الأحد ٢٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١١, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
العراق
4 قتلى في تظاهرة مناهضة للفساد في السليمانية شمال العراق
طالب رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، بـ «ضبط النفس» بعد الهجوم الذي نفذه متظاهرون على مقر لحزبه في قضاء قلعة دزة في السليمانية احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم، في وقت تجددت المواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن في مناطق عدة من المحافظة.

ودعا بارزاني إلى ضبط النفس بعد الهجوم الذي نفذه مجهولون على مقر للحزب الديمقراطي في قضاء قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية خلال تظاهرة ضمت المئات للمطالبة بدفع الرواتب المتأخرة، كما توّعد المسؤولين عن الحادث بمحاسبتهم وفقاً للقانون.

وقال بارزاني في بيان «ادعو جميع الأجهزة الأمنية والأعضاء الحزبيين في اقليم كردستان إلى ضبط النفس وعدم اعطاء مجال لوقوع اعتداءات أخرى وقطع جميع الطرق المؤدية لتلك الأعمال.

وكان العشرات من أهالي قضاء قلعة دزة في محافظة السليمانبة تظاهروا احتجاجاً على تأخر تسليم رواتب الموظفين، فيما أضرم آخرون النار بمقر للحزب الديمقراطي الكردستاني، وقتل أربعة أشخاص وأُصيب 17 كما قتل عنصر أمن إثر اطلاق نار خلال التظاهرة، في حين رشق متظاهرون مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني بالحجارة في ناحية كلار، كما قطع آخرون شارع مولوي وسط مدينة السليمانية.

وجدد المتظاهرون احتجاجاتهم في محافظة السليمانية، وخرج أمس المئات من المعلمين والمدرسين في قضاء كلار بمحافظة السليمانية للمطالبة بصرف رواتبهم، كما طالبوا أصحاب المحال التجارية بإغلاقها لمدة ساعتين تضامناً معهم، فيما تظاهر المئات أيضاً وسط السليمانية للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة، وفي حين تبادل متظاهرون وعناصر الأمن المكلفة بحماية مقر لحزب بارزاني الرشق بالحجارة في بلدة كلار ما أسفر عن اصابة ستة متظاهرين بجروح متفاوتة، بعد أن نظم المحتجون تظاهرة وسط البلدة.

وتوجه المتظاهرون في البداية إلى بناية قائمقامية المدينة ثم قاموا بتغير المسار باتجاه مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني ورشقوه بالحجارة. وأفاد شهود عيان أن حراس المقر ردوا على ذلك بإطلاق النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل فتى في الرابعة عشرة من العمر، ومعلم.

ويشهد إقليم كردستان توتراً كبيراً على إثر انتهاء ولاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وعدم التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب الكردية الرئيسية لتمديد ولايته وسط أوضاع اقتصادية صعبة إثر التقشف في موزانة البلاد الناتجة من انخفاض أسعار النفط. وأكد مدير ناحية زاراوة التابعة لقضاء بشدر في السليمانية، عبدالله عباس، حرق مقر الحزب في بلدته.

وقال إن «الأوضاع خرجت عن السيطرة، وكانت أعداد المتظاهرين كبيرة جداً». وتمكّن مسؤولون حكوميون وبرلمانيون بمساعدة الشرطة من احتواء الحادثة لتجنب انتشارها إلى مناطق أخرى.

وقال علي محمد وهو أحد الشهود لوكالة «فرانس برس» للأنباء «بعد استشهاد الفتى تطورت الأحداث وتجمعت أعداد أكبر من المواطنين وقاموا بمهاجمة مقر الحزب الديموقراطي بالحجارة واثناء اقترابهم من المقر استشهد متظاهر أخرى وهو معلم، وإثر ذلك قام المتظاهرون بإحراق المقر». وقامت حركة التغيير بإخلاء مقرين رئيسيين لها في اربيل ومنطقة سوران حيث يتركز ثقل انصار الحزب الديموقراطي الكردستاني، خشية من حدوث مصادمات.

وبعد الحادث بقليل أصدر بارزاني تصريحاً طالب فيه بعدم السماح بتطور الاضطرابات في قلعة دزة وتمددها إلى مناطق أخرى. ودعا جميع المؤسسات الأمنية والإدارية والحزبية في إقليم كردستان إلى التعامل في شكل قانوني مع المسؤولين عن أحداث هذه الاضطرابات، وحملهم المسؤولية عن النتائج التي تترتب على تصرفاتهم. واتهمت كتلة بارزاني في البرلمان صراحة حركة التغيير بالوقوف وراء الأحداث وتغير اتجاه التظاهرة في قلعة دزة وتوجيه مسارها إلى مقر الحزب الديموقراطي.

وقال المتحدث باسم حركة التغيير، باسم جلال جوهر، إن «الحركة مع التظاهرات والاحتجاجات المدنية السلمية ويدعمها لكن في الوقت نفسه انهم ضد اللجوء إلى العنف ضد المحتجين». وطلب جوهر من الأطراف كافة اظهار مسؤولية ازاء الوضع الحساس في الإقليم والمنطقة. ويذكر أن مدينة السليمانية تعد معقلاً للاتحاد الوطني بالكردستاني وحركة التغيير، فيما تعد مدينة أربيل معقل الحزب الديموقراطي الكردستاني.

وكان كوادر ست فضائيات تلفزيونية تعرضوا إلى اعتداءات مختلفة خلال تظاهرات أول من أمس في مدينة السليمانية. وقال ممثل جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في كردستان إن فريق فضائيات روداو، وسبيدة، الكردية، ووار، تعرضوا إلى الضرب بالحجارة والأيدي من قبل قوات مكافحة الشغب.

وأعلن مستشار برلمان كردستان مجيد صالح أن البرلمان سيعقد جلسة غداً الاثنين لمناقشة الأحداث، وأكد أن البرلمان سيتولى حل أزمة الرئاسة في حال عدم توصل الأحزاب الكردية الخمسة الى توافق. وأضاف أن «برلمان إقليم كردستان دعا في وقت سابق المواطنين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات والابتعاد عن أعمال العنف والشغب، وأن رئاسة برلمان كردستان قررت عقد جلسة لمناقشة الأحداث التي جرت في قضاء قلعة دزة في محافظة السليمانية».

وفي شأن أزمة رئاسة الإقليم أكد أنه «كان من المفترض أن تحل رئاسة البرلمان أزمة الرئاسة منذ البداية، ولكنها أعطت الفرصة للجهات السياسية لايجاد حل». وأكد أن «البرلمان سيتولى حل الأزمة في حال عدم الوصول الى توافق بين الأحزاب الكردية الرئيسة».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة