الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٤, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
البارزاني: حان الوقت لشعب كردستان لتقرير مصيره من طريق الاستفتاء
رأى رئيس اقليم كردستان العراق المنتهية ولايته مسعود بارزاني أمس ان الوقت حان لتنظيم استفتاء على اقامة دولة مستقلة في كردستان بشمال العراق، في خطوة قد تثير توتراً بين الاقليم وحكومة بغداد. وجاء في بيان صادر عن مكتبه : "لقد حان الوقت لشعب كردستان أن يقرر مصيره من طريق الاستفتاء"، مضيفاً ان "الفرصة الآن مناسبة جداً لاتخاذ هذا القرار".

وانتهت ولاية البارزاني في آب 2015، غير انه لا يزال يمارس مهماته بحكم الامر الواقع ولأن الخلافات السياسية في اقليم كردستان تحول دون الاتفاق على آلية انتخاب لرئيس جديد وعلى تنظيم انتخابات.

والى الازمة السياسية، يواجه الاقليم الذي يمارس حكماً ذاتياً منذ 1991، ازمة اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط، مما قد يشكل قيداً جديداً على الاستقلال.
وقال البارزاني الذي يتزعم الحزب الديموقراطي الكردستاني، أبرز الاحزاب الكردية في العراق، إن "الاستفتاء لا يعني أن يعلن شعب كردستان دولته فور ظهور النتائج، بل يعني أن يعرف الجميع ما الذي يريده شعب كردستان لمستقبله وكيف سيختار مصيره". وأضاف ان "القيادة السياسية في كردستان ستنفذ إرادة وقرار الشعب في الوقت المناسب". وتعليقاً على دعوة البارزاني، قال القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني علي عوني: "اعتقد ان اليوم أفضل من الغد لاجراء هذا الاستفتاء. وكلما استعجلنا فيها أفضل لنا، لأن اعداء الكرد وضعهم حالياً غير جيد ومتدهور والوضع في المنطقة مقبل على تغييرات... الشعب الكردي أظهر في هذه الفترة سمعة جيدة للعالم واكتسب تعاطفاً دولياً في محاربة تنظيم داعش. لهذا يجب ان نظهر للعالم ارادة شعبنا في الاستقلال وحق تقرير المصير".
ويتكون اقليم كردستان من ثلاث محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك في شمال العراق.

لكن الاكراد استغلوا الفراغ الذي تركه انهيار الجيش العراقي في الموصل بعد الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" منتصف 2014 وفرضوا سيطرتهم على معظم محافظة كركوك الغنية بالنفط، واجزاء من محافظات صلاح الدين وديالى والموصل.

ويطالب الاكراد بدولة كردستان الكبرى التي تضم اكراد المنطقة باجزائها الاربعة شمال العراق وايران وتركيا وسوريا.
وتعارض حكومة بغداد التي تدعمها ايران هذا التوجه بشدة، وكذلك تركيا التي تحارب "حزب العمال الكردستاني" منذ عقود، وهما لا تسمحان بقيام دولة كردية.
ووصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني اكبر حزب كردي، تشكيل دولة في كردستان بأنه مجرد طموح. وقال في مقابلة الاثنين مع قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها :"ليس هناك مشروع متّفق عليه بين الكرد في إعلان إستقلال، لأن فيه مشاكل كثيرة".

وعلى رغم وجود اجماع كردي على فكرة الاستقلال، الا ان هناك خلافات سياسية عميقة بين الاحزاب الحاكمة للاقليم على تقاسم السلطة. ونجح البارزاني في طرد حزب غوران، ثالث الاحزاب الكردية، من اربيل، عاصمة اقليم كردستان بسبب هذه الخلافات.
وكان البارزاني اطلق دعوة مماثلة قبل 18 شهراً.
وشرع الاكراد في تصدير النفط من حقول كركوك التي تسيطر عليها قوات البشمركة، ومن الحقول الاخرى في الاقليم عبر ميناء جيحان التركي بمعزل عن الحكومة الاتحادية.

وانسحبت القوات الاتحادية من مواقع في شمال البلاد صيف 2014 عندما هاجم الجهاديون مدينة الموصل، مما سمح للقوات الكردية بتثبيت سيطرتها على المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. وفرضت قوات البشمركة سيطرتها على اجزاء واسعة من مدينة كركوك الغنية بالنفط التي ستشكل نقطة توتر بين بغداد واربيل.

ويقيم البارزاني علاقات وطيدة مع الحكومة التركية، لكن انقرة تخوض معارك دموية ضد "حزب العمال الكردستاني" التركي، وتعتبر ان انشاء دولة كردية جنوباً قد يفسح في المجال لدعوات مماثلة للاكراد الاتراك داخل اراضيها.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة