الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٤, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
كسر الحصار على نبّل والزهراء نسف "جنيف 3" وقطع طريق الإمداد الرئيسي بين تركيا وحلب
جنيف - موسى عاصي
كانت محادثات "جنيف 3" تترنح قبل اندفاع الجيش السوري وحلفائه نحو نبل والزهراء في شمال حلب، ثم جاء التطور الميداني ليشكل الضربة القاضية. رسائل الاستغاثة المسجلة بصوت أحد قادة المحاور في المنطقة التي تعرضت لهجوم واسع من دبابات الجيش السوري ومقاتلي "حزب الله" وطائرات "السوخوي" الروسية وصلت عبر هواتف المجتمعين في قاعة فندق "ويلسون" على ضفاف بحيرة ليمان.

الرسالة الصوتية التي حصلت "النهار" على نسخة منها تقول إن "العدو يستخدم سياسة الارض المحروقة وإنه سيفك الحصار عن نبل والزهراء وسيصل الى الشريط الحدودي مع تركيا ويقطع عنا الامدادات". وبعد ساعات قليلة وصل الخبر عبر وسائل الاعلام بأن الحصار عن البلدتين قد فك وان المقاتلين المحاصرين في الداخل قد التقوا مع المهاجمين.

وسجل هذا التطور في وقت يناسب المعارضين للحوار مع النظام أساساً، وهم ممثلو الفصائل المسلحة ولا سيما منهم ممثل "جيش الاسلام" محمد علوش. ولم يجد وصول منسق الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب آتياً من الرياض مع رسالة تنصح "بالمرونة" أي فرصة لايصال رسالته، فأخبار الميدان سبقته، وبات الجميع امام وقائع لا تسمح لهم بالبقاء يوماً اضافياً في جنيف.

وحاول المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا انقاذ الموقف، فانتقل من مقر الامم المتحدة الى فندق "ويلسون"، وبعد ساعتين خرج ليعلن تعليق المحادثات حتى 25 شباط وأن "المحادثات لم تفشل لكنها تحتاج إلى مساعدة عاجلة من داعميها الدوليين وخصوصاً الولايات المتحدة وروسيا".

لكن روسيا لم تكن في وارد سماع تمنيات دو ميستورا التدخل لمساعدة المسار التفاوضي. فقبل يومين فقط سمع الروس من المعارضة السورية تشبيهاً لرئيسهم فلاديمير بوتين بهتلر، وهذا التشبيه ترك آثاراً لديهم. ومع فتح الطريق نحو نبل والزهراء ، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلن من عمان أنه لا يرى أي سبب لوقف الغارات الجوية وأن روسيا "لن توقف الغارات الى ان تُهزم الجماعات المسلحة كجبهة النصرة وتنظيم داعش".

وفي كلام واضح عن استراتيجية سوريا لقطع الطريق على الامدادات الآتية من تركيا الى الفصائل المسلحة، قال لافروف إنه "سيكون من الصعب فرض وقف النار ما لم تؤمّن الحدود بين سوريا وتركيا لمنع التهريب وحركة المقاتلين"، مشيراً الى وجود أفكار عملية تتعلق بوقف النار و"تحدثنا مع الأميركيين الذين يرأسون مجموعة دعم سوريا ونتطلع الى مناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع في 11 شباط". 

وبدا دو ميستورا كمن يمسك الجمر بيده، فبعد لقائه وفد المعارضة، صرح بأنه كان ينتظر من الحكومة السورية ان تقدم بعض التطمينات في الملف الانساني، ولكن بعد لقائه رئيس الوفد السوري المفاوض السفير بشار الجعفري تغيرت اللهجة، وقال إنه متأكد من ان الوفد السوري حضر الى جنيف من أجل الدخول في محادثات جدية.

وتوقف الجعفري عند هذا التغيير في كلام دو مستورا، ليشير الى ان المبعوث الدولي غير موقفه بعدما "شرحنا له الوقائع في الميدان وأن المساعدات التي تقدم الحكومة السورية 75 بالمئة  منها تصل الى المناطق المحاصرة وأن الكثير من مواد الاغاثة وصلت خلال الساعات الأخيرة الى المعضمية ومضايا وغيرهما".

هل يأتي الجميع في 25 شباط مجدداً الى جنيف؟
بالنسبة الى الوفد السوري فإن الامر غير مضمون، وان مشاورات ستجرى خلال المرحلة الفاصلة لاتخاذ القرار المناسب، أما المعارضة فلا تزال تقف عند الشروط الاساسية التي "جئنا من أجلها".
وقال حجاب إن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة لن تعود الى المحادثات في جنيف إلا إذا حصل تغيير على الأرض.

وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي بأن الغارات الروسية في محيط مدينة حلب السورية تركزت بشكل أساسي على الفصائل المعارضة للحكومة، وحض موسكو على استهداف "داعش". واضاف ان الغارات الروسية التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين مسؤولة "جزئياً" عن تعليق "جنيف 3".

وفي باريس، اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الحكومة السورية وحلفاءها "بنسف" محادثات السلام في جنيف بشن هجوم على مدينة حلب بدعم روسي. وقال في بيان: "ندين الهجوم الوحشي للنظام السوري بدعم من روسيا لتطويق حلب وخنقها".

فك الحصار
ميدانياً، أفاد مصدر عسكري في منطقة المعارك بريف حلب الشمالي :"كسر الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعدما تمت السيطرة على قرية معرسة الخان"، وتمكن بذلك من "قطع طريق الامداد الرئيسية للمسلحين بين حلب وتركيا".
ولاحظ مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان هذا التقدم يعد "الابرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ العام 2012" وان من شأنه ان "يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب". واختصر هذا التقدم بقوله ان "ما حققته قوات النظام خلال ثلاثة ايام فشلت في تحقيقه خلال أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بفضل التدخل الروسي والتخطيط الواضح للعملية".

مقتل مستشار عسكري روسي..
وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن "مستشاراً عسكرياً" روسياً قتل الاثنين في سوريا بقذيفة أطلقها جهاديو "داعش". والجندي هو الثالث يقتل منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا في نهاية أيلول.
وقالت الوزارة إن الجندي الذي كان في "ثكنة عسكرية" لقوات النظام السوري حيث كان يدرب سوريين على استخدام "أسلحة جديدة"، "أصيب بجروح قاتلة" بسقوط قذيفة، وذلك من غير ان تحدد مكان الهجوم الذي نسب الى التنظيم المتطرف.
واوضح الجيش الروسي ان وجود المستشار العسكري و"الاسلحة الجديدة" يندرج في اطار الاتفاقات العسكرية وبيع الأسلحة بين روسيا وسوريا، في أسلوب تعتمده موسكو لعدم القول إنها تنشر جنوداً على الأرض دعماً للقوات السورية.

... ومقتل بريغادير ايراني
وبثت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها أن البريغادير محسن قاجاريان قائد الفرقة 61 مدرعات في فرقة الإمام الرضا بالحرس الثوري الايراني "الباسدران" قتل في حلب.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة