أقر التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية السبت بأنه قتل بطريق الخطأ قبل أسبوع 140 شخصاً في مجلس عزاء في صنعاء، في مجرزة اثارت موجة احتجاجات وغضب في انحاء العالم.

بعد هذا الخطأ الفادح، وعد التحالف العسكري باعادة النظر في قواعد الاشتباك في حربه ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية ومناطق أخرى من هذا البلد.

وبعدما نفى تورطه أول الامر، بدأ التحالف العربي تحقيقاً واعترف السبت بأنه أخطأ وتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.

وافاد تقرير المحققين ان "ما تم الاطلاع عليه من الحقائق والأدلة والبراهين، وحيث ثبت للفريق انه بسبب المعلومات التي تبين أنها مغلوطة، وبسبب عدم التزام التعليمات وقواعد الاشتباك المعتمدة، فقد تم استهداف الموقع بشكل خاطئ مما نتج منه خسائر في أرواح المدنيين وإصابات".

وأوصى الفريق بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا بالحادثة، والعمل على تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا والمتضررين". كما أكد "ضرورة قيام قوات التحالف فوراً بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة بما يضمن التزامها".

وقال محققو التحالف إن الغارات شنت على أساس معلومات "مغلوطة" قدمها جيش الرئيس عبد ربه منصور هادي اشارت الى وجود "عدد كبير من المسؤولين العسكريين الحوثيين" في موكب العزاء.

واعلن التحالف انه يقبل بتوصيات المحققين وبدأ تطبيقها. وأبدى الاسف لهذا الخطأ، مشدداً على ان هدفه "حماية المدنيين واعادة الامن لليمن".

في غضون ذلك، بدأت عملية اجلاء لجرحى غارات صنعاء الى سلطنة عمان.

واوضح أحد مسؤولي الحوثيين محسن الظاهري انه تم نقل "أكثر من 111 جريحا" في الطائرة التي اتجهت الى السلطنة.

ونقلت الطائرة أيضاً اميركيين كانا محتجزين في اليمن وأفرج عنهما بوساطة قامت بها السلطنة، استناداً الى الوكالة العمانية الرسمية.

ولم تحدد هويتي الاميركيين ولا أسباب أو فترة احتجازهما.

ونقلت عن ناطق باسم وزارة الخارجية العمانية ان مسقط قامت بالوساطة "لمساعدة الحكومة الاميركية في الافراج عن عدد من المواطنين الاميركيين المتحفظ عليهم في اليمن".

ورحبت واشنطن بالافراج عن الاميركيين ووجهت الشكر الى السلطنة.

على صعيد آخر، صرّح مسؤول اميركي بأن ثلاث سفن حربية أميركية رصدت السبت ما يمكن ان يكون صواريخ اطلقت باتجاهها في البحر الاحمر، بعد تأكيدات سابقة لذلك.

وكان مسؤولون اميركيون قالوا أولاً إن صواريخ أرض - أرض اطلقت اعتبارا من الساعة 19,30 بتوقيت غرينيتش على ثلاث سفن حربية اميركية هي "يو اس اس مايسون" و"يو اس اس بونس" و"يو اس اس نيتز".

لكن مسؤولاً في وزارة الدفاع الاميركية أوضح أن مجموعة بحرية اميركية "تبحر في المياه الدولية في البحر الاحمر رصدت تهديدات ممكنة لصواريخ تقترب واتخذت الاجراءات الدفاعية اللازمة". وأضاف انه "يجري تقويم لما حصل"، وأن "كل السفن الاميركية الموجودة في المنطقة سالمة".

وكان مسؤول عسكري أميركي أعلن أولاً أن الهجوم الجديد بدأ الساعة 19،30 بتوقيت غرينيتش من غير أن يحدد عدد الصواريخ التي اطلقت في اتجاه السفن الثلاث. وقال إن "يو اس اس مايسون" اتخذت تدابير" لم يحددها ضد الصواريخ.

إلا أن مسؤولاً آخر كان أكثر حذرا إذ قال: "أخذنا علما بالتقارير، ونحن في صدد تقويم الوضع. كل سفننا وطواقمها آمنة ولم تتعرض لأذى".

وفي حال تأكده، يمكن ان يؤدي هجوم بالصواريخ على السفن الاميركية الى تصعيد جديد في مشاركة الولايات المتحدة في النزاع الدائر في اليمن.

وسبق الولايات المتحدة ان اتهمت الحوثيين الذين يخوضون حرباً في اليمن هذا الاسبوع باستهداف سفن حربية أميركية بصواريخ. ونفى الحوثيون ذلك.

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية"البنتاغون" الخميس ان الولايات المتحدة قصفت مواقع رادار للحوثيين في اليمن من أجل "حماية" سفنها، مشيراً الى أنها لا تسعى الى الانخراط أكثر في الحرب الاهلية التي تشهدها البلاد.