الأحد ٢٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
اليمن
تكثيف الغارات على الحوثيين وقوات علي صالح
السعودية ومصر تدرسان تدخلاً عسكرياً في البر
صنعاء - أبو بكر عبدالله
في اليوم الثاني لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، تكثّفت الغارات الجوية على مواقع للحوثيين والجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح في خمس محافظات يمنية، فيما قال مسؤولون عسكريون إن الرياض والقاهرة تدرسان تدخلاً برياً يرمي الى تأمين موطئ قدم للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي داخل البلاد، وقت يجري دعم القبائل السنية لمقاتلة الحوثيين وحلفائهم.

وأبلغ مسؤولون عسكريون يمنيون ومصريون وكالة "الاسوشيتد برس" الأميركية ان المدخل المحتمل للقوات البرية سيكون مرفأ عدن في جنوب البلاد على رغم أن المدينة نفسها هي مسرح للقتال، وان القوات الموالية للحوثيين وعبدالله صالح تحرز تقدماً نحوها.

وأوضح المسؤولون العسكريون ان هدف الاستراتيجية التي وضعها التحالف الاقليمي، هو توفير ما يكفي من المكان الآمن لهادي الذي أجبر على مغادرة عدن قبل يومين، وتوجيه ضربات تضعف قوات الحوثيين وعبدالله صالح بما يكفي لاقناعهما بالقبول باتفاق لتقاسم السلطة.

وتحدث وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الى فضائية "العربية" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، عن "ترتيب" لقوات برية تنتشر في اليمن. وقال: "إنها عملية عسكرية شاملة".
وأفاد المسؤولون العسكريون اليمنيون والمصريون أن انتشار قوات برية من مصر والسعودية وحلفاء آخرين، سيأتي بعد أن تضعف الغارات الجوية القوات الحوثية وتلك التابعة لعبدالله صالح ما يكفي.
وفي بديل محتمل من عدن، يمكن نشر القوات البحرية أبعد الى الشرق في محافظة حضرموت، التي تعتبر معقلاً لهادي.

صالح يحشد
وأمس، توجهت عشرات من ناقلات الجند من القوات الموالية لعلي صالح من مدينة لودر الجنوبية الى عدن لتصل الى مسافة 80 كيلومتراً من المدينة. وقال مسؤول عسكري موال لعلي صالح إن الرئيس السابق أمر هذه القوات بالانضمام الى قوات أخرى موالية له هناك، من أجل السيطرة على المدينة قبل انتهاء القمة العربية في شرم الشيخ الأحد.
ونسبت "رويترز" الى سكان أن قوات الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معها سيطرت على مدينة شقرة بمحافظة أبين اليمنية لتضع أول موطئ قدم لها على بحر العرب.
ويعني دخولها المدينة أنها تسيطر على كل المداخل البرية لميناء عدن على مسافة نحو 100 كيلومتر الى الجنوب الغربي وهو القاعدة الأخيرة لهادي.

وخلال أسبوع من القتال العنيف مع أنصار الرئيس، سيطر الحوثيون على ميناء المخاء شمال غرب عدن وعلى المشارف الشمالية للمدينة في مؤشر لكون عدن باتت في خطر.
ودعا علي صالح في بيان الى وقف "متزامن" للعمليات العسكرية للتحالف من جهة والعمليات العسكرية للمتمردين الحوثيين، من أجل معاودة الحوار في رعاية الأمم المتحدة في دولة الامارات العربية المتحدة أو في أي من مقار الأمم المتحدة.

مجلس الأمن
وفي نيويورك (مراسل "النهار" علي بردى) باشرت المجموعة الخليجية في الأمم المتحدة مشاورات رسمية مع أعضاء مجلس الأمن، وعقدت جلسة تفاوض على مستوى الخبراء من أجل التوصل الى صيغة تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية، من دون الذهاب الى حد طلب تشريع التدخل العسكري الخارجي.

تحالف "عاصفة الحزم" يكثّف الغارات في 5 محافظات يمنية 
القوات الموالية للحوثيين تسيطر على عدن وتتقدم في شبوة وأبين

كثفت طائرات التحالف الاقليمي الذي تقوده المملكة العربية السعودية غاراتها على المواقع العسكرية اليمنية، إذ شنت منذ ليل الخميس غارات استمرت حتى ظهر الجمعة مستهدفة عدداً كبيراً من المواقع في صنعاء ومحافظات الحديدة ومأرب ولحج ، فيما أعلنت قيادة الجيش اسقاط طائرة استطلاع سعودية في منطقة الصباحة بالعاصمة.

استهدفت الغارات في صنعاء مواقع منظومة الدفاع الجوي في القصر الجمهوري ومنطقة حدة، ومعسكرات قوات الاحتياط والوية الصواريخ ومستودعات الأسلحة التابعة لها، كما استهدفت منظومة الدفاع الجوي في موقع ريمة حميد ومعسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة غرب العاصمة ومنظومة الاتصالات العسكرية وشبكة الرادار في جبل النبي شعيب ومعسكر الصمع في منطقة أرحب.

واشتعلت سماء صنعاء ليل الخميس وفجر الجمعة بنيران المضادات الأرضية لصد الطائرات المغيرة التي استمرت تحلق فوق العاصمة وضواحيها ساعات. وأوضح عسكريون أن المضادات الأرضية وبطاريات الفولكا تصدت للطائرات من مناطق متفرقة بما فيها القصر الرئاسي.

كما استهدفت الغارات معسكر اللواء 131 ومواقع للحوثيين في منطقة منبه ومنطقتي البقع وشدا الحدوديتين بين اليمن والسعودية، ودمرت مستودعات اسلحة تابعة للجيش في منطقة الملاحيظ الحدودية بين محافظتي صعدة وحجة.

وامتدت غارات مقاتلات التحالف إلى قاعدة ماس العسكرية ومعسكرها التدريبي في محافظة مأرب الشرقية ودمرت منصات لإطلاق الصواريخ ومحطة الرادار القريبة من حقل صافر النفطي، وقالت مصادر نفطية إن المنشآت النفطية في هذه المنطقة توقفت عن العمل نتيجة الغارات.

واستهدفت الطائرات المغيرة كذلك ميناء الصليف في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر والذي يعد من اهم موانئ تصدير النفط اليمني الخام، الى معسكرات تابعة اللواء 33 مدرع في منطقة مريس بمحافظة الضالع، ومعسكر الجرباء.

تقدم ميداني
في غضون ذلك، احكمت قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين سيطرتها على مدينة عدن . وقال مسؤولون إن وحدات من قوات الامن الخاص انتشرت في ارجاء المحافظة لتأمين المنشآت. واقتحمت قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين منطقة لودر في محافظة أبين بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي تنظيم "القاعدة" واللجان الشعبية الجنوبية الذين تحصنوا في معسكرات اللواء 115، بالتزامن مع تقدم قوات اخرى إلى منطقة العين جنوب مدينة لودر.

وقال عسكريون إن قوات من الجيش واللجان الموالية للحوثيين تقدمت إلى أبين من عدن عبر الخط الساحلي وسيطرت على بلدة شقرة الساحلية بعد اشتباكات مع مسلحي اللجان التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي، في مسعى لقطع الطريق أمام وصول القوات المناوئة إلى عدن.

وفي جبهة شبوة ، اقتحمت القوات الموالية للحوثيين منطقة بيحان وفرضت سيطرة كاملة على اللواء 119 بعد مواجهات مع اللجان الشعبية الموالية لهادي.
واشتبكت هذه القوات مع المئات من مسلحي تنظيم "القاعدة" الذين كانوا يحاصرون الموقع العسكري في محاولة للسيطرة عليه، وتمكنت كذلك من السيطرة على اللواء العاشر والمواقع التابعة له.

جبهة مأرب – البيضاء
واحتدمت المواجهات بين قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لجماعة "الاخوان المسلمين" في منطقة قانية الحدودية بين مأرب والبيضاء التي يتنازع الجانبان السيطرة عليها وسط مواجهات خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وأعلنت قبائل مأرب في بيان تأييدها للعملية العسكرية "عاصفة الحزم " لإنهاء الانقلاب على الشرعية الدستورية واستعادة الدولة اليمنية.

الخارجية اليمنية
وقد نددت وزارة الخارجية اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين بـ"العدوان السافر الذي شنه الطيران السعودي على مناطق مختلفة في محافظات عدة بما فيها بعض الأحياء السكنية، الأمر الذي نجم عنه استشهاد وجرح عشرات المواطنين الأبرياء وجلهم من النساء والأطفال".
واعتبرت في بيان "العدوان السعودي الغاشم انتهاكا صارخاً للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الإقليمية الدولية وفي مقدمها ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية كما يُعدّ انتهاكاً سافراً لسيادة اليمن وتدخلاً مرفوضاً، في الشؤون الداخلية لليمن وتهديداً لأمنه واستقراره وسلامة أراضيه".

وخلصت الى أن "هذا التدخل العدواني لا يشكل بأي حال من الأحوال حلا و لا يُسهم في دفع الأطراف السياسيين نحو الحل بل يفاقم المعاناة من آثار الحرب القاسية".
ودعت دول العالم إلى "إدانة هذا العدوان الهمجي ووقفه فورا". وشددت على "دعوة مجلس حقوق الإنسان إلى إدانة الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن وجرائم القتل بحق المدنيين والأطفال والنساء".
كما دعت إلى "عدم انجرار المجتمع الدولي لدعوات الحرب التي أطلقها بعض الأطراف الاقليميين" مؤكدة أن "الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لحل الأزمة في اليمن وهو ما أجمع عليه الأطراف السياسيون كافة".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة