الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٢٨, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
موسكو تحرج الجميع بتحديدها موعداً جديداً لجنيف السوري
جنيف - موسى عاصي
حاولت موسكو حشر الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة، في زاوية استحقاق الجولة المقبلة من المحادثات بين الاطراف السوريين في جنيف والتي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف 10 أيار موعداً لها، وهو الموعد المحدد سابقاً على أجندة الامم المتحدة، لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا كان ينتظر لاعلانه رسمياً تبلور الاتصالات والجهود الدولية لعقد اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية من أجل التوصل الى قرارات تعيد الحياة الى الحوار ومنع تكرار تجربة الايام الاخيرة من الجولة الثالثة، أي حصر المحادثات بالفريق الحكومي ووفدي منصتي موسكو والقاهرة والمعارضة الداخلية بعد مقاطعة وفد الهيئة العليا للمفاوضات إياها.
 
لكن مكتب دو ميستورا في جنيف وضع الاعلان الروسي 10 ايار موعداً للجولة المقبلة من المحادثات في اطار "التكهنات"، في حين وضعت أوساط غربية لوكالة "رويترز" "تحديد المواعيد" في الإطار النظري "لأن حضور المعارضة المنبثقة من مؤتمر الرياض غير مؤكد".

وينطلق الموقف الروسي من اقتناع موسكو بأن على الفريق المعارض العودة الى طاولة الحوار من دون شروط، وأن "قرار المقاطعة كان خطأً جسيما ولا مبرر له"، وهي تهدد، في حال عدم عدول الوفد عن قرار المقاطعة، بالعمل على تشكيل وفد معارض واحد يضم شخصيات تمثل الاطياف كافة بما فيها وفد مؤتمر الرياض. إلا أن هذا الخيار يصطدم بمعارضة شديدة من واشنطن التي ترى أن وفد الهيئة العليا يمثل حصرا المعارضة السورية.

وأمام دو ميستورا اسبوعان فقط قبل انطلاق الجولة الرابعة لانتزاع بيان جديد من القوى الدولية مشابه لبياني فيينا وميونيخ ولكن أكثر قوة وحزماً يتخطى به القرارات السابقة ذات الصلاحيات المحدودة الممنوحة للامم المتحدة في ادارة هذا الملف. وأفادت أوساط أممية، أ، دو مستورا ينوي اعداد وثيقة جديدة تتضمن رؤيته لعملية الانتقال السياسي بعد استماعه الى رؤى الاطراف السوريين خلال الجولات السابقة.

لكن اجتماع المجموعة الدولية، التي توقعت الاوساط الغربية ان يكون خلال الاسبوع المقبل، لم يحظ حتى الآن بمباركة روسيا التي لا ترى، بحسب الاوساط الروسية في جنيف، مبرراً له، وتعتقد أن المحادثات "يجب ان تستمر حتى لو لم يحضر وفد المعارضة" الرئيسي، وتعتبر قرار مقاطعة الحوار "خطأ جسيماً ارتكبه وفد الرياض". وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن "تصرف الهيئة العليا للمفاوضات مقلق وأنها فشلت في تقديم مقترحات بناءة في المحادثات".

واقترحت روسيا على مجلس الأمن إدراج جماعتين من المعارضة السورية المسلحة وهما "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في قائمة سوداء بسبب صلات بتنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة".

المعارضة
وصرّح نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمعارضة جورج صبرا بأن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلا إذا "تحسن الوضع على الأرض". وطالب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" مجموعة الدعم الدولية بوضع جدول زمني محدد "لرفع الحصار بشكل كامل عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية وخطة مفصلة للإفراج عن المعتقلين". وفي لقاء للهيئة السياسية للائتلاف مع ممثلي "دول أصدقاء سوريا" دعا الائتلاف إلى إضافة عنصر "المحاسبة لمرتكبي الخروقات وتحديد المسؤول عن عرقلة تقدم المسار السياسي".


لافروف: تعاوننا مع واشنطن ساعد على إحراز تقدّم في سوريا 

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ساعدت القوات السورية على إلحاق هزائم بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف القتال، مشيرا إلى أن التعاون مع واشنطن ساهم في ذلك.
 
وقال في كلمة ألقاها أمام مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي، إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي أظهرت واقعية في الأزمة السورية، وإن "خطوات القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا، بالتنسيق مع القوات الحكومية، ثم مع قوات المعارضة الوطنية، سمحت بإلحاق هزائم جدية بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف الأعمال العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق عملية التسوية السياسية. وبات ذلك ممكناً، بما في ذلك في سياق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة".

ودعا إلى "مراجعة ومعالجة الأخطاء المرتكبة في مجال مكافحة الإرهاب والتخلي عن الخطوات الساعية إلى تدهور الوضع في المنطقة"، ملاحظاً أنه "من غير المقبول استخدام الإرهابيين أداة من أجل تغيير النظم وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية".

وأفاد أن "نشاط الإرهابيين وصل إلى مستوى غير مسبوق"، وأن "أفعال الإرهابيين تمثل تحدياً منظماً للحضارة الإنسانية والنظام العالمي القائم على القانون الدولي وقواعد السلوك الحضاري".
وأبدى "قلقه من امتلاك جماعات إرهابية قدرات على استخدام الأسلحة الكيميائية"، داعيا إلى "اتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع الإرهابيين من استعمال هذه الأسلحة".
وأعرب عن إصرار موسكو على إشراك الأكراد في المفاوضات السورية وفقا لخريطة الطريق الواردة في قرار مجلس الأمن الرقم 2254.

على صعيد آخر، اعتبر لافروف أن "خطوات الولايات المتحدة وحلفائها لنشر درع صاروخية عالمية تمثل عاملاً مضراً كبيراً"، وشدّد على أنه لا يمكن وضع هيكلية آمنة في مجال الأمن من دون مشاركة روسيا، إلا أن خطوات الغرب في شرق أوروبا لتعزيز قدرات حلف شمال الاطلسي وإجراء مزيد من المناورات لا تخدم تحقيق هذا الهدف".
وحذّر من الخطر الإرهابي في أفغانستان الذي يهدد أمن منطقة آسيا الوسطى، مبرزاً أهمية القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طاجيكستان وقرغيزيا من أجل حماية أمن المنطقة.
وقال إن روسيا معنية بتعزيز القوات المسلحة لحلفائها في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي. كما أن تعزيز الجانب العسكري من منظمة شانغهاي للتعاون يخدم مصالح الدول الأعضاء فيها.


شويغو: نركز حالياً على التسوية السياسية والمساعدات الإنسانية

كذلك دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في كلمة أمام المؤتمر إلى "توحيد جهود المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب على أساس مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تدعو إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الدول التي تتحمل الأعباء الأساسية في مكافحة الإرهاب والتطرف".
وقال إن أي محاولات للتعامل مع إرهابيين وتقسيمهم إلى أخيار وأشرار، وخصوصاً تسليحهم من أجل تحقيق أهداف سياسية خاصة، "ليست فقط قصيرة النظر بل إجرامية".

وأوضح أن القوات الروسية في سوريا تركز حالياً على التسوية السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية، إلا أنها ستواصل تدمير القاعدة الاقتصادية للإرهاب، كاشفاً أن أكثر من 700 طن من الأغذية والأدوية والمستلزمات الأولية قد وصلت إلى سوريا من روسيا.

وأضاف أن الإرهاب في سوريا تلقى ضربة قوية وأن أضرارا كبيرة لحقت بالبنى التحتية العسكرية والمالية والمادية التقنية للإرهابيين، بما في ذلك تدمير العديد من معسكرات التدريب ومخازن الأسلحة العائدة الى التنظيمات الإرهابية.

وذكّر بأن "القوات السورية تمكنت بدعم من القوات الروسية من تحرير 500 بلدة وأكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي البلاد"، وأن "قوات الحكومة والمعارضة الوطنية استعادت المبادرة في كل الاتجاهات الأساسية تقريباً"، الأمر الذي سمح بتهيئة الظروف لإطلاق عملية السلام في سوريا.

ولفت إلى أن استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية بأنها كانت بمثابة نقطة انعطاف في المواجهة المسلحة في سوريا، مع العلم أن مجموعة من المهندسين العسكريين الروس تمكنت من إزالة الألغام في المنطقة التاريخية بتدمر تماماً.
وقال أيضاً إنه لا يثق بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح بوقف إراقة الدماء في سوريا، متسائلاً: "ومن عرقل إحلال السلام وبسط النظام في العراق وليبيا بعد إطاحة صدام حسين ومعمر القذافي؟".

وأكد أن موسكو تقوّم على نحو إيجابي عموماً التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ورأى أن "على بلدينا التعاون بشكل أوثق
في مكافحة الإرهاب الدولي، ونحن مستعدون لذلك، والكرة في ملعب واشنطن".
كما أكد أن موسكو وواشنطن تتحملان مسؤولية خاصة، كعضوين دائمين في مجلس الأمن، عن الحفاظ على السلام العالمي.

ووصف اتهامات حلف شمال الاطلسي بأن روسيا اقتربت من عتبة الحلف بأنها سخيفة، ذلك أن الحلف هو الذي يعزّز قدراته العسكرية في شرق أوروبا قرب حدود روسيا، مما يدفع هذه إلى اتخاذ إجراءات عسكرية وتقنية مناسبة رداً على اقتراب قدرات حلف شمال الأطلسي من الحدود الروسية.

في غضون ذلك، كرّر مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أن موسكو "تبقي قوات في سوريا تكفي لقتال الإرهابيين ومراقبة الهدنة".
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي بأن "إرهابيي جبهة النصرة بالتعاون مع أحرار الشام وجيش الإسلام يقصفون منذ بداية الأسبوع الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات السورية في حلب".



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة