الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٨, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
المعارضة تواصل تقدمها في حماة... والنظام يسيطر على تلة في اللاذقية
واصلت المعارضة السورية تقدمها في سهل الغاب بمحافظة حماة، ونجحت في طرد قوات النظام من بلدة جديدة بعدما كانت قد سيطرت في الأيام الماضية على سلسلة بلدات وقرى. وتمكنت القوات الحكومية، في المقابل، من تحقيق تقدم طفيف على المعارضة في منطقة جبلية بريف محافظة اللاذقية على الساحل السوري.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس بأن الاشتباكات تواصلت منذ منتصف ليلة الأربعاء - الخميس «بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في الأطراف الجنوبية من قرية خربة الناقوس في سهل الغاب بالريف الشمالي الغربي لحماة، بعدما تمكنت الفصائل من السيطرة على القرية، وسط قصف من قوات النظام» على المنطقة التي انتزعها المعارضون.

وتابع «المرصد» أن الفصائل الإسلامية استهدفت بقذائف عدة «تمركزات لقوات النظام في قرية الحاكورة، بينما نفذ الطيران الحربي نحو 20 غارة استهدفت مناطق في بلدات وقرى الزيارة وتل واسط والمنصورة وخربة الناقوس والعنكاوي وتل زجرم والقاهرة ومحيط المشيك بسهل الغاب» والتي باتت كلها في أيدي الفصائل المعارضة التي تقول أن هدفها المقبل بلدة جورين حيث يقع مقر قيادة عمليات قوات النظام في سهل الغاب.

وفي محافظة إدلب المجاورة، قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين بلدة الهبيط بالريف الجنوبي، فيما نفذ الطيران الحربي غارة على محيط قرية جوزف بجبل الزاوية، وفق «المرصد».

وعلى الساحل السوري، أشار «المرصد» إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات على جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي ومحيط قمة النبي يونس «وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام في المنطقة». وفي هذا الإطار، أوردت قناة «الميادين» أن قوات النظام سيطرت على «تلة رويسة جورة الطنبور بالقرب من جب الأحمر في ريف اللاذقية الشرقي».

وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، قال «المرصد» أن تنظيم «داعش» استهدف بقذائف عدة تمركزات لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية بالقرب من بلدة تل حميس بريف الحسكة، في حين دارت اشتباكات في ريف الحسكة الجنوبي الغربي بين الوحدات الكردية و «داعش» ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية.

أما في محافظة الرقة المجاورة، فقد تحدث «المرصد» عن مقتل عنصرين من «داعش» نتيجة قصف من طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي استهدفت سيارة كانت تقلهما في محيط مدينة الرقة، ما أدى إلى تفحم إحدى الجثتين.

وفي جنوب سورية، قصفت قوات النظام بلدة الشيخ مسكين في حين ألقى الطيران المروحي بأربعة براميل متفجرة بلدة الصورة في ريف درعا. أما في محافظة السويداء، فقد أشار «المرصد» إلى سماع دوي انفجار في مدينة السويداء التي تسيطر عليها قوات النظام. وتضاربت الأنباء بين انفجار صهريج وقود في محيط المدينة، أو سقوط قذيفة مدفعية.

وفي العاصمة دمشق، قال «المرصد»، أن 8 أشخاص أصيبوا بجروح نتيجة سقوط قذائف على وسط العاصمة صباحاً، لافتاً إلى استهداف منطقة الشيخ إبراهيم والجبة وباب توما ومحيط ساحة الأمويين وعش الورور. وشن الطيران الحربي، في غضون ذلك، غارتين استهدفتا مدينة حرستا وأطرافها بغوطة دمشق الشرقية. ويشهد محيط المدينة منذ أيام اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات.

وفي محافظة حمص (وسط سورية)، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة و «جبهة النصرة» من جهة أخرى، في منطقتي الهلالية وأم شرشوح بريف حمص الشمالي، وسط قصف من قوات النظام على مناطق حوش حجو وكيسين بالريف الشمالي، وفق ما أورد «المرصد» الذي تحدث أيضاً عن تنفيذ الطيران الحربي غارات على ريف مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ 20 أيار (مايو) الماضي.

«داعش» يتحدى تركيا ويتوسع في «المنطقة الآمنة»

شن تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً أمس في ريف حلب الشمالي تمكن خلاله من طرد المعارضة من خمس قرى وتطويق مدينة مارع الاستراتيجية التي تُعتبر طريقاً أساسياً يربط مناطق المعارضة مع الحدود التركية. وشكّل الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الطرفين واستخدم فيه «داعش» كما قال معارضوه، أسلحة كيماوية، تحدياً واضحاً للحكومة التركية التي كررت على مدى الأيام الماضية أنها على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة يتعلق بإقامة «منطقة آمنة» تحمي المعارضة من «داعش» والنظام في شمال سورية. 

وتزامنت معارك ريف حلب مع بدء سريان اتفاق لوقف النار، تفاوضت عليه إيران و «حركة أحرار الشام»، في الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بريف محافظة إدلب. ويُتوقع أن يبدأ اليوم الجمعة إخراج المصابين من المناطق الثلاث تمهيداً لـ «انسحاب آمن» لعناصر المعارضة من الزبداني في اتجاه مناطق سيطرتهم في شمال غربي البلاد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات العنيفة استمرت خلال النهار أمس بين فصائل المعارضة وبين «داعش» في محيط مدينة مارع ومحيط قريتي حرجلة ودلحة بريف حلب الشمالي والتي تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة عليها وعلى قرى صغيرة أخرى خلال هجومهم الذي بدأ ليلة الأربعاء. ونقل «المرصد» عن معارضين اتهامهم «داعش» باستخدام غازات خلال قصف مواقعهم، علماً أن هذه المرة الثانية خلال أيام التي يتم فيها اتهام التنظيم باستخدام غازات سامة في قصف مارع ومحيطها. وتقع المدينة ضمن «المنطقة الآمنة» التي يجري الحديث عن اقامتها جنوب الحدود التركية. وفي هذا الإطار، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «التنظيم سيطر فجر اليوم (أمس) على قرى حربل وحرجلة ودلحة وسندف قرب مارع في ريف حلب الشمالي بعد هجوم عنيف... أسفر عن مقتل أكثر من ٤٠ عنصراً من داعش، بينهم ٢٠ قتلوا أثناء تسللهم من قرية تلالين إلى الصوامع المحيطة بمدينة مارع، في حين قام التنظيم بأسر ٤ عناصر من الثوار وقتل نحو ٢٠ آخرين». وأعطى «المرصد» حصيلة لقتلى «داعش» بلغت 18 قتيلاً. وتشهد مارع حالياً حركة نزوح كبيرة، في ظل مخاوف من تصاعد المواجهات حولها. وقال «داعش» في بيان إنه بات يحاصرها من كل الجهات تقريباً.

وفي نيويورك، تسارعت التحضيرات في الأمانة العامة للأمم المتحدة لإنشاء لجنة التحقيق الخاصة بتحديد الجهات التي تستخدم السلاح الكيماوي وغاز الكلورين في هجمات عسكرية في سورية، إذ كان منتظراً أمس أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مقترحه حول تشكيل اللجنة وعملها وصلاحياتها» الى مجلس الأمن، على أن تبدأ خطوات تشكيلها مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقال ديبلوماسيون إن بان سيطرح مقترحه حول عمل اللجنة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن ٢٢٣٥ الذي أقر تشكيلها، على أن تكون مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وعلى رغم أن القرار لم يحدد آلية للمحاسبة، بل اكتفى بالتشديد على أهمية إجرائها، إلا أن أهميته تتمثل في أنه وضع آلية لتشكيل لجنة تحقيق دولية جديدة تتجاوز في صلاحياتها لجنة تقصي الحقائق القائمة حالياً، إذ أن اللجنة الجديدة لن تكتفي بإثبات حصول هجمات بأسلحة كيماوية، بل تمتد مهمتها لتحديد أسماء المسؤولين عن القيام بهذه الهجمات أو التخطيط لها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة