السبت ٢٧ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٢١, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
هجوم مضاد لـ «داعش» في ريف الرقة... والفصائل تفك الحصار عن داريا
شهد ريف الرقة الغربي معارك عنيفة أمس بين القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة، من جهة، وبين عناصر تنظيم «داعش»، من جهة أخرى، وسط كر وفر بين الطرفين في ريف مدينة الطبقة التي يحاول الطرف الأول الوصول إلى مطارها العسكري. وفي الوقت الذي أفيد أن الجيش النظامي نجح في تحقيق تقدم جديد في الغوطة الشرقية لدمشق، قال معارضون إن الفصائل المسلحة في مدينة داريا في الغوطة الغربية تمكنت من فك الحصار عنها وإعادة وصولها بمدينة معضمية الشام المجاورة، في نكسة لا يُستهان بها لجهود حكومة دمشق في إخضاع مناطق سيطرة المعارضة حول العاصمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «داعش» تمكن من «طرد قوات النظام والمسلحين الموالين لها وقوات صقور الصحراء ومغاوير البحر ونسور الزوبعة من كافة المناطق التي تقدموا إليها خلال الـ 24 ساعة الفائتة باتجاه مطار الطبقة العسكري، وذلك إثر هجوم عنيف نفذه التنظيم مساء (أول من) أمس على هذه القوات المتقدمة استخدم فيه الأسلحة المتوسطة والثقيلة والصواريخ الحرارية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالإضافة إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم» (12 من «داعش» و6 من النظام). وتابع أن قوات النظام «عادت إلى النقاط التي كانت تتمركز بها صباح الأحد عند تقاطع طريق إثريا - الرصافة - الطبقة بريف الرقة الجنوبي الغربي». وتحدث المرصد، في الوقت ذاته، عن غارات استهدفت فجراً مطار الطبقة العسكري ومزرعة العرجاوي القريبة منه بموازاة «استمرار الاشتباكات العنيفة... في الطريق الواصل بين مفرق الطبقة - الرصافة ومحيط حقل الثورة».

وفي هذا الإطار، أوردت وكالة «أعماق» التابعة لـ «داعش» أن التنظيم «استعاد السيطرة على حقل الثورة جنوب مدينة الطبقة عقب ساعات من سيطرة قوات النظام والميليشيات الشيعية عليه»، مشيرة إلى أن أحد عناصر التنظيم من جنسية يمنية فجّر عربته في القوات المتقدمة نحو حقل الثورة على طريق اثريا - الطبقة، ما أدى إلى مقتل «ما يزيد على 50» من الجنود السوريين، بحسب زعم تقرير الوكالة.

وكان «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني أكد أن الجيش السوري تقدم في ريف الرقة الغربي و «بات على مسافة أقل من 10 كلم عن مطار الطبقة العسكري»، وهو أمر أكدته مصادر عدة، بما فيها المرصد، قبل أن يشن «داعش» هجومه المضاد.

ومدينة الطبقة التي سيطر عليها «داعش» في 2014 تبعد خمسين كلم من الرقة، معقل التنظيم في سورية. وتشكل نقطة عبور رئيسية على ضفاف الفرات وستسمح استعادتها لقوات النظام بقطع طريق إمداد التنظيم من جهة الغرب، بحسب ما أشارت «فرانس برس».

وأشار المرصد أمس إلى أن اشتباكات دارت بعد منتصف ليلة الأحد - الاثنين بين قوات النظام وبين عناصر «داعش» على طريق الشيخ هلال - اثريا بريف حماة الشرقي، إثر هجوم شنّه التنظيم على المنطقة، في إطار محاولاته عرقلة تحرك القوات النظامية المتقدمة من اثريا نحو الطبقة.

وفي موازاة هجوم النظام ضد «داعش» في ريف الرقة الجنوبي الغربي، يواجه التنظيم هجوماً آخر يستهدف معقله في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي. وأوردت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، وصلت إلى «المدخل الغربي لمدينة منبج» التي يتحصن فيها التنظيم. وأضافت أن هذه القوات التي تضم أيضاً فصائل عربية والمدعومة بطائرات أميركية سيطرت على قرية خريجة المتاخمة لمنبج من الجهة الغربية «لتصبح أقرب من أي وقت مضى إلى التوغل في أحيائها، وسط تمهيد جوي كثيف من الطائرات الحربية». ولفتت «الدرر» إلى أن عدد القرى التي سيطرت عليها «قوات سورية الديموقراطية» في ريف مدينة منبج ارتفع إلى أكثر من 230 قرية.

وفي محافظة حلب أيضاً، قال المرصد إن فصائل إسلامية «استهدفت مدفعاً لقوات النظام في محيط مخيم حندرات شمال حلب، ما أدى إلى إعطابه وخسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وتابع أن طائرات حربية نفذت غارات عدة على أحياء طريق الباب والسكري والمواصلات والميسر وقاضي عسكر والصاخور ومساكن هنانو والكلاسة في مدينة حلب، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حيي المواصلات القديمة وضهرة عواد. أما في ريف حلب الجنوبي، فقد أشار المرصد إلى أن طائرات حربية نفذت غارات على بلدات خان طومان والزربة وخلصة وزيتان ومحيط بلدتي العيس والحاضر التي سيطرت عليها فصائل «جيش الفتح» في الأسابيع الماضية.

إلى ذلك، أوردت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن اشتباكات بالغة العنف دارت منتصف ليلة الأحد - الاثنين «بين ثوار مدينة داريا وقوات الأسد على أطراف المدينة الغربية، وسط غارات جوية مكثفة من الطيران المروحي والحربي بعشرات الصواريخ والبراميل بالإضافة لقصف بصواريخ أرض - أرض والمدفعية الثقيلة في شكل عشوائي». وزادت أن ثوار المدينة نجحوا في فك الحصار عنها وإعادة وصلها بمدينة المعضمية المجاورة، وذلك بعد أربعة أشهر من تمكن القوات النظامية من إطباق الحصار على داريا وفصلها عن المعضمية الواقعة غربها. ومعلوم أن المعضمية أبرمت مع النظام هدنة تضمنت إعادة تفعيل الدوائر الحكومية ورفع العلم السوري وإدخال المساعدات الإنسانية إليها والسماح لـ «المعارضة المعتدلة» بحفظ الأمن والنظام فيها، بحسب ما أوردت «شبكة شام».

أما في الغوطة الشرقية، فقد أشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدات جسرين والمحمدية وميدعا والبحارية بالغوطة الشرقية». وأكد «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله»، في هذا الإطار، أن الجيش السوري «سيطر على مدرسة وبرج البحارية في غوطة دمشق الشرقية». وعرض مشاهد تُظهر تقدم دبابات وعشرات المسلحين في المنطقة.

وتحدث المرصد، في غضون ذلك، عن انفجار عنيف هز حي جوبر عند أطراف العاصمة الشرقية، تبيّن أنه «ناجم عن تفجير قوات النظام لأحد الأبنية في المنطقة، ترافق مع قصف مكثف... واشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في محاولة من قوات النظام التقدم في الحي».

وفي محافظة حمص (وسط)، قال المرصد إن اشتباكات تدور بين قوات النظام وبين «داعش» في محيط حاجز لقوات النظام عند مفرق مدينة القريتين ونقطة المشتل وحاجز التليلة شرق مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة وسيطرته على تمركزين للنظام في حاجز التليلة، وهو أمر أكدته وكالة «أعماق» أيضاً.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قصفت قوات النظام بعد منتصف ليلة الأحد - الاثنين قرية اليمضية على الحدود السورية - التركية، ومناطق أخرى في محور عين عيسى بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل 3 من «فيلق الشام» بينهم القائد العسكري في الفيلق خلال مواجهات في جبل التركمان. كذلك تحدث المرصد عن تنفيذ طائرات حربية نحو 20 ضربة «استهدفت مناطق في محور كبانة بجبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة