الأثنين ٦ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٢٠, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
العراق: 90 ألف شخص نزحوا من معارك الرمادي
ومجلس النواب يدعو إلى فتح المساجد والحسينيات لاحتضانهم
مع استمرار ضغط تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً، على الرمادي التي تحولت مدينة أشباح، أعلنت الأمم المتحدة نزوح 90 ألف شخص نتيجة المعارك العنيفة من محافظة الأنبار، في موجة هي من الأكبر منذ سيطرة التنظيم، على مساحات واسعة من العراق.
 
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للمنظمة الدولية أن "الهيئات الإنسانية تسارع لتوفير مساعدة لأكثر من 90 ألف شخص يفرون من المعارك في محافظة الأنبار"، ومعظمهم يغادرون الرمادي ومناطق البوفراج والبوعيثة والبوذياب المحيطة بها، وينتقلون الى الخالدية وعامرية الفلوجة في المحافظة، أو بغداد، وعدد كبير منهم ينزحون "على الأقدام". وأبدت قلقها على مصير النازحين وسلامتهم.

وصرحت منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي بأن "رؤية هؤلاء الناس يحملون ما تيسر ويفرون نحو بر الأمان تفطر القلب. أولويتنا هي تسليم مساعدة مُنقذة للحياة الى الناس الفارين، الغذاء والمياه يتصدران لائحة أولوياتنا". وأضافت: "نقوم بما نستطيع للمساعدة، لكن العملية الإنسانية في العراق تعاني نقصاً حاداً في التمويل".

وقد وزع برنامج الغذاء العالمي حصصاً غذائية على نحو 41 ألفاً و500 شخص في الرمادي، وثمانية آلاف و750 شخصاً نزحوا الى بغداد. كما وزعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مساعدات إغاثة على نحو ألف عائلة في عامرية الفلوجة.
ولم يحدد المكتب فترة نزوح هؤلاء، مع العلم أنه تحدث الجمعة عن نزوح أربعة آلاف و250 عائلة من منطقة الرمادي منذ الثامن من نيسان.

ودعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي سكان بغداد وبابل إلى احتضان النازحين الجدد من الرمادي، وذلك في منازلهم والمساجد والحسينيات "لإسكات الطائفيين والتأكيد على العرى الوثيقة بين مختلف أطياف الشعب جميعاً من دون تمييز بين طوائفهم وقومياتهم".

وكان ديوان الوقف السني فتح عشرة مساجد في العاصمة العراقية لإيواء النازحين من الأنبار، وخصص مئة سيارة لنقل النازحين إلى أماكن الإيواء في المساجد.
ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة من الأنبار، بينها مدينة الفلوجة كاملة وأجزاء من مدينة الرمادي، وذلك منذ مطلع عام 2014.

وأعلنت مصادر أمنية عراقية ان التنظيم كثف منذ الثامن من نيسان هجماته في الرمادي، وتقدم نحو مناطق إضافية كانت غير خاضعة لسيطرته، أبرزها الصوفية والبوفراج التي وردت تقارير أمس عن تمكن القوات العراقية من استعادتها. وأكدت مصادر عراقية أن الرمادي تحولت مدينة أشباح، فالطرق خالية والمتاجر مققلة.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي صرح الأسبوع الماضي بأن "المعركة المقبلة" للقوات العراقية ستكون استعادة الأنبار، كبرى محافظات العراق، والتي تتشاطر حدوداً طويلة مع سوريا والاردن والسعودية. وقد يكون ذلك صعباً لأن المحافظة الشاسعة هي خليط من المناطق السكنية والاراضي الزراعية والصحراوية. ومن شأن المعركة فيها أن تكون أشد صعوبة من كل ما شهدته في حقبة الغزو الأميركي.

واستنادا الى الأمم المتحدة، أدت اعمال العنف الى نزوح 2,7 مليوني عراقي على الأقل منذ كانون الثاني 2014، بينهم 400 ألف من الأنبار.
 
الأمن
أمنياً، أحبطت القوات العراقية هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة حاولت استهداف القوات التي تستعد لتحرير شرق الرمادي.
وقال نائب قائد الفرقة الذهبية الثالثة العميد عبد الأمير الخزرجي إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة حاول استهداف القوات الأمنية أثناء تقدمها في منطقة الصوفية. وتحدثت مصادر أمنية عن تمكن الجيش، يدعمه مقاتلو العشائر، من استعادة السيطرة على 40 في المئة من المنطقة.

كما قتلت قوة تابعة لقيادة عمليات الأنبار 64 من أفراد التنظيم، أبرزهم قيادي يُلقب "أبو قتادة"، في منطقة الكرمة. كذلك قُتل 20 مقاتلاً في منطقة البوبالي في غارات جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأوضحت قوة المهمات المشتركة أن طائرات الائتلاف شنت 12 غارة في العراق استهدفت وحدات تكتيكية ومواقع لقناصة وأسلحة ومركبات ومباني على مقربة من مدن بيجي والفلوجة وكركوك والرمادي وسنجار، في مقابل غارة واحدة في الأراضي السورية قرب الحسكة السورية استهدفت موقعاً قتالياً لـ"الدولة الإسلامية".

* في القاهرة، ذكَر إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب بالبيانات المتعددة الصادرة عن الأزهر للتنديد بـ"الجرائم المختلفة
التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الطائفية"، قائلا إنها تتناقض مع مبادئ الإسلام التي تدعو إلى التعايش بين الناس كافة، وذلك لدى استقباله وفداً عراقياً يضم مسؤولين ورجال دين.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة