الخميس ٩ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٣, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
إيران على الجبهات من العراق إلى سوريا: قاسم سليماني يُشرف على عملية تكريت
30 ألف جندي عراقي يدعمهم "الحشد الشعبي" هاجموا تكريت
على كل الجبهات الساخنة من الجنوب السوري الى وسط العراق، بدا ان ايران تضطلع بدور رئيسي في المعارك الدائرة. ونقلت وكالة "فارس" الايرانية شبه الرسمية عن مصادر مطلعة ان "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني وصل الى تكريت السبت لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين" الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وقالت انه "لدى وصوله الى تكريت استقبل سليماني قادة الجيش والحشد الشعبي والمقاتلون العراقيون". واضافت ان سليماني "شارك استشارياً في الكثير من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر (جرف الصخر سابقا)".
 
وكانت القوات العراقية يدعمها "الحشد الشعبي" وابناء العشائر مع غطاء جوي بدأت هجوماً واسعاً لاستعادة مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين من ايدي "داعش" في خطوة اولى لاستعادة كامل المحافظة. 

وتتقدم القوات نحو تكريت الواقعة على ضفاف نهر دجلة، جنوبا من سامراء، وشمالا من قاعدة سبايكر وجامعة تكريت، وشرقا من محافظة ديالى التي كان العراق اعلن الشهر الماضي "تطهيرها" من الجهاديين. وتتم العملية بغطاء ناري مكثف من المدفعية الثقيلة وطيران الجيش. ولم يتضح ما اذا كان طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شارك في الغارات.

وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له امام مجلس النواب العراقي من أن المعركة مع تنظيم "داعش " ليس فيها حياد . وقال ان "من يكون محايدا يقف في الصف الآخر، انها معركة فاصلة، يجب أن نتحد مع شعبنا ونحقق طموحاته في الأمن والأمان ونتوحد بالقضاء على داعش".

ولفت الى ان قوات الحشد الشعبي تشمل أبناء محافظة صلاح الدين والمحافظات الأخرى، ولا ينبغي لأحد ان يسيء اليهم ويشكك فيهم أو يتهمهم". وافاد"اننا نتهيأ لعملية كبرى في محافظة الانبار لتحريرها من داعش، وهناك تنسيق وانسجام عال بين ابناء المناطق والحشد الشعبي والقوات الأمنية".

وفي تزامن مع بدء العملية في تكريت، نشر التنظيم المتطرف شريطا لإعدام اربعة من ابناء عشائر سنية في محافظة صلاح الدين، باطلاق رصاصة في رأس كل منهم، بتهمة التواصل مع مسؤولين امنيين للتعاون ضده. كما نشر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا من تكريت والعلم تظهر نقاط تفتيش مسلحة تابعة له. كما نشر صورا لمواجهات مع "الجيش الرافضي"، تظهر جهاديين يطلقون النار من رشاشات وقاذفات صاروخية.

وحاولت القوات العراقية مرارا استعادة تكريت على مسافة 160 كيلومتراً شمال بغداد.

الجبهة السورية
وعلى الجانب السوري من الحدود، قال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات السورية النظامية و"وحدات حماية الشعب" الكردية، شنت هجمات على جبهات منفصلة على التنظيم في محافظة الحسكة .

وحصل ذلك وقت توجهت بعثة من الامم المتحدة الى مدينة حلب، في اطار المساعي لتطبيق خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا القاضية بتجميد القتال في المدينة، والتي رفضتها المعارضة.

في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري سوري معارض لوكالة "آكي" الايطالية للأنباء وجود أكثر من 600 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون حالياً في منطقة جنوب غرب سوريا وحدها، وشدد على أن المشاركة العسكرية الإيرانية في سوريا لم تعد مقتصرة على الضباط والمشرفين والمخططين العسكريين. وقال: "لقد بدأت إيران منذ حين تُرسل مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، وهناك في درعا والقنيطرة وحدها 600 مقاتل على الأقل، جميعهم من الحرس الثوري، مدججين بكميات كبيرة من الأسلحة، ولم تعد المشاركة الإيرانية مقتصرة على الضباط والمخططين العسكريين، بل بدأ الحرس الثوري الإيراني يتدفق إلى سوريا بكثافة".

وأضاف: "في معارك جنوب سوريا (القنيطرة ودرعا) هناك أيضاً مشاركة لنحو ألفي مقاتل من حزب الله اللبناني، وبضعة آلاف من مقاتلي الفرقة الرابعة وعدد مقارب لهم من قوات الجيش السوري النظامي، ولديهم كمية كبيرة جداً من الأسلحة التي تدفقت ولا تزال تتدفق اليهم على مدار الساعة".

و"حشد النظام وحزب الله والإيرانيون قوة عسكرية كبيرة لمعارك جنوب سوريا، وقررت إيران أنه من الممكن استخدام كل طاقاتها العسكرية والبشرية المقاتلة من أجل تحقيق هذا الهدف، وأفهم مسؤولون إيرانيون أن الحرس الثوري يتكون من نحو مليوني مقاتل، لن يؤثر على إيران إرسال عشرات الآلاف منهم إلى سوريا".


30 ألف جندي عراقي يدعمهم "الحشد الشعبي" هاجموا تكريت والأمم المتحدة تدعو إلى "ضمان أمن المدنيين وسلامتهم"

شنت قوات الجيش العراقي تدعمها فصائل شيعية هجوما على معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) شمال بغداد أمس، في بداية حملة ترمي إلى استعادة السيطرة على مدينة تكريت وإخراج التنظيم من محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية.
 
يعد هذا الهجوم كبرى العمليات العسكرية في المحافظة منذ استولى مقاتلو التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من شمال العراق في حزيران من العام الماضي وتقدموا نحو العاصمة بغداد. ويسيطر مقاتلو "داعش" في صلاح الدين على معاقل عدة بينها تكريت مسقط رأس الرئيس السابق الراحل صدام حسين ومدن أخرى تقع على نهر دجلة.

وأفاد مصدر في القيادة العسكرية المحلية أن القوات تقدمت شمالا من سامراء نحو مدينة الدور التي يصفها المسؤولون بانها حصن من حصون التنظيم المتطرف وتكريت الواقعة على مسافة نحو 40 كيلومترا شمال سامراء.

ويشن سلاح الجو العراقي غارات لدعم القوات البرية المتقدمة التي تعززها وحدات غير نظامية تعرف بـ"الحشد الشعبي" من محافظة ديالى الشرقية المجاورة.
وقال مصدر آخر إن قوات الجيش العراقي التي ترابط في قاعدة عسكرية شمال تكريت قصفت مواقع التنظيم في المدينة.

وصرح ضابط برتبة لواء في الجيش العراقي: "بدأ قرابة 30 الف مقاتل من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي وابناء العشائر (السنية) عمليات تحرير مدينة تكريت وقضاء الدور (جنوبها) وناحية العلم (شمالها)". وأوضح ان القوات تتقدم نحو المدينة عبر "ثلاثة محاور اساسية باتجاه الدور والعلم وتكريت... كما سيتم التحرك بمحاور فرعية أخرى لمنع تسلل وهروب داعش".

لكن الجنود ومقاتلي الفصائل الشيعية واجهوا مقاومة شديدة من مقاتلي "داعش" الذين أتيحت لهم أشهر عدة للتحصن عندما تقدموا نحو سامراء من قاعدتهم في الشرق.
وتحدثت مصادر عسكرية وطبية عن مقتل 16 من الجنود المتقدمين و11 من مقاتلي الفصائل الشيعية في اطلاق نار وتفجيرات قنابل مزروعة على جوانب الطرق.

وقالت الشرطة ومصادر مستشفى انه في شرق سامراء أيضا قاد انتحاري سيارته المحملة بمتفجرات نحو قافلة من مقاتلي الفصائل فقتل أربعة. وأصيب أكثر من 30 من مقاتلي الفصائل الشيعية في الاشتباكات التي دارت بالقرب من الدور.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن في وقت متقدم الأحد بدء العمليات ومنح أنصار التنظيم ما قال إنها فرصة أخيرة لإلقاء السلاح أو مواجهة ما وصفه بالعقاب الذي يستحقونه لوقوفهم في جانب الارهاب. لكنه شدد أيضا على ضرورة أن يحمي الجيش والفصائل المدنيين والممتلكات في ساحة المعركة. وكانت اتهامات قد وجهت إلى فصائل مسلحة شيعية بارتكاب عمليات إعدام جماعي وحرق بيوت في مناطق استولت عليها من "الدولة الاسلامية". ونفى قادة الفصائل هذه الاتهامات.

ودعا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف الى "ضمان امن وسلامة المدنيين". وقال: "ينبغي بذل اقصى جهد ممكن لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين خلال العمليات".
وقال قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: "سنتعامل مع أهالي صلاح الدين كأخوة".
ويأتي الهجوم لاستعادة تكريت عقب محاولات فاشلة منذ حزيران لتطهير المدينة من مقاتلي التنظيم الجهادي.

ومن الممكن أن ينعكس سير العمليات في محافظة صلاح الدين على الخطط الرامية الى استعادة مدينة الموصل الشمالية. وسبق لمسؤول أميركي ان قال إن الهجوم على الموصل كبرى المدن الخاضعة لسيطرة "الدولة الاسلامية" قد يبدأ في نيسان، لكن مسؤولين عراقيين امتنعوا عن تأكيد هذا التوقيت.

البابا استقبل نيجيرفان
في حاضرة الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني وقت تخوض قوات كردية في كل من العراق وسوريا معارك ضد مقاتلي "داعش" الذين هجروا عشرات الآلاف من المسيحيين من مدنهم وقراهم.
ويتابع البابا عن كثب مصير أكثر من 200 مسيحي اشوري خطفهم "داعش" في محافظة الحسكة السورية الاسبوع الماضي.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة