الأحد ٢٨ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ١١, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
العراق
«داعش» يخسر شريان إمداداته شرق الأنبار
بغداد – حسين داود  
تعرض تنظيم «داعش» لهزيمة كبيرة أمس، إذ خسر ثلاث بلدات في الرمادي تمثل شرياناً مهماً لإمداداته شرق الأنبار، وضاق الخناق عليه في الفلوجة، حيث يستعد الجيش لتحريرها، فيما أكد محافظ نينوى استمرار نشر آلاف الجنود في قاعدة مخمور، قرب الموصل، في إطار التحضير لمعركة أخرى، بمشاركة العشائر و «البيشمركة» الكردية. 

وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، «تحرير مناطق شرق الرمادي بالكامل». وأوضحت أن «العمليات أسفرت عن استعادة مناطق السجارية وجويبة وحصيبة الشرقية والمناطق المحيطة بها، وتم فتح طريق الرمادي- بغداد عبر الخالدية».

وقال عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ العشائر لـ «الحياة»، إن «الرمادي أصبحت محررة بالكامل، وتم تأمينها من هجمات داعش، وقد تعرض التنظيم لضربة قاصمة بقطع إمداداته إلى جزيرة الخالدية التي يتخذها قاعدة اتصال». وأشار إلى أن «سيطرة الجيش على طريق بغداد- الرمادي عزل الجزيرة عن الفلوجة»، ورجح أن «لا يقاتل التنظيم في هذا الموقع». وزاد أن «أزمة إنسانية تواجه الرمادي حالياً، فقد جرى إجلاء مئات العائلات التي نقلها الجيش والحشد العشائري إلى مناطق آمنة في الحبانية وعامرية الفلوجة، وهناك حاجة إلى إنشاء خيم ومستلزمات غذائية وطبية بشكل عاجل».

إلى ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في بيان أمس، أن قواته «بدأت إجلاء 1500 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال كان يحاصرهم داعش في منطقة حصيبة الشرقية». وأضاف أن «قوات الأمن حرصت خلال تقدمها على سلامة المدنيين، وتم إجلاؤهم على رغم تحرير المنطقة، إلى حين تطهيرها من العبوات الناسفة والمتفجرات والبحث عن عناصر التنظيم المختبئين».

من جهة أخرى، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي لـ «الحياة»، إن «الهدف المقبل لقوات الأمن هو تحرير الفلوجة»، ورجح أن تطول المعركة «بعض الوقت لأنها ستكون مختلفة عن تكتيكات معركة الرمادي». وأضاف أن «داعش يستغل الحصار الذي يفرضه الجيش على المدينة لاستغلال معاناة الأهالي، كما أنه اتخذ إجراءات دفاعية تحسباً للهجوم».

والفلوجة أولى المدن التي سيطر عليها «داعش» في العراق وأقربها الى بغداد، وهي آخر مدينة يسيطر عليها شرق الأنبار، وفي حال خسرها سينكفئ إلى البلدات الحدودية مع سورية والأردن، مثل راوة وعانة والرطبة والقائم، وهي مناطق صحراوية وعرة.

وحذر محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة، من استخدام التنظيم «أساليب غير تقليدية لمواجهة قوات الأمن، منها تكرار استخدام سلاح المياه عبر إغلاق بوابات سد النعيمية، جنوب المدينة، وإغراق المناطق المحيطة بها، مثل قرى زوبع وإبراهيم بن علي، وصولاً إلى التاجي وأبو غريب، شمال بغداد وغربها».

على صعيد آخر، أكد محافظ نينوى نوفل حمادي وصول آلاف الجنود إلى قاعدة عسكرية في قضاء مخمور استعداداً لتحرير الموصل، مشيراً إلى أن المعركة ستكون بمشاركة الجيش و «البيشمركة» ومقاتلي «الحشد العشائري».

وأوضح في اتصال مع «الحياة»، أن «الفرقة 15 واللواء الأول في الجيش وصلا إلى قاطع مخمور، قرب الموصل، استعداداً لمعركة تحرير المدينة»، وأشار إلى أن «الحكومة المركزية سترسل خلال الأيام القليلة المقبلة لواءين آخرين»، وعن القطعات العسكرية المشاركة في المعركة، قال أن «قوات الجيش والبيشمركة ومتطوعي الحشد العشائري مدعومة بالطيران الجوي سيشارك في تحرير الموصل»، ولفت إلى أن «الاستعدادات جارية لدعم متطوعي الحشد العشائري عبر تكثيف التدريبات وزيادة عديدهم بضم متطوعين جدد إليه من جميع مكونات محافظة نينوى»، ونفى أن «يكون تحديد ساعة الصفر في يد الجانب الأميركي»، وأكد أن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي هو فقط من يحدد موعد انطلاق العملية، كما أن جميع القوات المشاركة ستعمل تحت إمرته».

القوى السنية العراقية ترفض ربط اجتماعاتها مع رجال الدين بـ «التخندق الطائفي»

بغداد - جودت كاظم 
رفض اتحاد القوى «السنية» وصف الاجتماع الأخير مع مرجعياته الدينية (رئيس الوقف السني وأعضاء المجمع الفقهي) بالتخندق الطائفي، مؤكداً أنه «إعلان صريح عن اعتماده مشورة المراجع».

وكان رئيس كتلة «ائتلاف الوطنية النيابية» كاظم الشمري وصف حضور بعض نواب الكتلة الذين عقدوا اجتماعاً مع المجمع الفقهي في جامع أبي حنيفة النعمان، الجمعة الماضي، بأنه «تخندق طائفي».

وقال عضو الهيئة السياسية لـ «اتحاد القوى» النائب أحمد المشهداني لـ «الحياة»، إن «اجتماعنا مع مراجعنا الدينية لا يعني بالضرورة التخندق الطائفي إنما هو إعلان صريح لاعتماد مشورة مرجعيتنا الدينية». واستدرك أن «تدخل المرجعية، سواء كانت شيعية أو سنية أو مسيحية هو لدعم المشروع الذي يتناسب والأوضاع الحالية ويوحد صفوف اتباعها». وأضاف أن «التوصيات التي خرج بها الاجتماع الذي عقد في مرقد أبي حنيفة النعمان، خرج بجملة من التوصيات، من بينها الإسراع في تحرير الفلوجة، وشمول «لأبرياء بقانون العفو العام»، مبيناً أن تلك «المطالب سترفع إلى الحكومة».

وفي ذات السياق، أعرب المكتب الإعلامي لتحالف القوى العراقية في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه عن «استغرابه وصف ائتلاف الوطنية اجتماع قادة ونواب تحالف القوى العراقية في المجمع الفقهي بأنه ينم عن تخندقات طائفية»، مبيناً أن «تحالف القوى يرفض الاتهامات التي أطلقها رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية كاظم الشمري».

وأضاف البيان أن «الاجتماع الذي حضره بعض نواب الوطنية كان يهدف إلى التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، وجمع الكلمة ولملمة الشمل وتوحيد الصف الوطني، للوصول إلى مصالحة حقيقية بين جميع شرائح المجتمع، سواء كان على المستوى السياسي أو الاجتماعي، لمقارعة كل المشاريع التقسيمية التي تسعى إليها الأجندات الخارجية».

وانتقد البيان «سياسة الكيل بمكيالين التي انتهجها ائتلاف الوطنية، ففي الوقت الذي يؤكد الائتلاف التزامه الثوابت الوطنية التي تنادي بها المرجعية، فإنه ينتقد تحالف القوى لاجتماعه بمرجعيته الدينية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة