الجمعه ٣ - ٥ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٣, ٢٠١٧
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
هولاند يطالب بعودة المفاوضات السورية «تحت سقف بيان جنيف»
باريس - رندة تقي الدين 
رأى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه ينبغي بأسرع وقت عودة المفاوضات بين كل الأطراف السورية «بما فيها النظام» تحت سقف «بيان جنيف» للعام ٢٠١٢، الذي يتحدث عن هيئة حكم انتقالية باتفاق طرفي الأزمة.

وقال هولاند في خطابه السنوي الأخير أمام السلك الديبلوماسي، لا يمكن أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد الحل لمشكلة هو سببها، مؤكداً أن فرنسا تفكّر في تحرير الرقة بعد الموصل لأن العمل الإرهابي الذي استهدف فرنسا ودولاً أوروبية أخرى تم التحضير له وتنظيمه من الرقة. وشدد على رفضه تقسيم سورية وليبيا لأن من شأن ذلك أن يشجّع توسّع الإرهاب، قائلاً إن مؤتمر باريس للشرق الأوسط يوم الأحد هو لتأكيد حل الدولتين الذي يتراجع على الأرض وفي الفكر.

وكان خطاب هولاند خطاباً وداعياً للسلك الديبلوماسي الذي سيسمع العام المقبل كلاماً من رئيس فرنسي جديد. كما كان كلامه عن سورية موجهاً، كما يبدو، للمرشح اليميني للرئاسة فرانسوا فيون الذي يردد أنه ينبغي التحاور مع الأسد. وكشف هولاند لـ «الحياة»، على هامش الاجتماع مع السلك الديبلوماسي، أن الرئيس اللبناني ميشال عون سيزور فرنسا.

وقال الرئيس الفرنسي في خطابه إن «الإرهاب تكثّف واتخذ شكلاً يحتّم علينا أن نفهم هدفه بتدميرنا. الإرهاب الإسلامي توسّع في أراض في العراق وسورية، وهو مستمر في تجنيد الشباب الآتي من كل الدول». وأشار إلى أن هدف فرنسا إزالة الإرهاب من الأراضي التي توسع فيها، ولذلك تشارك فرنسا في تحرير الموصل على أمل الانتهاء من ذلك بمساعدة القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية قبل الصيف. لكنه أضاف: «ينبغي الذهاب إلى أبعد من ذلك، (ينبغي) تحرير الرقة في سورية لأننا نعرف أن الهجوم الذي استهدف أرضنا الفرنسية وغيرها من الدول تم إعداده وتنظيمه من هناك. يتحتم علينا ليس فقط إزالة مجموعة ارهابية تهدد المنطقة، ولكن أيضاً حماية أوروبا مما تعده هذه المجموعة ضد مواطنينا».

وتحدث عن الوضع في سورية، معتبراً أن الحرب المستمرة فيها منذ ست سنوات تمثّل فشلاً سياسياً وأخلاقياً للأسرة الدولية و «أنا ما زلت مقتنعاً أنه كان بالإمكان إنهاء هذه الحرب باكراً. وهناك تاريخ أساسي سيبقى في التاريخ وهو صيف ٢٠١٣ حيث كان النظام تجاوز الخطوط الحمر باستخدام السلاح الكيماوي ولم يُعاقب على ذلك، ثم حدث الأسوأ وهو صعود داعش الذي كان موجوداً ولكن ليس في الشكل الواسع الذي هو عليه الآن... والآن أسمع أصواتاً بأنه ينبغي التحاور مع بشّار الأسد ومن يقول ذلك هم الذين قاطعوه في ٢٠١١ (في إشارة إلى فيون ولكن من دون تسميته). لقد قلت دائماً إنه لا يمكن أن يكون حل المشكلة هو الذي سببها (الأسد). فهي ليست فقط مسألة أخلاقية - مع أن هذا أمر مهم - ولكن هذه مسألة وعي. قلت دائماً إن الانتقال السياسي في سورية ضروري وإنه يحتم ألا يُستبعد أي فاعل من المنطقة و(يُحتّم) التحاور مع الجميع بما في ذلك النظام. فرنسا تؤيد أي مبادرة تتيح إنهاء القتال، وهو سبب تصويتنا مع قرار مجلس الأمن الذي قدمته روسيا لوقف القتال. ولكن لا يمكننا التوقف هنا. ينبغي عودة المفاوضات بأسرع وقت على أن تتم تحت رعاية الأمم المتحدة وفي الإطار الذي تم تحديده في ٢٠١٢ في جنيف حيث وضعت المعايير لهذا الانتقال». وتابع: «يجب تجميع كل الأطراف في إطار سقف جنيف مع جميع الفاعلين من المنطقة من دون استثناء، وقد اعتبرت دائماً أنه ينبغي التحدث مع إيران. وكنت أول رئيس التقى الرئيس (حسن) روحاني، ولكن أكدت دائماً وبوضوح أن فرنسا شريكة لدول الخليج وهي مصرة على البقاء على ذلك، فهذه الدول أساسية لحل المشاكل في الشرق الأوسط ولتوازن المنطقة كلها. وهذا ما عبّرت عنه لدول الخليج عندما دُعيت إلى القمة الخليجية في ٢٠١٥».

وتابع أنه «قلق جداً» للوضع في ليبيا والتوتر الحاصل في الأيام الأخيرة ضمن المجلس الرئاسي، معتبراً أن غياب الحوار بين غرب ليبيا وشرقها يمثّل مخاطرة أساسية على الليبيين، كما أن ذلك يمثّل فرصة للإرهابيين «لأنه كلّما عمّت الفوضى كلما شجّع ذلك على توسّع الإرهابيين والمتاجرين بالمهاجرين... إذن ينبغي تأييد حكومة (فائز) السراج في جهوده لتوحيد الصف والحوار بينه وبين الجنرال (خليفة) حفتر وينبغي تشجيع ذلك كي يتمكن الجيش الليبي من الاندماج في المؤسسات، وهذا أولوية لنا».

وتابع أن التقسيم في سورية وليبيا «لا يمكن أن يمثّل حلاً... ففرنسا تعمل من أجل وحدة أراضي دول تواجه مثل هذه الأزمات، إذ من السهل الوقوع في مثل هذه الحلول السهلة، لكن ذلك سيكون لمصلحة الإرهابيين للاستمرار في أعمالهم. وكما أرفض تقسيم دول مثل سورية وليبيا، أرفض أيضاً الوضع القائم في هذه الدول. ليس صحيحاً أن الصراعات بإمكانها أن تُترك للحل لوحدها. ولذلك اتخذت فرنسا مبادرة عقد مؤتمر لقضية الشرق الأوسط يوم الأحد وهدفها إعادة تأكيد الأسرة الدولية دعم حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، وأن هذا الحل هو المعيار الأساسي وأرى أنه ضعف على الأرض وفي الذهن. وإذا تركناه (حل الدولتين) يزول سيكون ذلك خطراً على أمن إسرائيل الذي تلتزمه فرنسا، وفي الوقت نفسه إنني أعي نتائج هذا المؤتمر. فالسلام لن يتم سوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا أحد غيرهم. اجتماع الأحد سيذكّر بحل الدولتين ويدفع إلى حلول عملية لتطوير البنى التحتية ومشاريع في الطاقة وتشجيع المشاريع للمجتمع المدني، وعلينا أن نرى أن استمرار هذا الصراع هو الذي يعطي الانطباع بضعف الأسرة الدولية».

وتمنى ألا تتراجع الإدارة الأميركية الجديدة عن الاتفاق النووي مع إيران، مؤكداً أنه لا يمكن التراجع عن اتفاقية التغيير المناخي التي تم إقرارها في باريس.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة