الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٠, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
المعارضة السورية تُحكِم قبضتها على إدلب وتسيطر على المسطومة وروبنستاين وبوغدانوف بحثا في التوصّل الى تسوية
عمّان تنفي اتهامات دمشق بتدريب "إرهابيين" على أراضيها ومساعدتهم
عانى النظام السوري انتكاسة جديدة في ادلب بشمال غرب البلاد، إذ سيطر مقاتلو المعارضة تتقدمهم "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة" على معسكر المسطومة ، وقت كان الرئيس بشار الاسد يستقبل علي اكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي.
 
ويقع معسكر المسطومة شرق مدينة جسر الشغور التي استولى عليها المسلحون الإسلاميون في نيسان في هجوم جعلهم أقرب من المناطق الساحلية التي تشكل المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد.
ويطلق التحالف الإسلامي الذي استولى على مناطق في إدلب على نفسه "جيش الفتح" الذي تشكل "جبهة النصرة" القوة الرئيسية فيه.

ولم يبق للنظام وجود نوعي في محافظة ادلب إلا في مدينة أريحا الواقعة على مسافة سبعة كيلومترات من المسطومة، ومطار أبو الضهور العسكري الواقع على مسافة أكثر من 50 كيلومتراً جنوب غرب المنطقة التي تشهد اشتباكات حالياً. ومنذ مساء الثلثاء تدور معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والجنود السوريين في محيط أريحاً.

وأقر الاعلام السوري الرسمي ضمناً بانسحاب قوات النظام من المعسكر، اذ أورد التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان "وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة انتقلت لتعزز الدفاعات في أريحا". وأشار الى ان "عناصر الوحدة بخير".
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن ولايتي الذي اجتمع مع الأسد في دمشق أكد دعم إيران للرئيس السوري.

وبث التلفزيون السوري أن لقاء الأسد وولايتي والوفد المرافق له أسفر عن توقيع عدد من الاتفاقات في قطاعات النفط والكهرباء والصناعة والاستثمار.
ونقلت "سانا" عن الأسد أن "الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري شكل ركناً أساسياً في المعركة ضد الإرهاب".

وأعلنت السكرتيرة الصحافية لسفارة روسيا في دمشق آسيا توروتشيفا أن قذيفتي هاون سقطتا على مبنى السفارة في دمشق من دون وقوع إصابات، وقد سقطت الأولى بالقرب من المدخل الرئيسي، والثانية على المبنى الإداري.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بشدة بالقصف الذي تعرضت له سفارتها في دمشق ، معتبرة ذلك عملاً إرهابياً.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن "ما لا يقل عن 170 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ 48 الأخيرة جراء القصف المكثف لطائرات الائتلاف " الدولي في الحسكة حيث تدور اشتباكات بين الجهاديين ووحدات كردية.
 
دو ميستورا
وفي نيويورك ("النهار)، علمت "النهار" من مصدر دولي أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا سيتوجه خلال الأيام المقبلة الى اسطنبول لعقد اجتماعات مع معارضين سوريين، بينهم المسؤولون في "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي كان رفض المشاركة في المحادثات الجارية حالياً في جنيف.

وأكدت الناطقة باسم المبعوث الدولي جيسي شاهين لـ"النهار" أن دو ميستورا "سيتوجه فعلاً الى تركيا بدعوة كان تلقاها من عضو الإئتلاف المعارض هيثم المالح، على أن يلتقي هناك رئيس الإئتلاف خالد خوجة ومعارضين آخرين". وأوضحت أن دو ميستورا "قبل الدعوة" ولكن "لم تحدد بعد التفاصيل اللوجستية للقاءات التي ستعقد" في تركيا. وأضافت أن "الهم الأوحد لدى دو ميستورا هو الإستماع الى أكبر عدد ممكن من وجهات النظر" لتحديد الوجهة التالية للتحرك. وأقرت بأن دو ميستورا "لم يكن طرفاً في الاجتماع الأميركي - الروسي الذي انعقد أخيراً في جنيف لمناقشة الملف السوري"، علماً أنه عقد لقاءات منفصلة مع وفدي البلدين.

عمّان تنفي اتهامات دمشق بتدريب "إرهابيين" على أراضيها ومساعدتهم

نفت امس الحكومة الاردنية اتهامات دمشق لها بتدريب "ارهابيين" على أراضيها وبتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية، مؤكدة ان من "مصلحة المملكة ان تكون سوريا آمنة ومستقرة".
 
وصرح وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني بأن "لغة دمشق الاتهامية لا تمت الى الواقع بصلة" وان الاردن "لا يقبل التشكيك بمواقفه القومية المناصرة للشعب السوري" و"الداعمة لحل سياسي للازمة السورية".

وأضاف المومني، وهو ايضا الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية، في تصريحاته التي اوردتها وكالة الانباء الاردنية "بترا"، ان "مصلحة الاردن في ان تكون سوريا آمنة ومستقرة وقادرة على ابقاء مشاكلها داخل حدودها". ودعا سوريا الى ان "تركز جهودها على انجاح العملية السياسية وحقن دماء شعبها بدلا من الاستمرار في كيل الاتهامات لدول اخرى"، مشيرا الى ان "فشل السلطات السورية في اقناع ابناء شعبها بالجلوس الى طاولة الحوار، هو سبب مشاكل سوريا وليس اي شيء آخر".

وكانت وزارة الخارجية السورية اتهمت الاثنين الاردن بتدريب "ارهابيين" على ارضه وبتسهيل سيطرتهم على معابر حدودية، محذرة من وصول "التهديد الارهابي" الى ارضه وداعية مجلس الامن الى التدخل.

من جهة اخرى، لاحظ المومني ان "استمرار الازمة السورية افضى الى تداعيات كبيرة على الاردن تمثلت باستضافة نحو مليون ونصف مليون سوري على أراضيه، وما ترتب على ذلك من اعباء اقتصادية ومالية وامنية واجتماعية". وأوضح ان "كلفة اللجوء السوري تزيد على 2,9 ملياري دولار سنويا"، وأن "في مدارس المملكة ما يزيد على 140 الف طالب سوري، الى التأثيرات على القطاع الصحي والبنية التحتية، ناهيك بالعبء الامني والعسكري لحماية الحدود التي لا تحميها سوريا من جانبها الحدودي".

وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان وزارة الخارجية بعثت رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون والرئيس الدوري لمجلس الامن أكدت فيهما ان "دعم النظام الاردني العلني والممنهج للتنظيمات الارهابية وفي مقدمها جبهة النصرة واخواتها بالسلاح والعتاد والبشر افضى الى تفاقم معاناة المواطنين السوريين نتيجة الجرائم الارهابية التي ترتكبها هذه التنظيمات".
وسيطرت فصائل من المعارضة المسلحة و"جبهة النصرة" في الاول من نيسان على مدينة بصرى الشام وعلى معبر نصيب الحدودي وعلى مناطق اخرى في جنوب سوريا.

روبنستاين وبوغدانوف بحثا في موسكو في التوصّل الى تسوية سياسية لسوريا

بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمنتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود وإجرائه محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف في شأن الأزمات الدولية، عرض المبعوث الأميركي الخاص لسوريا دانيال روبنستاين في موسكو مع كبار المسؤولين الروس آخر تطورات الصراع في سوريا.
 
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي بحث مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية الروسية في سبل التوصل الى مرحلة انتقالية سياسية في سوريا تتماشى مع بيان جنيف.
وأكد ضرورة مواجهة الجماعات المتطرفة التي تهدد سوريا والدول المجاورة، مشيراً الى أن ذلك يتطلب خطوات عسكرية وتسوية سياسية شاملة تعالج مشاكل الشعب السوري.
وشدد روبنستاين على ان بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة في سوريا يزيد تفاقم التطرف والصراع الطائفي، ليس فقط في سوريا، بل في المنطقة أيضاً.
 
بوغدانوف
أما بوغدانوف، فقال إن المشاورات التي شارك فيها روبنستاين، استمرت بضع ساعات وجرى خلالها "بشكل مفصل وصريح بحث في الوضع في سوريا وما يجب القيام به من أجل تنفيذ بيان جنيف".
وأضاف أن الجانب الأميركي أبدى اهتماماً بمعاودة المشاورات الروسية – الأميركية الدورية على مستوى الخبراء لتسوية الأزمة السورية. وأعرب عن انفتاح موسكو دوماً على مثل هذا العمل، مشيراً الى وجود قاعدة مبدئية مشتركة لذلك تتمثل في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012. و"نحن مستعدون للعمل بصورة نشيطة وبنّاءة اعتماداً على هذا الأساس من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية في أٌقرب وقت".

وأفاد أن بلاده ترى ضرورة معاودة عملية جنيف لتسوية الأزمة السورية، علماً أن هذه العملية تتطلب إجراء مفاوضات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة، وذلك في رعاية الأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي. وذكر أن روسيا والولايات المتحدة تضطلعان بدور مميز في ذلك، الى عدد من الدول الإقليمية، بما فيها المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا وإيران.

ثم قال: "لم نبحث بعد في جنيف 3، لأنه يجب إعداد الصيغة لمثل هذا المؤتمر أولاً". وأعلن أن جولة المشاورات التي استضافتها موسكو، تركزت على سبل حمل السوريين أنفسهم على إجراء مشاورات تحضيراً لمعاودة عملية جنيف، كما تناولت ضرورة العمل مع الدول الاقليمية كي تضطلع بدور بناء وتستخدم تأثيرها لدى الأطراف السوريين في هذا السياق.

ولم يستبعد إجراء مشاورات إضافية بمشاركة الدول الإقليمية، في شأن الخطوات المحتملة في سياق التسوية السورية، وذلك نظراً الى الوضع في هذا البلد، وفي العراق أيضاً، على خلفية انفلات الارهاب في المنطقة.

وحذر من أن تفشي الارهاب يمثل خطرا شاملا يهدد المجتمع الدولي برمته بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، قائلا: "يزداد قلقنا المشترك، وفي هذا السياق من الضروري معاودة العملية السياسية لتسوية النزاع السوري كي تكون لنا أسس واضحة وأكثر متانة لمكافحة الارهاب بصورة فعالة".

وخلص الى ان المشاورات كانت بناءة، إذ أقر خلالها بوجود عزم مشترك على بناء تعاون وثيق بقدر أكبر بين روسيا والولايات المتحدة من أجل ايجاد رد مناسب على التحديات التي نواجهها في الشرق الاوسط".
 
ملامح اتفاق
في غضون ذلك، أوردت قناة "روسيا اليوم" تحليلاً جاء فيه انه مع كل لقاء روسي – اميركي يهتم بملفات دولية، تبرز الى الواجهة الأزمة السورية، ويفتح باب التكهنات عن قدرة اللاعبين الاساسيين على وقف نزف مستمر منذ أكثر من أربع سنوات.
وأزمة سوريا كانت حاضرة في جدول أعمال لافروف وكيري في لقائهما الاخير، بمنتجع سوتشي. وبرز تصميم الطرفين على ايجاد حلول في حديث الوزير الاميركي، الذي قال إنه اتفق مع لافروف على درس مفاهيم محددة لتسوية الازمة، إلا أن لافروف أبرز في حينه أهمية الضغط على أطياف المعارضة لدفعها الى المفاوضات على أساس بيان جنيف 1.
ويواصل الزخم التفاوضي امتداده بين موسكو وواشنطن، إذ يعكف خبراء من البلدين على ما قيل إنه بحث أكثر عمقا وتفصيلا في المسائل من أجل تسوية النزاع.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة