الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٣, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
الائتلاف الدولي يستعد لمعركتي استعادة الموصل والرقة من "داعش"
هولاند يعلن تزويد الجيش العراقي مدفعية فرنسية لقتال الجهاديين
يستعد الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) والذي اجتمع الاربعاء والخميس بدعوة من الولايات المتحدة في واشنطن، لاستعادة معاقل الجهاديين في الموصل العراقية والرقة السورية.

قال ممثل الولايات المتحدة في الائتلاف بريت ماكغورك أمام نحو 40 من وزراء الخارجية والدفاع الذين اجتمعوا بدعوة من وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين جون كيري وآشتون كارتر إن "تحرير الموصل بات في الافق". وأضاف ان حملة الموصل التي يسكنها مليونا نسمة واعلنها التنظيم الجهادي صيف عام 2014 عاصمة "الخلافة"، ستكون "الأكثر تعقيداً" في عمليات التحرير التي خاضتها القوات العراقية حتى الان. ولاحظ مسؤول أوروبي شارك في المحادثات في واشنطن، أن استعادة الفلوجة أخيراً وقاعدة القيارة الجوية، وهي رأس جسر أساسي للهجوم على الموصل، كانت "أسرع من المتوقع" في الخطط العسكرية الاولية للائتلاف.

لكن الائتلاف يبدي قلقاً الآن مما سيجري خلال وبعد تحرير المدينة التي تقطنها غالبية سنّية، إلاّ أنها تضم أيضاً العديد من الاقليات.
وقال كارتر: "لا يمكننا السماح بتأخير جهود تحقيق الاستقرار" في العراق في موازاة التقدم العسكري الحالي للائتلاف.

وشنت قوات الائتلاف التي تشكلت صيف عام 2014 ما لا يقل عن 14 ألف غارة في سوريا والعراق، وهي تستعد مع الحكومة العراقية لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الذين قد يفرون خلال القتال. ويتطلب هذا استعدادات مسبقة لتوفير معدات طوارئ مثل المساعدات الغذائية أو مولدات كهربائية للاغاثة.
كما يحاول الحلفاء تحديد شكل الحكم في المدينة حيث يجب ان ينال موافقة بغداد وحكومة اقليم كردستان العراق.

واوضح ماكغورك أنه "يتعين علينا تشجيع جميع الاطراف على وضع خلافاتهم جانبا"، داعياً الى "جهود ديبلوماسية مكثفة" يبذلها الائتلاف لدى العراقيين.
ولفت المسؤول الاوروبي الى أنه "يجب ان تكون الاستجابة السياسية" من العراقيين سريعة.
ولكن على رغم تراجع "داعش" في العراق وسوريا، يبدي الحلفاء قلقاً من تصاعد الهجمات التي يتبناها التنظيم الجهادي أو التي تبدو مستوحاة من فكره.

وتحدث كيري عن الهجمات التي ترتكب باسم ايديولوجية التنظيم المتطرف الذي ينتشر في انحاء العالم من طريق الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وقال ان التنظيم الاسلامي المسلح في صدد التحول من "دولة وهمية" الى "شبكة عالمية للإرهاب"، وهدفه الوحيد "هو قتل أكبر عدد من الناس الابرياء".

ودعا دول الائتلاف الى الاسراع في تبادل المعلومات عن المشتبه في صلاتهم بالارهاب. قائلاً: "يجب ان يتمكن حرس الحدود في جنوب أوروبا من الاطلاع على المعلومات نفسها التي في حوزة رجل الامن في مطار مانيلا او مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" في بوسطن".

وأكد أن الحرب الدعائية على الانترنت التي تشنها المملكة المتحدة، التي مثلها في اجتماع واشنطن وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون، ودولة الامارات العربية المتحدة، بدأت تؤتى ثمارها، بدليل أن هناك الآن محتوى "اكثر" على الانترنت على الجهاديين من المواضيع المؤيدة لهم.

وعلى رغم التفاؤل بانتصار عسكري ضد الجهاديين، يبقى الحلفاء حذرين جدا حيال الجدول الزمني بما في ذلك الهجوم على الموصل. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون: "انني على ثقة من اننا سنشهد بداية عزل الموصل في الاشهر المقبلة".

لكن مسؤولا رفيع المستوى في الائتلاف أقر بأن القضاء التام على سيطرة الجهاديين في العراق وسوريا، حيث يتمركز في "عاصمته" الرقة، قد يستغرق "سنة أخرى أو سنة ونصف سنة".

وسبق لفالون أن اعلن الاربعاء أمام اجتماع واشنطن ان بريطانيا ستضاعف عدد جنودها في العراق الى 500 جندي سيساهمون في تدريب القوات العراقية والكردية التي تقاتل "داعش". وقال للدول الاعضاء في الائتلاف الدولي: "سنرسل 250 جندياً اضافياً الى مسرح (العمليات) في الاسابيع المقبلة"، موضحاً أن "بريطانيا ستضاعف عدد قواتها في العراق للمساعدة في تدريب القوات العراقية والبشمركة" الأكراد.

وتطرق كارتر إلى "التزامات" بين الدول الحليفة للمضي في عملية استعادة السيطرة على الموصل في العراق والرقة في سوريا .
ومعلوم ان واشنطن ارسلت مئات من الجنود الاضافيين الى العراق لمساعدة الجيش العراقي في معركة استعادة الموصل ليرتفع عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 4600.

هولاند
وغداة اجتماع واشنطن، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن باريس ستزود العراق مدفعية لمساعدته في محاربة "داعش"، الا انه استبعد ارسال قوات برية لمحاربة الجهاديين.
وقال هولاند في لقاء صحافي اثر اجتماع لمجلس الدفاع في قصر الاليزيه: "هذا الصباح وخلال مجلس الدفاع، قررت في اطار الائتلاف ضد داعش ان أضع في تصرف القوات العراقية قطع مدفعية. وستنشر الشهر المقبل".

وهذا الاجتماع هو الرابع لمجلس الدفاع منذ اعتداء نيس في 14 تموز الذي أوقع 84 قتيلاً.
وأدلت أوساط الرئيس بإيضاحات قائلة إن "بعض بطاريات المدفعية ستوضع في تصرف" الجيش العراقي مع "مستشارين لتشغيلها".

وأكد الرئيس الفرنسي أيضاً نشر حاملة الطائرات "شارل ديغول" في المنطقة "في نهاية ايلول"، قائلاً: "سيتيح لنا ذلك تكثيف الغارات على المجموعات الارهابية في سوريا وفي العراق مع طائرات الرافال التي نملكها". لكن "هذا الامر لا يعني تغيير طبيعة تدخلنا، نحن ندعم حلفاءنا في العراق وسوريا، لكننا لن ننشر قوات على الارض... لدينا مشورة وتدريب لتقديمهما، لكن جنودنا ليسوا من يخوض الحرب على الارض في سوريا والعراق".

وتقول واشنطن إن التنظيم خسر في العراق قرابة 50 في المئة وفي سوريا ما بين 20 و30 في المئة من الاراضي التي سيطر عليها عام 2014.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة