الأربعاء ٨ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٠, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
مصر
أحزاب مصرية تسلم الرئاسة مشروعاً لتعديل قوانين التشريعيات
القاهرة - أحمد مصطفى  
بات الغموض سيد الموقف في شأن قوانين تنظيم التشريعيات التي تسلمها مجلس الدولة المصري أواخر الشهر الماضي لمراجعة صياغتها القانونية وكان يفترض صدورها هذا الشهر، فيما أعلنت أحزاب أمس صوغ تعديلات قانونية موازية سلمتها إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يملك سلطة التشريع. وبدا أن ذلك الارتباك قد يؤدي إلى تأخير جديد للانتخابات التي وعد السيسي بإتمامها هذا العام.

وكانت المحكمة الدستورية العليا أصدرت حكماً في آذار (مارس) الماضي بعدم دستورية تقسيم الدوائر المخصصة للمنافسة بالنظام الفردي، وبعدم دستورية حظر ترشح مزدوجي الجنسية. وأعادت الحكومة تشكيل لجنة قانونية لإجراء التعديلات المطلوبة، ظلت تعمل أكثر من شهر قبل أن تعلن في 29 الشهر الماضي، تسليم القوانين المعدّلة إلى مجلس الدولة.

ولم تستجب تلك التعديلات لمطالب قوى سياسية تتحفظ عن توسيع المنافسة بالنظام الفردي، ما دعا مجموعة من الأحزاب يتقدمها «الوفد» و «المصري الديموقراطي الاجتماعي» و «النور» السلفي إلى الاتفاق على صوغ مشاريع قوانين موحدة لتنظيم التشريعيات أعلنت أمس أنها سلمتها إلى الرئاسة. لكنها اقتصرت أيضاً على التعديلات التي طلبتها المحكمة الدستورية ولم تتوسع لتطاول النظام الانتخابي برمته.

ووفقاً لقوانين الانتخابات المعدلة التي يراجعها مجلس الدولة، فإن البرلمان سيتألف من 568 مقعداً بالانتخاب بينها 448 مقعداً، موزعة على 203 دوائر بالنظام الفردي، و120 مقعداً أخرى موزعة على أربع دوائر بنظام القوائم المطلقة المغلقة.

واعتبر القيادي في «تحالف التيار الديموقراطي» أحمد البرعي أن «الحوار الجاد هو الحل لأزمة عدم دستورية قوانين الانتخابات»، مشيراً إلى أن «الأحزاب قدمت رؤية واضحة لهذا القانون من خلال ورش العمل التي عقدتها خلال الأيام الماضية». وأبدى تفاؤله باستجابة الرئاسة مشاريع التعديلات المقترحة، موضحاً أن تفاؤله «نابعٌ من أن المشروع الموحد جاء نتيجة حوار بين عددٍ لا بأس به من الأحزاب». وأكد أنه «في حال موافقة الرئيس على بعض اقتراحات الأحزاب في المشروع الموحد، وليس كلها، تكون فتحت الباب أمام تجديد الثقة بين القوى المجتمعية وفتح المجال أمام حل الأزمات بالحوار».

أما رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات فطالب بـ «إرسال توصيات الأحزاب على وجه السرعة إلى مجلس الدولة ولجنة الإصلاح التشريعي، حرصاً على خروج قانون الانتخابات البرلمانية بما يتفق مع القانون والدستور، ويرضي آمال وطموحات الأحزاب والقوى السياسية والشعب في برلمان قوى يتعامل بسرعة وجدية مع قضايا المصريين وهمومهم».

وأكد أن «توصيات مبادرة القانون الموحد للانتخابات، رغم تحفظات بعضهم عنها واختلافنا في شأن تأثيرها من عدمه في مسار قانون الانتخابات، إلا أنها في النهاية جهد مشكور ودليل حرص وشعور الأحزاب بمسؤوليتها تجاه القوانين التي تمس حياة المصريين، كما أن المبادرة توسع الخيارات أمام الرئيس ومجلس الدولة إذا تم النظر في ما تم إعداده من جانب الأحزاب ويتفق مع القانون والدستور».

ودعا السادات الأحزاب التي قررت مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى «مراجعة موقفها مرة أخرى وتغليب المصلحة الوطنية، خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن، ويمكن في ما بعد أن نقوم بتعديل ما نريد تعديله من قوانين وتشريعات من خلال البرلمان».

وعزا الناطق باسم حزب «المحافظين» محمد أمين اقتصار التعديلات التي أجرتها الأحزاب ضمن مبادرة «القانون الموحد للانتخابات» على الدوائر الفردية، إلى أن «المبادرة كانت تقوم على إجراء تعديلات على المواد المطعون فيها بعدم الدستورية، وهو ما تم الاتفاق عليه بالإجماع بين الأحزاب، ولم نكن بصدد إعداد قانون جديد. حدث التباس لدى وسائل الإعلام، لكن كل ما كان يشغلنا هو سرعة تنفيذ خريطة الطريق بإجراء التشريعيات».

وأوضح لـ «الحياة» أن «مشاريع التعديلات التي أرسلتها الأحزاب إلى الرئاسة المصرية تتضمن سبع مواد في قانون مباشرة الحقوق السياسية، ومادة وحيدة على تقسيم الدوائر، وخمس مواد في قانون تنظيم الانتخابات، إضافة إلى بعض التوصيات وضعناها خارج مشاريع التعديلات وتتضمن رؤيتنا لشكل القوانين برمتها».

إلى ذلك، اجتمعت الهيئة العليا لحزب «الوفد» بتشكيلها الجديد بعد الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة الماضي، برئاسة رئيس الحزب السيد البدوي مساء أمس. وتضمنت أجندة الاجتماع عدداً من الملفات، أبرزها الاستعداد للانتخابات البرلمانية من جهة، وكذلك البحث في تنفيذ المبادرة الرئاسية للمصالحة بين جبهة البدوي و «جبهة الإصلاح» التي يقودها منافسه فؤاد بدراوي.

واعتبر القيادي في «جبهة الإصلاح» عصام شيحة أن «الكرة الآن في ملعب رئيس الوفد لتنفيذ البنود التي وردت في المبادرة التي تم إعلانها بعد اجتماع قيادات الوفد مع الرئيس». ولفت إلى أن «المبادرة تشمل تعديل اللائحة الداخلية وإعادة تشكيل الجمعية العمومية وإعادة المفصولين». وأضاف: «اختلفنا على أسماء العشرة المعينين، إذ رفض البدوي الأسماء العشرة التي قدمت ولم يقبل إلا اسماً واحداً، وطالبنا باختيار آخرين».

من جهة أخرى، التقى وزير الدفاع صدقي صبحي أمس قائد القيادة المركزية الأميركية لويد أوستن الذي يزور مصر حالياً. وتناول اللقاء مناقشة عدد من المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتدريبات المشتركة بين الجانبين «وسبل تدعيم أوجه التعاون العسكري في المجالات المختلفة في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط الدولتين».

حكم بإعدام متهم بـ «الإرهاب» وجرح جنديين بهجومين

قضت محكمة مصرية بإعدام رجل قالت أنه من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» لإدانته بقتل رجل أعمال انتقاماً لمقتل 3 نساء في اشتباكات بين أنصار الجماعة من جهة وأهالٍ والشرطة من جهة أخرى في آب (أغسطس) 2013، عقب فض اعتصامي آلاف من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي.

وبعدما اطلعت المحكمة على رأي المفتي، قضت أمس بإعدام عامر مسعد عبده والسجن المؤبد بحق 3 آخرين فارين وسجن عشرات آخرين، معظمهم فارون، في قضايا عنف لمدد تراوحت بين 3 أعوام و25 عاماً. ولم يحضر أي متهم جلسة النطق بالحكم «لأسباب أمنية».

وأعلنت وزارة الداخلية مقتل «اثنين من المتهمين الرئيسيين» في محاولة اغتيال رئيس محكمة جنوب القاهرة معتز خفاجة الذي يتولى محاكمة متهمين في قضايا «إرهاب». وأوضحت أن «القتيلين عضوان في إحدى الخلايا النوعية التابعة لجماعة الإخوان»، وأن «قوة أمنية استهدفتهما، فبادرا إلى إطلاق الأعيرة النارية صوب القوات التي بادلتهم إطلاق النار، فقتلتهما، وعثر بجوارهما على بندقية آلية وطبنجة».

وجُرح جندي في الشرطة بطلق ناري نتيجة هجوم استهدف مكمناً أمنياً على طريق الإسماعيلية - السويس الصحراوي. وهاجم مسلحون يستقلون سيارة من دون لوحات معدنية، المكمن وأمطروا قوته بالرصاص ولاذوا بالفرار. وجرح شرطي آخر برصاص مجهولين أطلقوا عليه النيران أثناء عودته إلى منزله في مدينة سنورس في الفيوم (جنوب القاهرة). وأصيب خبير مفرقعات بجروح وحروق أثناء محاولته إبطال مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع أمام نادي الشرطة في مدينة الزقازيق في الشرقية.

وتعرض عدد من أبراج الكهرباء أمس لعمليات تخريبية أدت إلى انهيارها. وقالت شركة الكهرباء أن «أبراجاً عدة للكهرباء انهارت وأبراجاً أخرى تضررت نتيجة أعمال تخريب، ما ترتب عليه قطع الكهرباء عن مناطق عدة في جنوب مصر».

وفجر مجهولون برجاً للكهرباء على الطريق الصحراوي قرب مدينة أسوان (جنوب مصر)، بثلاث قنابل بدائية الصنع، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة في أسوان. وأبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة رابعة.

وفجّر مسلحون ثلاثة أبراج للكهرباء في محافظة البحيرة (دلتا النيل) بعبوات ناسفة، فيما أبطل خبراء المفرقعات مفعول أربع قنابل شديدة الانفجار زرعها مجهولون قرب قواعد أحد أبراج الكهرباء في المحافظة.

من جهة أخرى، نشرت جماعة «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم «داعش»، شريطاً مصوراً عبر حسابها على موقع «تويتر»، لبيعة قيادات فيها لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي».

وكان تنظيم «أنصار بيت المقدس» بايع قبل شهور في بيان «داعش»، وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء»، لكن الإصدار المصور الذي حمل اسم «بيعات الأباة من أرض المناجاة» هو أول توثيق لهذه البيعة التي أثارت خلافات في صفوف «أنصار بيت المقدس».

وظهر مسلحون ملثمون مدججون بالأسلحة يتوسطهم رجل يرتدي جلباباً تحدث بضع دقائق، وبدا أنه شيخ هؤلاء المسلحين الذين كانوا يقفون إلى جوار سيارات رباعية الدفع عليها أعلام «داعش». وقال: «طاعة لله ورسوله، كانت جلستنا هذه، نعلن بيعتنا لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ويبايع إخوان جدد، ويجدد إخوان قدامى بيعتهم لأمير المؤمنين».

وظهر الرجل خلال حديثه مستنفراً وهو يحض «إخواننا القاعدين» على «الانضمام إلى تلك البيعة»، ثم ردد ومن خلفه عشرات المسلحين: «نبايع أمير المؤمنين وخليفة المسلمين إبراهيم بن عواد البدري الحسيني القرشي، على السمع والطاعة». ورددوا نص البيعة وسط تهليل وتكبير، وبعدها تعانقوا. واختتم الشريط بكلمات للبغدادي أشاد فيها بالمسلحين في سيناء، في التسجيل الصوتي الأخير المنسوب إليه.

إلى ذلك، حددت محكمة جنايات القاهرة جلسة 22 تموز (يوليو) المقبل للنطق بالحكم في إعادة محاكمة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف في قضية اتهامه بالكسب غير المشروع. وكانت محكمة النقض قضت بإلغاء الحكم الصادر بمعاقبة نظيف بالسجن لمدة 3 سنوات في القضية، وأمرت بإعادة محاكمته أمام إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة غير التي أصدرت حكمها بالإدانة.

وسبق لمحكمة جنايات القاهرة في المحاكمة الأولى أن قضت في أيلول (سبتمبر) 2012، بمعاقبة نظيف بالسجن 3 سنوات وتغريمه 4 ملايين و576 ألف جنيه، وإلزامه برد مثل هذا المبلغ. وتقدم نظيف بطعن على الحكم أمام محكمة النقض يطلب إلغاءه وإعادة محاكمته استناداً إلى أنه لم يرتكب الاتهامات المسندة إليه. كما تقدم جهاز الكسب غير المشروع بطعن على الحكم بغية تغليظه، استناداً إلى أن مقدار مبلغ الرد والغرامة المقضي بهما لا يتناسب مع حجم الكسب غير المشروع الذي حققه نظيف.

وسبق لجهاز الكسب غير المشروع أن أحال نظيف على الجنايات في ضوء ما انتهت إليه التحقيقات من أنه «استغل سلطات وظيفته على النحو الذي مكنه من الحصول على كسب غير مشروع بلغ مقداره 64 مليون جنيه تمثلت في قطع أراضٍ وشقة، فضلاً عن تلقيه هدايا من المؤسسات الصحافية القومية، كما مكن زوجته الراحلة وأبناءه من الحصول على وظائف متميزة وتقاضي مكافآت بغير مقتضى وبغير سند، وثبوت وجود زيادة وصلت إلى 5 ملايين جنيه في ثروته عجز نظيف عن إثبات مصدرها بخلاف ما حصل عليه استغلالاً لسلطات وظيفته».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة