الأثنين ٢٩ - ٤ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٨, ٢٠١٦
المصدر : جريدة الحياة
السودان/جنوب السودان
السودان يعلق بث قناة تلفزيونية خاصة وتجاوب جزئي مع العصيان
أمرت السلطات السودانية، مساء أمس، قناة تلفزيونية خاصة بوقف بث برامجها، متهمة إياها بالعمل من دون ترخيص، وفق ما قال مالكها حسين خوجلي.

وقال خوجلي إنه تلقى رسالة من الهيئة السودانية للبث الإذاعي والتلفزيوني بوقف بث قناة «ام درمان».

وأضاف: «اليوم (الاحد) الساعة 20:30، تلقينا رسالة من السلطات تقول إنه ينبغي تعليق بث المحطة لأنه لا يوجد لديها ترخيص».

وشدد على أن «هذا غير صحيح تماماً»، موضحاً أن القناة حصلت على ترخيص قبل ست سنوات عندما جرى إطلاقها.

وتابع: «الرسالة لم تحدد متى يفترض وقف البث». وواصلت قناة «ام درمان» بث برامجها مساء الأحد.

يأتي ذلك في اليوم الأول من اضراب وطني دعت اليه الكثير من جماعات المعارضة ضد قرار الحكومة خفض دعم الوقود.

وقال خوجلي: «نحن نعمل بطريقة مهنية». ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في وزارة الإعلام للحصول على تعليق.

واعلن السودان في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري زيادة اسعار الوقود بنحو 30 في المئة بسبب النقص الحاد في المحروقات نظراً إلى تراجع احتياط العملة الصعبة في البلاد.

وأدى ذلك الى ارتفاع اسعار السلع الاخرى ومنها الادوية واثار ردود فعل غاضبة بين السكان.

ورفع اسعار المحروقات مسالة حساسة في السودان الذي خسر ثلاثة ارباع احتياطاته النفطية بعد انفصال جنوب السودان في 2011.

تجاوب جزئي مع العصيان

الخرطوم - النور أحمد النور 
استجاب سودانيون أمس، لدعوة أطلقها ناشطون لبدء عصيان مدني في السودان لـ 3 أيام احتجاجاً على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة أخيراً وأدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء والأدوية.

وشهدت حركة الطرق في العاصمة الخرطوم هدوءاً نسبياً، إذ قلّت حدة الزحمة صباحاً على غير المعتاد، وقلت الاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية.

وشهدت بعض أحياء المدينة حركة خفيفة في الشوارع والمؤسسات التعليمية، بينما تركزت كثافة الحركة في وسط الخرطوم. وعمدت شركات خاصة إلى إعطاء موظفيها إجازة بينما غاب كثيرون عن العمل، وأحجمت بعض الأسر عن إرسال أبنائها إلى المدارس ورياض الأطفال. كما علقت مدارس خاصة الدراسة، وتأثرت الجامعات في شكل أكبر بالعصيان وخلت من الطلاب. ولم تتأثر حركة المواصلات العامة بالعصيان، حيث لوحظ تواجدها في المحطات العامة الرئيسية والفرعية على رغم قلة مستخدميها.

وأغلقت محال تجارية وصيدليات ومطاعم ومكتبات أبوابها، تضامناً مع العصيان المعلن وتخوفاً من انتقال العصيان إلى تحركات في الشارع.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر عدداً قليلاً من المركبات في شوارع رئيسية في الخرطوم معروفة بالزحام وقت الذروة الصباحية. في المقابل، نشر موالون للحكومة صوراً تظهر أعداداً أكبر من السيارات في شوارع أخرى.

وعمدت قنوات تلفزيونية محسوبة على الحكومة إلى نقل حراك المواطنين في الشارع والمؤسسات الحكومية مباشرةً لتؤكد فشل العصيان.

ووفقاً لإفادات عدد ممن استطلعتهم «الحياة» في انحاء متفارقة من الخرطوم فإن معدل الانخفاض في الحركة حتى اللحظة يتجاوز 20 في المئة بينما لا يُعرف مدى الاستجابة لدعوة العصيان بين موظفي الدولة.

ورفعت قوات الأمن حالة التأهب تزامناً مع الدعوات إلى التظاهر والعصيان المدني التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي ورفعت درجة الاستعداد.

وقال مصدر أمني إن قوات الانتشار السريع التابعة للشرطة هدفها الأول حماية الممتلكات العامة والخاصة في كل مدن السودان وهو عمل روتيني لوحدات الشرطة المختلفة.

وكانت قوى معارضة سارعت إلى تأييد العصيان المدني، من بينها «حزب الأمة» بقيادة الصادق المهدي، والحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور. ووجهت كوادرها إلى المشاركة في العصيان الذي يهدف إلى التوقف عن العمل والاعتكاف داخل المنازل مع وقف التعامل مع أي مؤسسة حكومية. لكن مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود قال ليل أول من أمس، إن الشعب السوداني أوعى من أن يستجيب لدعوات «الواتساب» التي تنطلق ممَن لا يريدون الاستقرار للسودان. وأبدى ثقته بأن الشعب لن يستجيب لتلك الدعوات.

في شأن آخر، قال الناطق العسكري باسم المتمردين في جنوب السودان وليم قادتجياس دينق، إن مواجهات مسلحة تدور منذ 3 أيام بين قواتهم وقوات الحكومة في منطقة المابان في أعالي النيل ومنطقة ميانديت بولاية الوحدة. واتهم القوات الحكومية بالهجوم على مسلحين متمردين كانوا في طريقهم من منطقة فقاك إلى شمال أعالي النيل، كما اتهم الجيش في منطقة ميانديت بولاية الوحدة أيضاً بمهاجمة قواتهم.

واتهم جبريل تاب الناطق العسكري باسم الجناح المعارِض المنافس لزعيم التمرّد رياك مشار، بقيادة نائب الرئيس تعبان دينق قاي، قوات مشار بمهاجمة قواته بقيادة بيتر دور الذي ذهب للتبشير بالسلام في منطقة قرب ميانديت. وكشف جبريل تاب عن اندلاع معارك أخرى بين قواته وقوات مشار غرب بانتيو، زاعماً أنهم كبدوا قوات مشار خسائر في الأرواح وأسروا 7 منهم، بينما جُرح 3 من عناصر تعبان دينق.

من ناحية أخرى، أعلن نائب حاكم ولاية قوقريال الجديدة في جنوب السودان سانتينو أكود ارتفاع ضحايا النزاع العشائري بين «أقوق» و»أفوك» إلى 44 قتيلاً و32 جريحاً من بينهم أطفال ونساء. وقال أكود إن الحكومة أطلقت مبادرة للأهالي بجمع السلاح طوعاً قبل تدخل القوات الحكومية في مناطق أفوك. وتحدث عن اعتقال متهمين بالضلوع في الصراعات العشائرية.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحث «الانتقال الديمقراطي» في الخرطوم
ملاحظات سودانية على مسودة الحلو في مفاوضات جوبا
«الجنائية الدولية» تتعهد مواصلة مطالبة السودان بتسليم البشير
تعيين مناوي حاكماً لدارفور قبل اعتماد نظام الحكم الإقليمي
مقتل سيدة وإصابة 8 أشخاص في فض اعتصام جنوب دارفور
مقالات ذات صلة
وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»
تلخيص السودان في لاءات ثلاث! - حازم صاغية
"ربيع السودان".. قراءة سياسية مقارنة - عادل يازجي
"سَودَنة" السودان - محمد سيد رصاص
تعقيدات الأزمة السودانية - محمد سيد رصاص
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة