الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٨, ٢٠١٦
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
لبنان
لبنان: لا مؤشرات حاسمة لموقف الحريري قبل اجتماع كتلته اليوم
قد يكون الجانب الايجابي لعودة الرئيس سعد الحريري مساء أمس الى بيروت ان عودته قد تضع حداً لموجات "التبصير" والتكهنات المتطايرة في كل الاتجاهات حول توقيت اعلانه لموقف ينتظر ان يكون حاسما في شأن تبني ترشيحه المحتمل للعماد ميشال عون. وقد واكبت هذه الاجواء عودة الحريري نفسها اذ كانت مجمل الاجواء الداخلية تغرد خارج حقيقة تحركاته وتردد على نطاق واسع ان زعيم "تيار المستقبل" كان قد حط رحاله قبل يومين في الرياض ولكن تبين انه عاد الى بيروت من باريس. وتبعا لهذه العودة تتجه الأنظار اليوم الى "بيت الوسط" ترقباً لاجتماع كتلة "المستقبل" التي يفترض ان تنعقد برئاسة الحريري للاطلاع منه على حصيلة تحركاته الخارجية المعلنة وغير المعلنة الاخيرة. لكن النقطة الاكثر اثارة للاهتمامات ولحبس الانفاس تتركز على ما اذا كان في جعبة الحريري ما يفضي أخيراً الى حسم موقفه من ترشيح عون أو انه سيتحصّن بمزيد من الوقت والتريث قبل اعلان موقفه الذي ينتظره الفريق العوني وسائر القوى الداخلية بفارغ الصبر. وقبل ان تتبلور أي معطيات واضحة عن الاتجاهات النهائية لموقف الحريري، استرعى الانتباه أن الفريق العوني بدا مطمئنا الى ان الحريري سيعلن تبني ترشيحه في الايام القريبة، فيما لم تحسم الاوساط المعنية القريبة من كتلة "المستقبل" هذا الاتجاه سلباً أو ايجاباً وتركت الامور عالقة رهن الاتصالات والمشاورات التي بدأت عقب عودة الحريري. وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية لـ"النهار" إن الوضع لا يزال كما هو وليس هناك ما يشير الى اتخاذ موقف جديد في اجتماع كتلة "المستقبل" اليوم بما يعني استبعاد تطور جديد اليوم. وجاءت هذه المعطيات مخالفة لمعلومات توقعت ان يتجه الحريري نحو تبني ترشيح العماد عون في وقت وشيك عبر مقابلة تلفزيونية خاصة بعد ان يطلع كتلة "المستقبل" على المعطيات التي تدفعه نحو حسم هذا الخيار، وان اجتماع الكتلة اليوم سيشهد نقاشاً مع النواب الرافضين لخيار عون قبل بت الموقف النهائي للحريري.

وبرزت في هذا السياق حركة فرنسية في اتجاه بيروت تمثلت في وصول رئيس دائرة افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون الذي اجتمع ليلاً مع الحريري في حضور السفير الفرنسي ايمانويل بون في حضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الأوروبية باسيل يارد، وتناول اللقاء الأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها. واستكمل الاجتماع إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرف بونافون، وحضرها الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج والنائب عاطف مجدلاني. وكان الموفد الفرنسي التقى أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن ثم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع واكتسبت زيارته دلالات من حيث توقيتها مع اقتراب موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول. ونقل بونافون "قلق فرنسا على الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان والذي بدأ يلامس حدود الانهيار"، كما وضع زيارته في اطار استطلاع القيادات السياسية لمعرفة مدى امكان انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة. وأكد وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان بغية تعزيز الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب ودعم الاقتصاد.

مجلس النواب
وتزامنت عودة الحريري مع انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم لتجديد انتخاب لجانه الـ16 وهيئة مكتب المجلس بعد بدء العقد الثاني السنوي للمجلس منتصف تشرين الاول الجاري. ومن المقرر ان يلي جلسة انتخاب اللجان التي لن تستمر طويلاً اجتماع لهيئة مكتب المجلس للاتفاق على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي يزمع رئيس المجلس نبيه بري توجيه الدعوة اليها بعد هذا الاجتماع، علماً انه كان وزّع جدولاً على النواب تضمن اقتراحات القوانين المعجلة المكررة والتي لها صفة العجلة والضرورة فقط من أجل اطلاع النواب عليها استباقاً للجلسة التشريعية التي سيدعو اليها. وعلمت "النهار" ليل أمس ان هناك اتجاهاً شبه مؤكد الى تحديد الجلسة التشريعية غداً الاربعاء وان هذا الامر بحث فيه بري مع الرئيس تمّام سلام في لقائهما أمس في عين التينة. وستتخذ القوى السياسية مواقفها من الجلسة التشريعية اليوم في حال تحديد موعدها غداً اذ يخلو جدول الاعمال من قانون الانتخاب ويقتصر على المشاريع الملحة ولا سيما منها المشاريع المتعلقة بالانفاق المالي الملح لفتح اعتمادات للرواتب والاجور في القطاع العام ولتغطية نفقات الوزارات والادارات وكذلك المشاريع المتعلقة باتفاقات ضريبية ومالية دولية استنفدت مهلة اقرارها وبات اقرارها ملحاً لئلا يواجه لبنان تصنيفاً دولياً سلبياً.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة