الثلثاء ٧ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٥, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
غارات على مستشفيات ميدانية في حلب... ومعارك على ثلاثة محاور في منبج
استهدفت غارات جوية أربعة مستشفيات ميدانية وبنكاً للدم في مدينة حلب خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية حيث سجل مقتل خمسين شخصاً بغارات في مناطق مختلفة، في وقت بدأت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية المدعومة من أميركا هجوماً من ثلاثة محاور على منبج شرق حلب قرب تركيا.

وذكرت منظمة الأطباء المستقلين التي تقوم بدعم هذه المشافي أن القصف الذي استهدف مستشفى للأطفال في الأحياء الشرقية للمدينة أسفر عن مقتل رضيع يبلغ عمره يومين.

وتحاصر القوات النظامية منذ 17 تموز (يوليو) الأحياء الشرقية في شكل كامل في المدينة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة منذ العام 2012 السيطرة على أحيائها مع الفصائل المقاتلة.

وبعد تسع ساعات من الاستهداف الأول للمستشفى، تسببت الضربة الثانية التي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح أمس بقطع إمداد الأوكسجين عن الرضع، وفق المنظمة. وأفادت المنظمة في بيانها بأن «الأطباء لم يتمكنوا سوى من نداء زملائهم من أجل حماية الرضع».

وأضافت المنظمة أن المستشفيات الأربعة (مشفى الأطفال ومشفى الزهراء ومشفى البيان ومشفى الدقاق) خرجت من الخدمة «إثر سلسلة من الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي والسوري، واستهدفت المؤسسات الطبية في حلب».

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن سورية تعد من الدول الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي في عام 2015، حيث شهدت 135 هجوماً وأعمال عنف أخرى استهدفت العاملين أو بنى تحتية طبية. وتضررت مستشفيات عدة خلال الأشهر الأخيرة كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في حلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدات حريتان وعندان وحيان وكفرحمرة في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي، ومناطق أخرى في مخيم حندرات ومزارع الملاح شمال حلب، فيما قصفت طائرات حربية مناطق في أحياء السكري والصالحين وقاضي عسكر وباب الحديد والمرجة وجب القبة في مدينة حلب، وهناك معلومات عن سقوط جرحى». وأضاف لاحقاً أن «طائرات حربية شنت المزيد من الغارات على مناطق في أحياء بني زيد والهلك والمعادي والحيدرية والصاخور وبستان القصر والكلاسة والمغاير والشيخ سعد وبعيدين وبستان الباشا والجندول وجسر الحج بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى وهناك معلومات عن شهيد على الأقل، بينما سقط عدد من الجرحى ومعلومات مؤكدة عن استشهاد طفلة، جراء قصف جوي على مناطق في حي المرجة صباح اليوم، كما جددت طائرات حربية قصفها مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 8 غارات على مناطق في بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي».

منبج

شرق حلب، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربات عدة على مناطق في حارة السرب بمدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، فيما دارت اشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، بالتزامن مع استهدافات متبادلة بين الطرفين.

وقال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة في محاور عدة في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المدينة، ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على حي البناوي، وسط استمرار قوات سورية الديموقراطية في محاولات التقدم في المدينة».

وقال «المرصد» إنه «وثق ما لا يقل عن 5 عناصر من قوات سورية في الاشتباكات بالمدينة ومحيطها، في حين نفذ تنظيم داعش هجمات عدة، منذ ما بعد منتصف ليل أمس في منطقة العوسجلي بجنوب غربي منبج المدينة، ومنطقة زونغل بالريف الشمالي الغربي للمدينة، ومنطقة تل أم السرج بريف منبج الجنوبي، حيث جرت اشتباكات عنيفة في محاولة التنظيم التقدم، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من التنظيم، جثث معظمهم لدى قوات سورية، في حين وردت معلومات مؤكدة عن استشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال ومواطنات إثر استهدافهم من قبل التنظيم، خلال محاولتهم الفرار من مناطق سيطرة التنظيم في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي».

حماة وحمص

ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية مكسر الحصان بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق في الهيل ومفرق البغالي قرب مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وفق «المرصد». وأضاف: «لا تزال الاشتباكات متواصلة في شكل متفاوت العنف في محيط قرية المفكر وعلى خط البترول في ريف السلمية الشرقي، بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين من جانب، وعناصر تنظيم «داعش» من جانب آخر، حيث نفذ التنظيم هجوماً عنيفاً ومعاكساً قتل فيه ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتم أسر 4 آخرين منهم، بينما قتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من التنظيم في القصف والاشتباكات والغارات التي شهدتها المنطقة».

ويشار إلى أن ريف السلمية الشرقي يشهد منذ 16 شهر تموز (يوليو) الجاري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر التنظيم، في محاولة من كل طرف التقدم على حساب الطرف الآخر.

في الجنوب، قال «المرصد» إن طائرات حربية «شنت ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية لدمشق. كما سقطت صواريخ عدة يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط المدينة». وقصفت طائرات حربية مناطق في مدينة دوما وبلدتي حمورية وبيت سوى ومنطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية في وقت «قتل مقاتل من الفصائل الإسلامية، خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية من دون أنباء عن إصابات، فيما سمع دوي انفجار عنيف في مدينة الزبداني». وقصفت قوات النظام مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة. كما سقطت قذائف هاون على مناطق في حي أبو رمانة ومنطقة «المزة 86» وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط جرحى.

وكان «المرصد» أفاد بأن قوات النظام قصفت «مناطق في مدن وبلدات حمورية وسقبا وكفربطنا في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وسقوط جرحى في حمورية، إضافة إلى استشهاد مواطن وسقوط جرحى في بلدة سقبا وسقوط جرحى في بلدة كفربطنا».

دمشق مستعدة لاستئناف المفاوضات «دون شروط مسبقة»

أبدت دمشق الأحد استعدادها لمواصلة الحوار السوري - السوري من دون شروط مسبقة، بعد أيام على إعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سعيه لاستئناف مفاوضات جنيف بين أطراف النزاع في آب (اغسطس) المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن دمشق «مستعدة لمواصلة الحوار السوري - السوري دون شروط مسبقة، على أمل أن يؤدي هذا الحوار الى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم دون تدخل خارجي بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».

ويأتي هذا الموقف بعد إعلان دي ميستورا في 14 تموز (يوليو) انه يتعين توفر «ما يكفي من الدعم لمنح فرصة كافية لبداية ناجعة (..) لجولة ثالثة من المفاوضات بين أطراف النزاع السوري»، لافتاً الى أن «التاريخ المستهدف هو آب».

وعقدت منذ بداية 2016 جولتان من مفاوضات السلام بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، لكن لم يتحقق أي تقدم نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.

من جهة أخرى، أبدى المصدر استعداد بلاده «لتنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة»، على خلفية التصريحات التي أعقبت زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو والتي أكدت على حد قوله «اتفاق الطرفين الروسي والأميركي على مكافحة الإرهاب (مجموعات داعش وجبهة النصرة)»، وفق «سانا».

وزار كيري منتصف الشهر الجاري روسيا حيث عقد اجتماعاً ماراتونياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أعلن بعده انهما اتفقا على «إجراءات ملموسة» لإنقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات الجهادية في سورية من دون الكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق.

وقال كيري: «أحرص على التأكيد أنه رغم أن هذه الإجراءات لا تستند إلى الثقة، إلا انها تحدد مسؤوليات متتابعة معينة على جميع أطراف النزاع الالتزام بها، بهدف وقف القصف الأعمى الذي يقوم به نظام الأسد وتكثيف جهودنا ضد (جبهة) النصرة».

وأفادت تقارير قبل وصول كيري الى موسكو بأنه سيعرض على الروس توحيد جهود البلدين لمحاربة «داعش» و «جبهة النصرة» معاً، من دون صدور أي موقف رسمي حيال ذلك.

وينفذ التحالف الدولي بقيادة اميركية حملة جوية تستهدف تنظيم «داعش» في سورية منذ أيلول (سبتمبر) 2014، فيما تشن روسيا منذ أيلول حملة جوية مساندة للجيش النظامي السوري، تستهدف تنظيم «داعش» و «مجموعات إرهابية أخرى» بينها «جبهة النصرة».




 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة