خصوصاً ان ثمة تساؤلات كثيرة عن سياسة فرنسا الخارجية، وتحديداً في الشرق الاوسط وتدخلها العسكري، قائلاً إنه لا يمكن اعتماد سياسة خارجية مبنية على المواقف والأخلاقيات إنما على واقع الأمور.

وأجاب بعصبية لدى سؤاله عن التفرد بالقرار، بأن النائب المنتخب لا يطلب إذناً من أحد ليفعل ما يراه صواباً ويصب في مصلحة بلده. واوضح أنه "ذهبنا الى دمشق لأنه منذ سنوات هناك عدد من النواب يتساءلون عن وضع السياسة الخارجية الفرنسية وخصوصاً في سوريا والشرق الاوسط، واعترضنا على التدخل العسكري لأنه خرق للحق الدولي، وهو يختلف عن التدخل في العراق ومالي الذي جاء بناء على طلب من هاتين الدولتين، ولأن استعمال القوة العسكرية ضد دولة مستقلة يحتاج الى موافقة مجلس الأمن. هدف الزيارة لقاء الرئيس بشار الأسد للاستماع الى ما سيقول ولتجميع العناصر والحصول على معلومات. بعد العودة لاحظت انه من غير الممكن تحقيق انتصار عسكري على الارض الا من خلال حرب تطول سنوات ايضاً وسقوط عشرات الآلاف من القتلى، اذاً لا بد من البحث عن حل سياسي، ولهذا نحتاج الى تحليل دقيق وعن كثب. وزيرا الشؤون الخارجية السابق والحالي قالا لنا منذ فترة ان الأسد سيسقط ولكن تبين انه لا يزال هنا ولم تزحه المعارضة المسلحة، وكل الخبراء قالوا لنا إننا اذا لعبنا ورقة ازاحة بشار، ستنفجر سوريا ناسفة معها لبنان الذي سيدخل في دوامة خطر كبير. والحل السياسي، شئنا أم أبينا، أحببنا أم لم نحب، سيمر ببشار الأسد وهو عنصر لا بديل منه في الحل السياسي، وخصوصاً مع انتشار داعش وإجرامه في المنطقة". ورأى ان السياسة الفرنسية الخارجية الحالية تؤدي الى طريق مسدود "لذا طالبنا بتغييرها. أنا لست محامي بشار الأسد، بل كي ننهي الحرب الأهلية على الحل ان يمر به وليس عبر إلغائه لأن ذلك سيؤدي كما ذكرت الى الفوضى في كل من سوريا ولبنان".

وسئل عن تغيب النائب الاشتراكي عن لقاء الأسد، فأجاب: "لا يمكنني الإجابة عنه لماذا لم يزر بشار، هذا قراره: نحن زرنا بشار ووزير الخارجية ورئيس المجلس والمفتي السوري مع مسؤولين كنسيين، وتحدث الجميع عن حل سياسي، معتبرين ان فرنسا اخطأت عدوها الفعلي لأن الخطر الأساسي هو داعش. كما لاحظنا الكثير من عناصر التقارب، أبرزها المحادثات في موسكو بين ممثلي الأسد والمعارضة و(المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستيفان) دي ميستورا الذي يحاور في حلب، وموافقة النظام على العفو عمن يسلّم سلاحه، الى لجنة المصالحة الوطنية في البرلمان برئاسة كردي".

وعن اعتراض الرئيس الفرنسي ومسؤولين آخرين على الزيارة قال:"انها مشكلتهم وليست مشكلتي، أنا نائب حر لست تحت إمرة الرئيس أو رئيس الوزراء، انها استقلاليتي وقراري". وعن الحوار مع الأسد قال: "لن أقول شيئاً، أترك مضمون اللقاء هذا لتقرير سأسلمه الى السلطات الفرنسية. الرئيس السوري كان هادئاً جداً واستمع الى كل الأسئلة التي جئنا لطرحها، اجتمعنا مدة ساعة ونصف ساعة وكانت معي لائحة بمدافعين عن حرية التعبير في سوريا في السجون السورية، طالبت بالإفراج عنهم وتحدثت مع الأسد في هذا الخصوص، بينهم الصحافي مازن درويش. ومساء بعد عودتنا الى بيروت قالوا لي انه تم اطلاق المعارض لؤي حسين، وهي التفاتة نادرة صادرة عن نظام غير مستعد للمساومات. لا أدري ان كان اطلاقه جاء بناء على طلبنا ام ان التوقيت مصادفة.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة