الجزائر - عاطف قدادرة أفاد مراقبون في الجزائر بأن العمليات العسكرية الأخيرة التي مكّنت من تصفية 149 إرهابياً وفق حصيلةٍ لوزارة الدفاع، استهدفت بجزء كبير منها القياديين المؤسسين للجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) التي نشطت مطلع التسعينات. ودرجت وزارة الدفاع على تقديم نتائج عمليات التعرف إلى هوية القتلى والتي تظهر أن عدداً كبيراً منهم التحق بالعمل المسلح قبل أكثر من 24 سنة.
وأعلنت حصيلة نشرتها وزارة الدفاع أمس، أن آخر عملية نفذها الجيش في تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) سمحت بالتعرف إلى هوية مسلح يدعى «أبو خيثمة». وأشارت الحصيلة إلى أن هذا القيادي متواجد ضمن صفوف الجماعات الإرهابية منذ العام 1992 أي مع بداية تأسيس «الجماعة الإسلامية المسلحة» التي انشطرت لاحقاً إلى عشرات المجموعات أبرزها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت قبل 10 سنوات إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
وبات لافتاً في العمليات العسكرية التي تنفَذ منذ مطلع العام تكرر الإعلان عن مقتل قياديَين من «النواة» المؤسِسة للعمل المسلح، على عكس السنوات الماضية، حيث تشير مقارنات لحصيلة الجيش السنوية إلى مقتل عناصر جديدة بين انتحاريين ومقاتلين التحقوا بالنشاط المسلح بعد تغيير الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها إلى «القاعدة» ما مكّنها لبضع سنوات من استقطاب مسلحين جدد.
وذكرت مجلة الجيش في حصيلة 6 أشهر نشرتها قبل أسبوع أن الجيش حيّد 149 إرهابياً من بينهم 99 قُتلوا و50 اعتُقلوا، خلال الأشهر الأولى من العام 2016. وفي ولاية البويرة أيضاً، أعلنت المصالح الأمنية المختصة أنها حددت هوية الإرهابي أمير كتيبة الغرباء المدعو «قراش بوجمعة» (41 سنة)، المتحدر من قرية بن هارون التابعة لدائرة القادرية في البويرة (120 كلم شرق العاصمة). وتنسب قيادة الجيش «نوعية» العمليات الأخيرة إلى التغييرات التي تمت داخل جهاز الاستخبارات، وهو ما ثمنته مجلة «الجيش» معتبرةً أن «التغييرات التي أُجريت على الهيكلي التنظيمي لمصالحها أثبتت نجاعتها في مكافحة الإرهاب، ما تترجمه النتائج وحقائق الميدان».
وأكدت أن «ما حققه الجيش من نتائج ميدانية، على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية الحدود، أو ما يتعلق بالتدريب والتكوين والتجهيز والمنشآت، يعكس تصميم القيادة العليا للجيش على تطهير الجزائر من آفة الإرهاب والقضاء على بقاياه وتفرعاته المرتبطة بالجريمة المنظمة والتهريب، وحماية الحدود والمحافظة على الوحدة الترابية للوطن والدفاع عن السيادة الوطنية، كما يُعتبر ثمرة الجهود المضنية المبذولة بكل انضباط واحترافية، وهو ما ينم عن حس سام بالواجب الوطني والوعي والتجنيد في سبيل صون أمن الجزائر والحفاظ على استقرارها».
على صعيد آخر، أجرى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مساء أول من أمس، حركة تعيينات واسعة في سلك القضاء، شملت المجالس القضائية والمحاكم الادارية.
|